Sunday 24th March,200210769العددالأحد 10 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حديث الشبكةحديث الشبكة
إنترنت الجيل التالي (44)
خالد ابا الحسن

أواصل الحديث إليكم عن إنترنت الجيل التالي (NGI)، والتي تحدثت في حلقة مضت عن أهدافها وعرفت بطبيعتها وجهات تمويلها ونطاق خدماتها.
وكما ذكرت، فقد أعلن في مطلع عام 2002 عن تحقيق أهداف المشروع بنسبة كبيرة بعد انتهاء فرق العمل المختلفة من تنفيذ الخطوات التطويرية للمشروع، قد يتذكر البعض دعابة راجت في وسائل الإعلام الأمريكية إبان معركة الانتخابات الأمريكية التي دارت رحاها بين آل غور وجورج بوش الابن والتي انتهت كما هو معلوم بخروج جورج بوش الابن من عنق الزجاجة وفوزه بالانتخابات بينما انتقل آل غور لإدارة مطعم في الولاية التي جاء منها.
وكان مدار النكتة أن آل غور نسب إلى نفسه تطوير الإنترنت وتحويلها إلى واقع حي يعيشه العالم اليوم، وسبب النكتة هو أن آل غور لا يفقه الكثير في التقنية، لأنه مجرد سياسي ومتخذ قرار، لكنه حين نسب إلى نفسه فضلا في تطوير الإنترنت فإنما عنى بذلك جهود حكومته حين كان نائبا للرئيس في تطوير مشروع إنترنت الجيل التالي والتي دشنت ودخلت الخدمة في فترة حكم جورج بوش الابن والذي لا يحظى بمزيد علم على غريمه بشأنها.
وفي ظل وجود إنترنت الجيل التالي، بات الجندي والطبيب والطالب والموظف الحكومي والمراقب الجوي والمهندس الصناعي وغيرهم من المهنيين الأمريكيين أطرافا تستفيد من هذا الفضاء الإلكتروني فائق السرعة دون عوائق أو عراقيل تكبل تناقل المعلومات والبيانات كما هو الحال في الجيل الأول من الإنترنت والذي رمته التقنية الأمريكية إلى دول العالم الأخرى بعد أن فقد جدواه في المشروعات الحكومية والبحثية والعلمية الأمريكية المحلية، ونظرا لوجود إنترنت الجيل التالي (NGI) والتي أصبحت حقيقة ماثلة مكتملة النمو في عام 2002م وصرنا نرى كيف تدعم الأنشطة الحكومية الأمريكية المختلفة، فإنه لم يعد من المهم الاحتفاظ بالإنترنت القديمة أو بالأصح احتكار عملها على الجهات الحكومية الأمريكية، بل أصبح من المجدي إشراك الآخرين فيها لأهداف اقتصادية وإعلامية كثيرة، ولذا فقد وجدت الحكومة الأمريكية أنه من الأولى توسعة نطاق المستفيدين من الإنترنت عالميا لخدمة اقتصادها وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي والذي كانت الإنترنت سببا كبيرا في تدعيمه، فإدخال دول العالم الأخرى في فضاء الإنترنت أتاح للولايات المتحدة الأمريكية حكومة واقتصادا وإعلاما أن تصل إلى أسواق ومناطق لم يكن الوصول إليها ميسرا من قبل، وقد كان الجيل الأول للإنترنت كافيا ليجعل كل ذلك في متناول اليد، وأن يحيل العالم المستهلك إلى رهينة في يد المستثمر الأمريكي على الإنترنت رغم وجود منافسين يتناثرون في دول مختلفة لا تمثل خطرا ذا بال على حجم الاستثمار الإلكتروني الكبير للتجارة الأمريكية على الإنترنت.
وبالنظر إلى الواقع الحالي للإنترنت التي أحالتها الحكومة الأمريكية إلى التقاعد ورمت بها للعالم كي يلهو بها، فإننا نجد أن أكثر المستفيدين منها هم الأمريكيون، فحجم التعامل المالي والاقتصادي على هذه الإنترنت العتيقة والمثقلة بالزحام والعبث كبير ومذهل، ولكن يكون مذهلا أكثر حين نتمعن في هذه الأرقام المالية الكبيرة ونوعية الجيوب التي تصب فيها، فغالب هذه الجيوب المستثمرة أمريكية أو في أسوء أحوالها أوروبية.
وأكبر شركات الإنترنت في العالم تتخذ من الولايات المتحدة منشأ ومقرا لها.
بعد الحديث عن الإنترنت الثانية (Internet II) ثم إنترنت الجيل التالي (NGI)، سيأتي حديث قادم إن شاء الله عن شبكات مميزة أخرى تندرج في ذات السياق الذي آمل أن أكون قد وفقت في تقديمه لقراء حديث الشبكة الكرام، فإلى حديث قادم إن شاء الله.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved