Sunday 31th March,200210776العددالأحد 17 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حديث الشبكةحديث الشبكة
أدب إلكتروني
خالد اباالحسن

آثرت أن أتوقف عن الكتابة عن موضوع الشبكات الحديثة لشيء من الراحة ورغبة في تغيير مسار الموضوعات المطروحة في حديث الشبكة، فلربما ثقل الحديث على بعض الأحبة القراء لتناولي موضوعات تتعلق بالتقنيات الحديثة للشبكات وما طرأ عليها من تطورات، ولعلي أواصل الحديث عن بقية تلك الشبكات في أسابيع قادمة إن شاء الله خاصة مع ما يتطلبه إعداد هذه الموضوعات من بحث وإعداد وقراءة مطولة، فلعلي أرجئ ذلك لبعض الوقت.
حديث هذا الأسبوع أقل جفافا مما سبقه، وقد جال في خاطري الحديث فيه منذ زمن حين وصلتني رسالتان من قارئين كريمين، أولاهما من الأستاذ أمين الريحاني الذي يدير موقعا عن سلفه الأديب المعروف أمين الريحاني (/http://www.ameenrihani.org) وقد بعث بها إلي إبان زيارته للمملكة، وجاءت الرسالة الأخرى من أحد كتاب القصة القصيرة، وهو زين الدين المحمد (http:// www.w8w.8k.com) يلفت نظري إلى موقعه الذي جمع فيه عددا من قصصه القصيرة، ووجدت أن الدعوتين لزيارة الموقعين، إنما تمثلان دعوة لزيارتهما وما يماثلهما من المواقع التي تزخر بها الإنترنت، وهي دعوة للنظر إلى ما تشهده الإنترنت من نقلة نوعية وكمية فيما يتعلق بالنشر الإلكتروني للإبداع الأدبي، فقد كان ولايزال الأديب يبحث عن ساحة لنثر إبداعه، ويلتمس الأعين والآذان ليمتعها بما ينظم شعرا أو يبدع نثرا، فكانت السبل التقليدية لذلك متمثلة في الأندية الأدبية والصفحات الثقافيةالتي كانت قبلة جملة من أولئك الأدباء، وكانت دور النشر وجهة البعض الآخرمنهم.
ولدى ظهور الإنترنت، أصبحت فكرة نشر الإبداع بالطرق التقليدية أقل إلحاحا على الأدباء من ذي قبل، سواء المشهورين منهم والمغمورين، فالإنترنت تتيح للمرء أن ينشئ دار نشر خاصة به، يديرها بنفسه ويضع معاييرها بنفسه. ولا يملك أحد أن يمنعه من النشر فيها كما يريد، كما أنه لا يخضع لأية قيود أو رقابة كانت، فالمسألة برمتها رهن إشارته ورغبته، لذا، فقد وجد الكثير ممن لديهم الملكات الأدبية مجالا رحبا لنشر محاولاتهم وإبداعهم على الإنترنت، وليتلقوا ردود الفعل مباشرة من قرائهم عبر البريد الإلكتروني أو سجل الزوار أو من خلال المنتديات الحوارية التي تتضمنها تلك المواقع في بعض الأحيان، كما أتاحت الإنترنت لكثير من الأدباء الذين يرغبون في نشر شيء من إبداعهم لكنهم يخشون تبعات ذلك على أسمائهم وصورتهم النمطية، وجدوا في الإنترنت مرتعا خصبا للنشر والاحتماء خلف الأسماء المستعارة، خاصة في منتديات الحوار.
وقد أغرى ظهور مثل هذه المواقع عددا من الكتاب والأدباء المعروفين ليؤسسوا مواقعهم أيضا على الإنترنت غير مكتفين بالنشر التقليدي، وما ذلك إلا لقناعتهم بأن للنشر الإلكتروني على الإنترنت فائدته وأهميته إلى جانب النشر التقليدي.
وبإطلالة بسيطة من خلال أحد محركات البحث، يمكن لنا العثور على مواقع مميزة وغنية كمواقع الأندية الأدبية بأبها ومكة وغيرها من المدن، ومواقع لكتاب وأدباء وصحفيين معروفين لم يكتفوا بما ينشر لهم في صحفهم ومجلاتهم بل رغبوا في الانتقال إلى أثير الإنترنت بحثا عن جمهور أوسع وسعيا لتفاعل مباشر مع تعليقات وردود القراء الذين يزورون مواقعهم.
وقد أدت نزعة الأدباء للنشر الإلكتروني على الإنترنت إلى ظهور مواقع أدبية متخصصة ومنتديات حوار أدبي لها مكانتها على الإنترنت العربية، ويتزايد هذا الاهتمام مع ظهور هذه المواقع وتنافسها لكي تحظى باهتمام القارئ الذي لم تعد الخيارات محدودة بالنسبة له، وسيستمر هذا السباق على أشده مع تزايد الاهتمام والنقلة النوعية التي شهدتها هذه المواقع فيما يستخدم فيها من تقنيات وفي طرق إدارتها، وينذر تزايدها بسقوط عدد منها، حيث ان الكثرة فيها تؤدي إلى سقوط ما يفشل في الصمود أمام المواقع المنافسة، فقد لوحظ سعي الكثير منها لاستقطاب الأسماء المعروفة في منتديات الحوار والإعلان عن انضمام الكتاب المشهورين في كل مرة، كما لوحظ تقديم التسهيلات والدعم لأولئك الكتاب كي يستمروا في المساهمة في هذا المنتدى أو ذاك، وما ذلك إلا رغبة في البقاء في صدارة المواقع ونيل الحظوة لدى القارئ.
ومع بداية عام جديد، أجدد إليكم التحية والتهنئة به سائلا المولى عز وجل أن يجعله لنا ولبلادنا ولجميع المسلمين عام خير وسلامة وتوفيق إنه سميع مجيب.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved