Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

القمة العربية في وسائل الإعلام الروسية القمة العربية في وسائل الإعلام الروسية
بوتين: لابد من إنهاء احتلال الأراضي العربية ولجم التطرف
بريماكوف: ضرب العراق أو إيران سيكون خطأ سياسياً فادحاً

* موسكو خدمة الجزيرة الإلكترونية:
في الوقت الذي تظهر فيه انقسامات حادة في القيادة الروسية حول مساندة موسكو لحقوق الانسان، وحركات التحرر الوطنية، وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، بدأت وسائل الإعلام تسلط الضوء على آراء مجموعة من المحللين السياسيين الذين وباعترافهم، يمثلون مصالح الغرب والولايات المتحدة الامريكية في الكرملين، وعلى رأسهم سيرجي كاراجانوف وجليب بافلوفسكي، الجانب الاخر يظهر في التخبط الواضح في موقف وزارة الخارجية الروسية من مفهوم (الارهاب) وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا تزال حتى الآن تصريحات وزارة الخارجية الروسية تستخدم مصطلح (الارهاب) بشأن العمليات الاستشهادية الفلسطينية في الاراضي المحتلة، بينما بدأت الدوائر المساندة للغرب في قصر الكرملين تدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتخلي تماما عن المفاهيم القديمة الخاصة بحرية الشعوب واستقلالها وحقها في تقرير مصيرها.في هذا السياق كانت القمة العربية في بيروت هي أبرز الأحداث في وسائل الإعلام الروسية بمختلف توجهاتها وإمعانا في (فضح التيارات المعادية لحقوق الإنسان والتي تحاول إخراج روسيا من منطقة الشرق الاوسط بالكامل بحجة عدم إغضاب واشنطن) أوردت صحيفة (برافدا) تصريحات الرئيس بوتين تعليقا على القمة العربية والتي تضمنت قناعة الجانب الروسي بعدم جدوى استخدام القوة في حل النزاع العربي الاسرائيلي وان إرساء سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط ممكن فقط من خلال إنهاء احتلال الاراضي العربية وإحقاق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الخاصة المستقلة بالاضافة الى توفير الأمن المتكافىء والموثوق لكل دول وشعوب المنطقة سواء للعرب او الإسرائيليين.وحسب كلام بوتين فموسكو تنظر الى القمة العربية بوصفها (الحدث السياسي الاهم القادر على إبداء مساعدة ايجابية جدية للوضع في منطقة الشرق الاوسط والمساهمة في تسوية المشكلات القائمة).وفي معرض حديثه عن المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية اعلن انه بغض النظر عن جميع الصعوبات القائمة يمكن بل ويجب التوصل الى وقف العنف ولجم التطرف وتطبيع الوضع واستئناف المفاوضات عن طريق اتخاذ الطرفين خطوات متقابلة بمقتضى خطة تينيت وتوصيات لجنة ميتشل واكد ان روسيا تنطلق بثبات من رسوخ الاساس السياسي القانوني لعملية السلام وبالدرجة الاولى من قراري مجلس الامن الدولي رقمي 242 و338، ومن صيغة (الأرض مقابل السلام) وسنسعى بثبات لاستئناف المفاوضات على جميع المسارات لتحقيق تقدم نحو تسوية عربية اسرائيلية شاملة.
واعتبر بوتين انه من الضروري ان يواصل المجتمع الدولي مساعداته بنشاط على تسوية النزاع العربي الإسرائيلي. كما وتعتزم روسيا المشاركة بقوة في هذا العمل بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والجهات المعنية الاخرى، وقال الرئيس الروسي إننا نقيّم ايجابيا مبادرة المملكة العربية السعودية التي تصب في مجرى المبادىء الاساسية لعملية السلام وتابع بقوله ان السند الجيد لجهودنا المشتركة هو قرار مجلس الامن الدولي الاخير رقم 1397 الذي ثبت مبدأ التعايش السلمي للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في حدود آمنة ومعترف بها واشار الى (نقطة موجعة) اخرى تتمثل في عدم تسوية الوضع حول العراق بقوله إننا نعارض كل محاولة لحل العقدة العراقية عن طريق القوة لان الإمكانيات السياسية الدبلوماسية لتسوية الوضع لم تستنفد بعد.
من جانب آخر عرضت صحيفة (الغد) للتصريحات الحادة التي انتقد فيها رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية السابق ورئيس الوزراء الأسبق يفجيني بريماكوف الذي يشغل حاليا منصب رئيس غرفة الصناعة والتجارة الروسية خطة التسوية الجديدة التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي اريل شارون وقال ان الاخذ بمثل هذه الخطة يعني ان الطرفين لن يتمكنا ابدا من الجلوس حتى خلف طاولة المفاوضات ورأى ان الطريق الأصلح لحل مشكلة الشرق الاوسط هو ضرورة تخلي الولايات المتحدة عن احتكار الوساطة في هذه المنطقة. كما رأى ايضا ان صياغة خطة تسوية فعالة لنزاع الشرق الاوسط تستلزم تشكيل فريق يضم ممثلين عن الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي ومصر واكد ان خطة التسوية التي سيرسمها هذا الفريق يجب ان تفرض فرضا على كلا الطرفين من قبل الأسرة الدولية.من جانب آخر حذر بريماكوف من ان توجيه الولايات المتحدة ضربة الى العراق او ايران سيكون خطأ سياسيا فادحا وابدى ثقة كبيرة بأن مثل هذه التصرفات الامريكية لن تلقى اي دعم دولي كالذي لقيته العملية المناهضة للارهاب في افغانستان ورأى ان العالم سينقسم اذا ما قررت الولايات المتحدة رغم كل شيء توجيه ضرباتها الى العراق او ايران وحذر مرة اخرى من ان اخطر ما في الأمر ان يتحول هذا الانقسام الى انقسام على اساس الدين، مؤكدا بأن كل العالم العربي سينحاز الى جانب العراق وان القيادة الروسية سيصعب في هذه الحالة أن تبقى على الحياد. واضاف: كل ما فعلناه دعما للاعمال الامريكية في افغانستان كان باعثه الضرورة الموضوعية اما الآن فعلى روسيا ان تنهج نهج التنويع في سياستها الخارجية.وفيما كانت غالبية الصحف الروسية تناقش القمة العربية، قامت صحيفة (إزفستيا) بنشر تصريحات نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ناتان شارانسكي التي ادلى بها في مقابلة مع محطة راديو (صدى موسكو) بان السلطات الاسرائيلية لا تطرح في الوقت الحاضر مسألة تصفية عرفات جسديا وقال إذا لجأ عرفات الى السلاح وبدأ باطلاق النار على جيشنا فسوف نرد على ذلك بالطبع ولكنني لا اعتقد بأن الامور ستصل الى هذا الحد.. فالعملية العسكرية التي بدأتها اسرائيل ضد البنية التحتية لما وصفه بالإرهاب على الاراضي الفلسطينية مؤهلة للاستمرار ليس ليوم واحد او لأسبوع. واضاف ان الحرب ضدنا تدور بشكل مستمر منذ سنة ولقد قررنا ان نرد عليها بحرب شاملة.وأعلن شارانسكي بأنه لن تكون هناك مدن او أماكن او أشخاص لديهم الحصانة ضد اعمالنا العسكرية كما اننا لا نضمن عدم اتساع رقعة الحرب.
وأعلن شارانسكي ان القرار حول دعوة جنود الاحتياط والبدء بالعمليات العسكرية ضد البنية التحتية للارهاب جرى اتخاذه من قبل الحكومة بالإجماع وبتأييد مطلق من شيمون بيريز. واضاف بأن وزير الخارجية الامريكية كولن باول اتصل هاتفيا أثناء انعقاد جلسة الحكومة التي تم فيها إقرار تأديب عرفات واطلع على القرارات التي اتخذتها الحكومة ولم يعارضها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved