Thursday 4th April,200210780العددالخميس 21 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هل يمكن للمسافر أن يعود من اعتداله؟ هل يمكن للمسافر أن يعود من اعتداله؟
عبدالله سعد اللحيدان

عند الحديث عن الشعر المحلي بشكل عام تتم استعادة واستخدام نظرية الأجيال الأدبية مثلما يستدعي ذلك الحديث عن أديب ينتمي إلى أحدها، في النصف الأول وبدايات النصف الثاني من القرن العشرين يقع الجيل الأول، وهم من تعارفنا على تسميتهم بالرواد، ومعظمهم لم يكونوا اكثر من مضافين إلى عصور قديمة أو مقلدين وأصداء لأدباء وشعراء الشام والعراق ومصر ولم يستطيعوا تقديم إضافة أو تجديد أو منجز فني يحسب لهم على انه فرادة أو تميز وبخاصة في الشعر، وعلى الرغم من تميز ذلك الجيل بالجدية والمثابرة والاخلاص.
وفي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين ظهر الجيل الثاني والذين منهم الشاعر أحمد الصالح «مسافر» وتميز هذا الجيل عن سابقه بمعايشته لأهم نقلة حدثت للشعر العربي منذ وجوده وهي ظهور قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، مثلما تميز عن سابقه بتعايشه مع الحداثة والتجديد في شموليتهما ومحاولة استيعاب وفهم هذه الجدلية ومحاكاة إنجازاتها ومحاولة الإضافة إليها أو التجديد فيها أو التجريب والتميز والانفراد بأصوات خاصة ضمن جوقة الشعر العربي العامة.
هذا الجيل الذي ينتمي إليه الشاعر أحمد الصالح «مسافر» كان من الوعي والسلام النفسي مع المراحل وثقافتها بحيث ما يزال مواصلاً العطاء، حتى ولو كان مقلاً ولا يجنح إلى التجريب ومتباعداً عن الظهور الإعلامي مثلما هي حالة شاعرنا «مسافر».
في الوقت الذي بدأ فيه هذا الجيل الثاني كانت القصيدة العربية الجديدة «التفعيلة/ والنثر» قد قطعت شوطاً بعيداً في كافة الجوانب الفنية والاتجاهات الفكرية، في الشكل والمضمون والتقنيات، مثلما في المواقف الاجتماعية والجمالية والعدمية، في التقليد والمحاكاة والتجريب مثلما في التواطؤ ومحاولات التصحيح والثورة، ومثلما قطعت منذ ذلك الوقت حتى الآن أشواطاً أخرى تراوحت بين الانتكاس والمبالغة في التقدم والتحديث، أما الشاعر أحمد الصالح «مسافر» فقد بقي متمسكا ببداياته القوية والناجحة مثلما حافظ على اعتداله الواضح في المضامين والأشكال والتقنيات ومحاولات التجديد، ولم يذهب إلى التطرف في التحديث مثلما لم يحاول كتابة قصيدة النثر، كما لم يمتهن الغموض أو التدليس أو الاستعراض وجاءت تعابيره أقرب إلى المباشرة ومشاعره مترجمة بشكل انفعالي يخفف الاعتدال من علو نبرتها مثلما يمنحها الصدق العاطفي والاخلاص للقضايا التي يتناولها طاقة تأثيرية جيدة.
أما فلسفته ومواقفه التي تتجسد في شعره فقد حددها «الصالح» نفسه عندما وسمها ب«مسافر».
«مسافر» رؤيته إلى الوجود والإنسان وقضاياهما ومواقفه هي رؤية ومواقف الشاهد العابر والحزين والجوال الذي قد يقف متأملاً ومستغرقاً في تسجيل وتصوير ما يتأمله، ثم يتحرك بعد ان يُجسد النتيجة وما تحمله من انطباعات ورغبات وأحلام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved