Thursday 11th April,200210787العددالخميس 28 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

منازل منازل
نادي الوشم والجهيمان (1)
علي با فقيه

أقام نادي الوشم بشقراء مساء الخميس (23 من ذي الحجة 1422ه) حفلاً تكريمياً وأمسية أدبية لأستاذنا الرائد وشيخنا الجليل عبدالكريم الجهيمان. وتكريم الجهيمان له أكثر من مناسبة فهو الرائد المعروف في الصحافة والكتابة والاساطير والامثال والحب الكبير لوطنه الشاسع وأناسه. وهو الرائد في الأدب والشعر ودماثة الخلق والنفس الجميلة وهو «تكاد تأكل الطير من يده فلا تجفل» كما يقول شيخنا ابوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري عفا الله عنه وهو ايضاً ابن منطقة الوشم. وهو كذلك يشارف على إكمال مائة سنة من عمره المديد ما يجعله معاصراً لثلاثة أجيال من شعبه ومعاصراً لتخلُّقات وتغيرُّات كثيرة في وطنه. وهو أيضا عاصر خطط التنمية الأدبية والإجتماعية والفكرية والانشائية والبشرية وهذا يجعل الاحتفاء به يصب أيضاً في احتفاءاتنا بمرور عشرين عاماً على تولي الملك فهد بن عبدالعزيز أمد الله في عمره الحكمَ في بلادنا حيث بدأت عجلة التحديث والتغيير والتنمية في جميع مناحي الحياة. وأكبر شاهد على ذلك مدينة الرياض عاصمتنا الحبيبة الجميلة التي أصبحت بوتقة رائعة للتناسج الوطني والوحدة الوطنية من جميع أصقاع الوطن. حيث يَصُبّ الجميع هنا في الرياض فيتفاعلون وينصهرون مجتمعاً جديداً يضع أقدامه على العصر بضوء العلم والتّسَامح الخلاق والحب الكبير لهذا الوطن المعشوق كغرة فرس بين المياه. ولا يمكن ان تحب وطنك دون أن تحب أناسه وهذا ما تفعله بنا الرياض وتعلمنا إياه عاصمة الحب والشعر والمودة وصبا نجد وهذا ما يعلمنا إياه عبدالكريم الجهيمان وجيله من الرواد الأفذاذ.
(2)
لا يمكننا أن ننسى روعة اللقاء بمنطقة الوشم وتلك الوجوه الحبيبة التي استقبلتنا وخاصة الاستاذ صالح الحميّد عضو لجنة تحسين أشيقر بقلبه الكبير وحفاوته بالأدباء واستضافته لهم. وهو مثال لكل الموسرين وأصحاب المكانة الإجتماعية للاقتداء به في أعمال مثمرة لوطنهم. ولا ننسى ذلك الحضور الجميل والبراعم من الشباب وذلك الأفق بنخله وهوائه وترابه الحميم إلى نفوسنا وكأن طيات رمله من طوايانا.
(3)
نلمس مباشرةً في شعر عبدالكريم الجهيمان ذلك التأمل في تناقضات الحياة شرها وخيرها. وفي تناقضات السلوك البشري. كما نلاحظ أنه يعكس تجربته في الحياة وأطوار حياته من خلال شعره فهناك تمحيص لتجاربه. وهناك التأمل المضني والبحث عن الحقيقة. ونجد رغبةً كامنة في روح الشاعر أن يسود الخير والعدل هذه الحياة:
إنّكَ يا ربَي عدلٌ
ولا ترضى سوى العدل لدى خٌذْ وهاتْ
فاجعلْ فؤادي عادلاً منصفاً
ديدنُهُ المعروف لا المنكراتْ
* كما نلاحظ إرتطام المتناقضات أو لنقل صراع الضدين كما هو عند أبي العلاءء المعري. أو لقاء النَّقيضين في آنٍ معاً:


وقلبتُ الحياة ظهراً لبطنٍ
وعلوت السماكَ ثم علاني
وعركت الدهور سلماً وحرباً
ورميتُ الزمان وهو رماني
وتوانيتُ مرةً ثم أسرعتُ
فكان الإسراعُ مثل التواني

نلاحظ هنا: الإسراع والتواني، وظهراً لبطنٍ، علوتُه ثم علاني، رميته ثم رماني، وكذلك سلمٌ وحرب. كل هذه المتناقضات تتوالى في ثلاثة أبيات فقط.
ونلمس ايضاً تجربة الجهيمان في الغربة ومغادرة وطنه. فهو يشير الى بلاده بحرقة ويحاور النخلة. وهذا يذكرنا بتجربة عبدالرحمن الداخل في مناجاته النخلة. ويبدو ان شعر ابي سهيل كان يمضي إلى تطور في جانبه التأميلي وجانب البحث عن الحقيقة. ولكن انقطاعه عن الشعر حرمنا من مثل هذه التجربة التي كانت متوقّعة وقابلة لأن تتوهج وتدفع بشعره الى تجربة عميقة. إن الإحساس بالمسؤولية وهي من خصال الكبار الذين يستطيعون أن يتجاوزوا ذواتهم وأن يتجاوزوا أفكارهم هذه الخصلة تنعكس في تأملات أبي سهيل كما تنعكس في تجربة حياته بمجملها.
وهكذا فان عبدالكريم الجهيمان يظل مخلصاً كبيراً للمستقبل.
ص.ب.86887الرياض: 11631

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved