|
|
خريف هذا العام بدأ يلفظ أنفاسه صفت السماء وأضحت كصحن عملاق مليء بحنطة تقطعت بها السبل بعد ليلة ممطرة خلفت بركة من الماء، من كوة غرفته الصغيرة أخذ يمعن النظر في دوائر متلاحقة تحدثها قطرات مطر عالقة، عجيب أمر هذا الموسم والأرض (البور) التي لم يفلحها عطفا على المواسم السابقة جفاف في جفاف وتصحر وحريق للعشب المصفر، رشة أو رشتي مطر ما تروي ظمآن ناهيك عن ري أرض شقوقها تبلع بعير.. يوووه، لكنه كان موسم ولا كل المواسم لم ينقطع هطول الأمطار، فقط ما سمح بالبذر وإزالة الأعشاب العشوائية، تهدمت منازل، أخرى تحاصرها المياه من الداخل والخارج، وهدير الرعود يصم الأذن من كل الجهات، البرق القبلي كلسعة سوط فارس مشرع ذراعيه متبختراً وسط سيرة عرس تعطرها أغاني البنات وزغاريد الجدات، من على البعد يوصل الأثير أصوات ريانة واثقة. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |