قال قائلهم (إن السعوديين قد نسوا فلسطين فرغم ما تجده من بطش اليهود لم نر مظاهرة واحدة لنصرة فلسطين)!!!، هكذا هم دائماً لا ينالون إلا ممن يعمل ولا يقول!!، هكذا هم دائماً لا ينالون الا من الشجر المثمر، الشجر المعطاء، الشجر الذي يؤتي أكله بإذن ربه!!، فلسطين لم تغب عن اهتماماتنا نحن السعوديين لكننا نجيد العمل ولا نجيد الصراخ في الشوارع، نجيد الدعاء ولا نجيد رفع اللافتات وتهييج المشاعر نجيد الاتباع ولا نعرف الابتداع، نجيد التربية والحكمة والتؤده ولا نجيد اثارة العواطف التي لا تحرك ساكناً على الصعيد العملي، فبدلاً من أن نلعن (شارون) في وسط شارع من شوارعنا نطعم جائعاً من جياع ابنائنا في فلسطين، وبدلاً من أن نحرق علم دولة يهود نكسو عارياً من عراة وحفاة ابنائنا في فلسطين، وبدلاً من أن نجلد حبالنا الصوتية بالصراخ والعويل في وضح النهار ونسب يهود نلجأ في جوف الليل نتضرع إلى الله جل وعلا بدعوات صادقات لأهلنا في فلسطين.
لسنا نتلقى كالببغاوات ونقاد كالعجماوات بل نحن نميز وندرس ولدينا ولاة أمر حكماء وعلماء أجلاء وقبل ذلك وبعده نعرض ما نتلقاه على كتاب الله جل وعلا وعلى سنة محمد صلى الله عليه وسلم!! فإلى اولئك الذين لمزونا بموت الضمير وغياب الانتماء وضيق الافق، بل عيرونا وادخلوا الشبه تلو الشبه في عقول السذج من ابنائنا وفي كل مجتمع سذج بأننا سلبيون تجاه قضايا امتنا لا لشيء إلا لأننا لا نقيم المظاهرات ولا المسيرات ولا الاعتصامات والتجمعات!!، إلى اولئك أقول نحن متبعون لا مبتدعون، نحن نسير على المحجة البيضاء لا كما يقاد الآخرون على الطريقة العوجاء في الليلة الظلماء، لقد غاب عن أولئك أن النور واحد والظلمات متعددة، فهي ظلمة من بعد ظلمة، ونحن نسير بنور الواحد الاحد وفق كتابه الكريم وهدي رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، نسير آمنين مطمئنين بفضل من الله ثم بالمنهج الرباني الذي تسير عليه بلادنا المباركة، فنحن سائرون على تلك المحجة البيضاء ولا يضيرنا ما يقوله الآخرون!! وما الحملة التي شاركنا فيها يوم أمس إلا رد عملي به نصرنا أهلنا في فلسطين فبها انرنا الشمعة في الظلام، وهي خير من أن نلعن الظلام ألف مرة، وقدمنا بها بلسماً لكل الآلام لا لشيء إلا طاعة لرب الأنام!!
|