سبحان الذي تعهد بحفظ كتابه الكريم فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو القائل عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وللحفظ وسائل عديدة سخرها الخالق تبارك اسمه، فمنها ما كان بصدور وقلوب البشر، ومنها ما كان بالصحف والاقلام، ومنها ما كان باستخدام تقنيات الحضارة والعصر.
لقد كان وما زال وسيبقى إلى ما شاء الله مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف احدى الوسائل المباركة التي تجمع ما بين كل العوامل البشرية، والمادية، والتقنية من اجل خدمة كتاب الله الكريم ونشره على أوسع مجال.
لقد كان للمجمع دوره الأبرز في عالمنا المعاصر في المساهمة في ايصال كتاب الله إلى اقاصي المعمورة، والأمر المشهود له به هو التدقيق والتمحيص بحيث لا يكون هناك أي مجال للخطأ، وهذا عمل جبار، وخصوصاًَ اننا نرى الطبعات التي تأتي حتى من بلاد عربية، واسلامية، وفيها من الأخطاء الكثير وبشكل لا يقبل اطلاقاً وتوزع الطبعات ومن ثم يعاد سحبها، وكتاب الله أكبر من ذلك وأعظم من ذلك، وقد يكون الخطأ غير مقصود، ولكنه غير محتمل، أما إن كان مقصوداً فالطامة أكبر.
لقد كان سجل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ناصع البياض في هذا المجال، رغم أن الكم المطبوع هو كم هائل بكل المعايير، وكذلك عدد الطبعات ونوعيتها التي تجاوزت كل التوقعات، أما اختلاف الطبعات بحيث كانت هناك طبعات لترجمة معاني القرآن الكريم بكل اللغات الشائعة، وايضاً بدقة متناهية كل هذه نقاط ايجابية تسجل لصالح هذا المجمع العملاق الذي تحتضنه المدينة المنورة.ان المجمع الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للامة الاسلامية هدية غالية على النفوس جميعاً، هدية ثمينة لا مثيل لها، هذا المجمع الكبير في عمله، والعظيم في ادائه لا يزال يواصل نجاحاته وتقديم خدماته لابناء الأمة أينما كانوا وحيثما حلّوا، وذلك بطباعة المصحف الشريف وترجمات معانيه، وقد شاهد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ثمار المجمع ابان زيارتهم لدول مختلفة من ارجاء المعمورة، والمسلمون يرفعون أكف الضراعة للمولى عز وجل لولاة أمرنا على هذا العمل المبارك.
لقد قام هذا الصرح الاسلامي الشامخ لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بطباعة أكثر من 170 مليون نسخة، وزع منها أكثر من 150 مليون نسخة، ووصل عدد الإصدارات التي انتجها المجمَّع إلى ما يزيد على (80) إصداراً.
والخبر السار هو أن المجمع يعد الآن ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة العبرية، وهي رد على ما قامت به اسرائيل من تحريف ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة العبرية، ويعد ندوة عن ترجمة معاني القرآن الكريم خلال شهر صفر القادم من العام الحالي 1423ه.
اما السر الذي لم يعد سراً فهو أن المجمَّع قد أصدر حتى الآن نحو 40 ترجمة لمعاني القرآن الكريم.
أرقام تستحق الفخر والاعتزاز، وإلى مزيد من الانجازات إن شاء الله، فكتاب الله كلنا خدم له.
|