إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله القائل «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
والله نسأل أن يجعلنا من هذه الخيرية.
وإن فضائل القرآن الكريم عظيمة ولا أظن أحداً في هذا المجتمع المبارك يجهلها، وإنما أردت أن أتحدث عن أثر القرآن الملموس على فتياتنا والنشء عموماً.
فإننا بنظرة متأملة لن يفوتنا أن نلاحظ أن معظم المتفوقات دراسياً هن من الحافظات للقرآن وأكيد أن هذا من بركة القرآن لأنه خير رياضة للذاكرة .
ومما نلمس أيضا أثره على سلوكيات فتياتنا من سكينه وسمت قلما نراه في غيرهن، بل وينعكس على التعامل مع الغير، فنشاهد ذلك واقعاً ملموسا وتفوقا ملحوظا من حيث الأخلاق الفاضلة كالصبر والتسامح والقناعة والبر والرحمة، وهذا في التعامل مع العباد، أما الأثر مع رب العباد فنجده إيماناً ويقينا وثقة بالله عز وجل.
فالقرآن كلام الله من اشتغل به قويت صلته بالله وزاد معرفة به ومحبة وخشية ورغبة، وهذا من أفضل النفع ومن وجد نقصاناً بعض الشيء في هذا النفع فليتفقد نيته فكلما نقص الإخلاص نقص الانتفاع بحبه والله أعلم، وكلما صلحت النية زادت الفتوح من الله الفتاح الكريم.
ولا يسعني هنا إلا أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لاهتمامه بكتاب الله وتوليه رعاية هذه المسابقة الكريمة والتي أبرزت بدورها هذا التنافس الشريف بين أبنائنا وبناتنا من جميع مدن المملكة وحثهم على الأخذ بهذا القرآن بكل إتقان وجودة، وقد قال تعالى :{وّفٌي ذّلٌكّ فّلًيّتّنّافّسٌ پًمٍتّنّافٌسٍونّ } [المطففين: 26]
وإن كان لكل مكافأة فرحتها ولكل تكريمة نشوتها، فإننا نسألة تعالى أن يجعله جهدا خالصاً لوجهه الكريم، وألا يحرمنا أجر الآخرة العظيم، وأن يجعل جميع ذلك في موازين حسنات سمو الأمير وجزاه الله خير الجزاء، كما نشكر جميع القائمين على هذه المسابقة.
وختاماً.. نسأل الله ألا يحرمنا بركته ويوفقنا للعمل به واتخاذه منهجاً وسلوكاً لنكون مرآة لهذا القرآن والمنهج العظيم.
اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وأنزلنا به أعلى منازل الجنان،، آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
* المُحَكِمة في مسابقة القرآن الكريم على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز
|