Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ما زلتُ مُنْبَهِرا ما زلتُ مُنْبَهِرا
شعر:عبدالله بن حمد الشبانة

لا تَعْقِدُوا للِّقاءِ اليَوْمَ مُؤتَمَرا
ولا تَبُثُّوا لنا عن ذلكمْ خَبَرا
فما لقاءاتُكمْ إلا مناسبةٌ
تبدي من العجزِ ما قد كانَ مستتِرا
وما لقاءاتكمْ إلا تظاهرةٌ
لفظيةٌ أورثتنا الهمَّ والكَدَرا
شجبٌ ولا غيرَ واستجداءُ ذي سَخَمٍ
وسفسطاتٌ تزيد الحُزْنَ والقَهَرَا
فقدْ شبعنا كلاماً ليسَ يَعْقُبُهُ
فعلٌ فلا تُشْغلونا واصرِفوا النَّظَرَا
يا قادةً في بلاد العُرْبِ زادَهُمُ
فعلٌ لشارونَ في إخوانِهِمْ خَوَرا
ما دامَ قد بانَ منذُ الأمسِ عَجْزُكُمُ
وأنكمْ لستمُ سَعْداً ولا عُمرَا
فلا تقوموا بمنعِ السائرينَ إِلَى
مَسْرَى النّبيِّ لكي يرمُوا به حَجَرَا
دَعُوا مئاتِ ألوفٍ من شعوبِكُمُ
يَمْضون للمسجد الأقصَى الذى أُسِرَا
تلك الملايين قد بُحَّتْ حناجرُها
ترجو السَّماحَ بأمرٍ كانَ قَدْ حُظِرا
لا تبتغي غَيرَ فتحٍ للحُدودِ لكيْ
يُشاركوا في جهادٍ عمَّ وانْتَشَرا
يخوضُهُ في سبيل اللهِ ناشئةٌ
ذوْدَاً عن القدسِ مثلُ الليثِ إذ زأرَا
في كلِّ عاصمةٍ آلافُ غاضبةٌ
تُبْدي امتعاضاً وتُبْدى مِنكُمُ ضَجَرا
قدْ آلمتْها بلا شكٍّ مواقفُكُمْ
مما يمارسُهُ شارونُ مفتخِرا
مواقِفُ العاجِزِ المْسكين ليس لهُ
أنْ يجلبَ النَّفعَ أو أنْ يمْنَعَ الضَّررَا
إن السَّلام الذي صُغْتُمْ قواعدَهُ
قد عاد حَرْباً لدى شارون مُسْتَعِرا
يا أيُّها العرَبُ الغافُونَ جاءكُمُ
نذيرُ شُؤْمٍ أَتَى ما كان مُنْتَظَرا
شارونُ يَسْحَقُ ما يلقاهُ في صَلفٍ
وبوش يُهْدِيهِ مِنْ تأييدهِ صُوَرَا
وإِخْوَتي في فِلسْطينَ التي سُلبتْ
يريدُ صهيونُ أن يمحُو لَهُمْ أثرا
قتلٌ وسحلٌ وتدميرٌ وعربدةٌ
حِقدُ اليهوديِّ عمَّ الأرضَ والشَّجرَا
وقادةُ العُربِ مازالُوا على أَملٍ
بأنْ يعودَ لَهُم شارونُ مُعْتذِرا
يا قادةَ العُرْب هلْ لِي أنْ أُحدِّثكُمْ
حديثَ مَنْ قرَأ التاريخَ واعْتَبرا
هذي المئاتُ من الآلاف هادرةٌ
كأنها السَّيلُ جَرَّافاً ومُنْهمِرَا
جاءت تنادي على يأسٍ ضمائرَكُمْ
وتستفزُّ حماساً فيكمُ انْحَسرا
فهل فتًى منكُمُ يسمُو بعزَّتِهِ
على الحُطَامِ يُجِيبُ الصَّوتَ إذ هَدَرَا؟
يقول للأمَّةِ الظَّمأى لِعِزَّتها
رِدِي حِيَاضَ المُنى واسْتنْزِلي الظَّفَرَا
إني لَقَائدُكُم كي نستعيدَ لنا
عَزًّاً تولَّى ومجداً كَانَ فانْدَثَرَا
مَنْ مِنْكُمُ قادتي لِلّهِ يَفْعَلُهَا
يبيعُ دُنياً بأُخْرَى يَجْتَني ثَمرََا؟
رجعتُ أنَبِْشُ تَاريخِي وأقْرَأُهُ
علِّي أرَى من سطورِ المجدِ ما غَبرَا
فاستوقَفَتْني بطولاتٌ وأمثلةٌ
للمَجْدِ ألْفَيَتُ تاريخِي بِهَا زَخَرَا
وقد أطلتُ وقوفاً عند مَعْتَصِمٍ
لمَّا أغَاثَ التي نادَتْهُ وابْتَدَرَا
صوتُ الضعيفةِ يا ويلاهُ تَنْدُبُه
تقول عُوْديَ مِنْ أَهْلِ الخَنَا هُصِرَا
فاهتمَّ بالأمْرِ أضناهُ وعذَّبهُ
لم يستطبْ بَعْدَها عَيْشاً وما صَبَرَا
بل قَرَّرَ البَطَلُ المِغْوَارُ نُصْرَتَهَا
وسيَّرَ الجَيْشَ من بغدادَ فانْتَصَرَا
وردَّ للأُختِ في الإسلامِ هَيْبَتَهَا
وأدَّبَ المعُتدِي المأفونَ فانْدَحَرَا
فقلتُ قَوْلَة مَهمومٍ وذي كَمَدٍ
والحزنُ للقَلْبِ من فرطِ الأَسَى عَصَرا
ربَّاه هَلْ في بَنِى قَوْمِي كَمُعْتَصمٍ
يَصدُّ عنَّا الأَذى أو يَدْفَعُ الخَطَرَا؟
لكنني عُدْتُ أدْراجي على عَجَلٍ
مُطأطِئَ الرأسِ رثَّ الحالِ مُنكسرا
أَرْنُو إلى الأُفقِ الممتدِّ أرُمقُهُ
بنظرةٍ من كسيفٍ أصبحت شَزَرَا
يَلُفُّني اليأسُ من حالٍ أُشَاهِدُها
لأمةٍ ما بها مَنْ عَادَ مُقْتَدِرَا
هذا زمانُ يقولُ المرءُ في أَلَمٍ
يالَيْتني كُنتُ ممَّن قبلُ قدْ قُبِرَا
يا قادةَ العُرْب ما زالت شُعوبُكمُ
تريدُ بَرْقاً ورَعْداً يسبقُ المطَرَا
أَما أنا فاسْمَحُوا لي أن أخبِّركُمْ
بأنني منكُمُ ما زلْتُ مُنْبَهِرَا..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved