أكد رضوان أبو عياش رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية انه يسجل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية لدعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في انتفاضته الباسلة اضافة الى دعمها المتواصل للإعلام الفلسطيني وصموده ضد قوات الاحتلال.
وقال ابو عياش في حديثه ل (الجزيرة) عقب مشاركته مؤخرا في اجتماعات اللجنة الاستشارية العربية لمهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون انه ب على الرغم من تدمير مقر الهيئة في مدينة (رام الله) والقصف المتواصل للهيئة في غزة، فإن الإعلام الفلسطيني سيواصل بالصوت والصورة كشف الممارسات الاسرائيلية من خلال تقديم البرامج الوثائقية، وابراز الجرائم القمعية لقوات الاحتلال في كافة المدن والقرى الفلسطينية.
وأضاف ان الهيئة تنقل نبض الشارع الفلسطيني ودوره في المقاومة الحضارية لجيش الاحتلال، وابراز صلابتها وصمدوها في مواجهة الآلة العسكرية المسلحة لجيش الاحتلال.
وتناول ابوعياش قضايا إعلامية أخرى ذات الصلة جاءت في الحديث التالي:
الإعلام ودعم الانتفاضة
* في إطار الممارسات القمعية التي تقوم بها قوات الاحتلال (الاسرائيلي) في الاراضي المحتلة، كيف يتحرك الاعلام الفلسطيني لكشف هذه الممارسات؟
اعلامنا يركِّز حاليا على كشف الحقائق وما يجري على الارض من ممارسات اسرائيلية وحشية ضد شعبنا في الاراضي العربية المحتلة، وهو يركِّز على خيار الانتفاضة التي يلجأ اليها لاسترداد حقه، ولا يمكن ان أقول إن هناك خيارات اخرى للشعب سوى خيار الدفاع عن أرضه ووجوده، وهو حق شرعي وطبيعي لمن يقع تحت براثن الاحتلال.
ومن هنا فإن برامجنا متحركة ومترابطة بالأجواء العامة وبنبض الشارع الفلسطيني، ورصد الممارسات التصعيدية لقوات الاحتلال والتي بدأت باجتياح مدينة (رام الله). ورغم هذه الحملات فإن لدينا روح متفائلة تؤمن بإمكانية استرداد الارض، ووسيلتها في ذلك كشف المؤامرات الاسرائيلية، وتعرية وجه الاستعمار الصهيوني الدموي.
ونسعى الى رصد محاولات اسرائيل الرامية لاغتيال القيادات الفلسطينية ودور قوات الاحتلال في اقتلاع الارض، واغتيال الانسان، وتزييف التاريخ ومحو الهوية وذلك من خلال الصوت والصورة ليكون العالم كله شاهدا على هذه الجرائم.
* وما هو دور الهيئة الإعلامي لكشف هذا الزيف، إزاء الممارسات (الاسرائيلية) تجاه أجهزة الإعلام الفلسطينية؟
* لا شك ان لنا دوراً مؤثراً فبعد تدمير مقر الهيئة في (رام الله) وضرب محطة A.M نقوم حاليا بالبث عبر محطة F.M. ومن خلال المحطات الخاصة، والتي استولت قوات الاحتلال على جزء منها، وقامت ببث الافلام الاباحية، وهذا لن يؤثر مطلقا في شعبنا المقاوم، والذي هو صاحب رسالة في تحرير الارض، وعدم الالتفات الى مثل هذه الأباطيل.
ونحن امام كل ذلك أقوياء بحقنا ودعوتنا ورسالتنا التي نحملها، ونصل بها الى انحاء العالم، ونجحنا بالفعل في ذلك حتى اصبح العدو يتصرف بشكل همجي، وأطلق قذائفه السامة نحو منشآت الإذاعة والتلفزيون.
ولدينا برامج ذات صبغة فلسطينية محلية تشكل الاطار الاستراتيجي الوطني لهوية هذا الجهاز من اجل اعادة جميع ما تبقى من التراث الفلسطيني، وهذا طموح نتطلع اليه لتأكيد الحق الفلسطيني في ارضه.
قصف متواصل
* وهل هناك قلق من ضرب مقر الهيئة في غزة كما حدث في (رام الله)، خاصة انها سبق ان تعرضت للقصف من جانب قوات الاحتلال، وسبق ان هدد شارون ووزراؤه بضرب مقر الهيئة، واغلاقها؟
واضافة الى ما سبق، فهناك محاولات للتشويش على ارسالنا، وقد تعودنا على هذه الممارسات، ونحن لها بالمرصاد، ولدينا دراية بألاعيب الاحتلال، وإعلانه اليومي لهذه التهديدات التي تندرج تحت تحريض إجرامي اسرائيلي ليس ضد الإعلام الفلسطيني، ولكن ضد الشعب كله، وأمام كل هذه الممارسات، فإننا صامدون، ندافع عن قضية شعبنا بمهنية وحرفية، ولدينا شجاعة وجرأة في الحق، لذلك يجن جنونهم ويحاولون الفتك بهذه الإمكانيات، ولكنهم لن يستطيعوا الفتك بإرادة وصمود الشعب الفلسطيني.
* وما هي المرتكزات الإعلامية التي تنطلقون منها لتحقيق اهداف الإعلام الفلسطيني لتعرية الوجه القبيح لقوات الاحتلال؟
نحن نسعى ان تكون لنا نقاط تماس ومشاركة مع الشعب الفلسطيني، ونستخدم لذلك البرامج والمتابعات التي تكشف جبروت الاحتلال ووجهة الغاشم وقوته الزائفة، وعنصريته الوحشية سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي.
كما ننقل نبض الشارع الفلسطيني ودوره في المقاومة الحضارية لجيش الاحتلال، ونحاول ان نكون على صلة بصمود الشارع الفلسطيني في مقاومته، وابراز صلابته وصموده في مواجهة الآلة العسكرية المسلحة لجيش الاحتلال، ورغبة الشعب في الحصول على الاستقلال الكامل بتحرير كامل تراث فلسطين.
كما ننقل كذلك احاسيس الشارع الفلسطيني برفض الاحتلال من خلال كوادر إعلامية فلسطينية تعمل في ظل ظروف صعبة للغاية.
دعم السعودية
* وكيف ترصد التعاون العربي مع هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية لدعم صمود هذه الهيئة في مقاومة قوات الاحتلال؟
بداية اسجل الشكر والتقدير الى المملكة العربية السعودية ودعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في انتفاضته الباسلة، إضافة الى دعمها المستمر للاعلام الفلسطيني وصموده ضد قوات الاحتلال.
كما أنظر بعين الرضا الى الهيئات الإعلامية العربية لدعم قضية الشعب الفلسطيني، وليس هذا بمستغرب على هذه الهيئات، لأن قضيتنا مشتركة، والشكر موصول لكل من سطَّر بقلمه سطرا في حق دعم الشعب الفلسطيني، وكل من سجل بكاميراته وميكروفونه لما يجري على الاراضي الفلسطينية.
وحقيقة نحن امام مشكلة وهي ان مقار الهيئة تتعرض للقصف المتواصل من جانب قوات الاحتلال، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة ضد ممارسات هذا المحتل الغاصب لتأكيد الحق الفلسطيني والعربي في الارض.
فضائية فاشلة
* كيف تنظر الى دعوة وزير الخارجية الاسرائيلي (شيمون بيريز) بإنشاء فضائية اسرائيلية ناطقة باللغة العربية؟
أذكر ان اسرائيل حاولت من قبل، وعقب العام 1967 إنشاء صحيفة (الأنباء) وكانت صحيفة يهودية ناطقة بالعربية ولكنها ظلت في خانة الصحافة الاسرائيلية، وعملت على تعزيز عدم شرعية، واتجهت ضد حقوق الانسان.
وأؤكد انه لا يمكن لأي فضائية تقوم على نصرة العنصرية والصهيونية أن يكون لها البقاء والاستمرار، خاصة انها اذا انطلقت ستكون موجهة ضد السلام والحرية والأمن، وبالتالي فلا يمكن أن تؤدي الغرض المطلوب.
وأقول لبيريز إن العالم العربي ليس بحاجة الى فضائية ناطقة بالعربية، لأن هناك اجماعا عربيا على رفض الاحتلال، بل مواجهته ومساندة الشعب الفلسطيني.
برامج وثائقية
* هل قمتم بإعداد برامج وثائقية تكشف زيف الاحتلال الاسرائيلي، وتأكد الحق الفلسطيني في أرضه العربية؟
نعم.. لدينا مخطط لرصد كافة الاحداث التي تقع على الارض لكشف الممارسات الاسرائيلية، ليعرف العالم من هو الإرهابي، ونقوم بتوثيق وتسجيل مثل هذه البرامج في ارشيفنا الخاص بالهيئة لإبراز الحقائق التي تؤكِّد ان الارض لنا، وان الاحتلال الى زوال.
* كيف كان حضوركم هنا لحضور المؤتمر في ظل الاجراءات المشددة على الحدود، والحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المدن الفلسطينية؟
لقد خرجت من (رام الله) حيث اسكن فيها قبيل انعقاد قمة بيروت على رأس وفد إعلامي فلسطيني، وبعد انتهاء القمة، واجتياح (رام الله) حضرت الى القاهرة للمشاركة في اجتماعات اللجنة الاستشارية العليا العربية لمهرجان القاهرة الثامن للاذاعة والتلفزيون.
وحقيقة، لقد وجدنا صعوبات هائلة بسبب الخروج من (رام الله) وحاولنا ان نسلك طرقا غير تقليدية عن طريق التفافات وجبال، حتى وصلنا الى عمان، ومنها الى بيروت.. وهي مهمة تعكس بطش الاحتلال في حصار المدن الفلسطينية لمنع الخروج والدخول اليها، لكن عزيمتنا قادرة على كسر هذا الحصار مهما كانت شدته.
|