* أفغانستان خدمة الجزيرة الصحفية:
في الحدائق الملكية الخاصة بملك أفغانستان المنفي ظاهر شاه، يتواصل إنشاء قاعدة لمكافحة الإرهاب، هنا في حقول الزيتون وبساتين الرمان والتفاح حيث نصبت خيام لنحو 600 افغاني و200 أمريكي، يتدرب فيها الجنود على إطلاق القذائف، في حين تقدم في صالة الطعام ثلاث وجبات يوميا.
يقول القادة الأفغان الذين يتقاضون مرتبا شهريا مقداره 2000 دولار من الحكومة الأمريكية، إن موقعهم الجديد الذي خطط له أن يكون معسكرا نموذجياً لمكافحة الإرهاب سوف يكون نقطة انطلاق لهم ولحلفائهم الأمريكيين لشن عمليات في الربيع والصيف المقبلين. ويهدف المجهود الحربي إلى مواجهة أي عودة محتمة إلى الحياة من جانب القاعدة وطالبان، والتي هي في طور التشكل كما يقول الضباط.
واستقرت القوات الأفغانية على بعد ثلاثة أميال من مدينة خوست الإقليمية، قبل أكثر من أسبوع بعد عدة هجمات على مرافق المطار القريب من وسط خوست.
وقد حذر القادة الأفغان والأمريكيون من عودة القاعدة إلى التمرد، ويشير توزيع عدد من المنشورات على السكان المجاورين من البشتون إلى أنه في الوقت الذي تبدو فيه المواجهات القريبة محدودة الآن، تتصاعد حرب كلمات بين مقاتلي أسامة بن لادن والقوات الأمريكية، يقول المنشور المكتوب بلغة الباشتو المحلية والموقع باسم «مجاهدي الإسلام» أن 100 ألف دولار ستدفع لمن يأسر أي أجنبي بمن فيهم الجنود وعمال الإغاثة والصحفيون.
وفي معسكر سارا باغ، يبدو أن عصبية من نوع ما تنتشر، وهو ما يشير إلى أن المقاتلين الأفغان والأمريكيين يعملون معا في صورة جيدة.
ويقوم ضابط من القوات الخاصة بلحيته الصغيرة الرمادية ومنديله حول عنقه بتفحص المدافع الرشاشة ومدافع الهاون الجديدة المستولى عليها حديثا من القرويين المحليين حول مدينة خوست.
ووقف جندي أمريكي عائد من بحث موسع في مجمع كهوف «زاوار كيلي» بجانب دراجته النارية المفضلة ذات العجلات الأربع، وتحدث في إطراء عن إمكاناتها أمام الجنود الأفغان الراجلين.
وفي غضون ذلك كانت حوامتان من طراز شينوكي تهبط فوق مدرج صغير قرب البساتين التي ذخرت بالإمدادات للأفغان والأمريكيين. وقد أعطي الجنود الأفغان الذين يحصلون على نحو 200 دولار شهريا معاطف وأحذية وأحزمة للصدر وبعض أجهزة الاتصال المحمولة باليد من اجل الاتصال، أما بنادقهم، وهي روسية أو صينية الصنع فهي لهم، وبعضها تسرب عبر أسرهم، ولكن آخرين تمكنوا من الحصول عليها من التحصينات السرية لطلبان والقاعدة في الجبال المجاورة. وفي حقل الرماية، كان المجندون يطلقون صواريخ حاملة للقذائف وزخات من طلقات المدافع الرشاشة، وفي الفصول الدراسية كانوا يتدربون بإشراف مدربين أمريكيين كانوا يشرحون لهم الأساليب المختلفة لمهاجمة المخابىء.
كانت تلك الخبرة حصيلة السيطرة على معسكر سارا باغ. حيث غامر في الأسبوع الماضي نحو 50 جنديا امريكيا يرافقهم نحو 200 من المقاتلين المحليين تساندهم المروحيات وقاذفة قنابل من طراز بي 52 في الدخول إلى مقاطعة يعقوبي التي تبعد نحو 18 ميلا إلى الشمال بالقرب من قرية باشو غار التي كانت في السابق مخبأ مهما لمتمردي القاعدة. وتشتهر باشو غار، وهي جبل من الصخور السوداء والمنحدرات السحيقة والأحراش الصغيرة والقمم الحادة، بالنمور السوداء التي اختفى معظمها خلال السنوات الأخيرة حين كانت المنطقة تستخدم قاعدة للمقاتلين ضد السوفيات.
|