Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نوافذ نوافذ
قبل .. وبعد
أميمة الخميس

أعتقد أن سفارات أمريكا في العالم لها من التقنية والخبرة والمهارة، القدر الكافي الذي ترفع من خلاله التقارير الدقيقة إلى حكومتها«بواشنطن» عن نبض الشارع العربي وفجائعه ولوعته وسخطه المخيف نتيجة للأحداث التي تجري في الأرض المحتلة.
ومهما تهكم المحللون عن ضحالة خبرة الرئيس الأمريكي بشؤون الشرق الأوسط وخلفيته التاريخية حولها«يقال بأنه لم يعرف من هو رئيس الباكستان أثناء رده على سؤال وجه له خلال حملته الانتخابية»، إلا أنني أعتقد أن له من البطانة السياسية والعسكرية التي توفر له القراءة العميقة الواضحة الملامح.
تلك القراءة لابد أن تشير أيضاً إلى أن أمريكا ستخسر حلفاءها تباعاً سوياً مع أعدائها من خلال موقفها السلبي المتغاضي عن وحشية ما يجري هناك ناهيكم عن إيجاد المبرارات والمسوغات له.
ولكن يبدو بأن الآلية العسكرية الأمريكية لها حسابات أخرى أعمق وأكبر من ردود الأفعال الطارئة الناتجة عن فوران شعبي طارئ للشارع المأزوم.
فالحكومة الأمريكية ومن بعد أحداث«11 سبتمبر» تعتبر نفسها تخوض غمار حرب مقدسة ضد الإرهاب، وإن كان أعداؤها غامضين وأشباحاً في معظم الأحيان أو هم فقط أولئك الذين يعارضونها أو لايرضخون لمشيئتها، إلا أنها في حالات أخرى قد سربت بعض القوائم على اعتبارهم محاور للشر بغرض إعادة جدولة استراتيجياتها وهيمنتها في العالم.
وبما أن إسرائيل هي القفاز الذي ترتديه الولايات المتحدة لمعاقبة المارقين والخارجين عن القانون، فلابد أن نتوقع أن الصراع الدامي والوحشي هو بهدف قيادة المنطقة إلى شفير الهاوية كأحد بنود الحرب المقدسة.
فمن خلال جنوب لبنان تصل الولايات المتحدة إلى سوريا ومن ثم إيران، ومن خلال مفتشي الأسلحة للأمم المتحدة تصل إلى ضرب العراق، ومن خلال صور الأقمار الصناعية الدقيقة تحدد مواقع السلطة الفلسطينية بدقة وتقدمها هدية عيد الفصح لإسرائيل.
عفوا أرجوكم لا تظلموا موظفي السفارات الأمريكية ولاتغمطوهم حقهم في نقل الصورة بدقة وحيادية للبيت الأبيض، فالصورة تصل وبصحبة كمٍّ وافر من التحليلات والتقارير والتأويلات والتفسيرات، ولكن المارد العسكري الامريكي لايرى، ولايود أن يرى، هو فقط منغمس في غمار حربه المقدسة في العالم بغرض تطهيره من الإرهاب ومحاور الشر، عندها لتبقى بعد ذلك أمريكا سيدة للعالم الحر الديمقراطي!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved