Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دروس من حملة التبرعات لدعم انتفاضة فلسطين دروس من حملة التبرعات لدعم انتفاضة فلسطين
ظاهر بن علي الظاهر

لقد رأى وتابع كثير من المواطنين والمقيمين على ارض هذه البلاد المباركة او من هم خارجها الحملة الطيبة التي اقيمت لجمع التبرعات للإخوة الفلسطينيين الذي يقعون الآن تحت وطأة الاحتلال والاضطهاد من قبل الصهاينة المجرمين اخوان القردة والخنازير، نسأل الله الكريم ان يذلهم في الدنيا والآخرة وان يرينا بهم اشد العذاب عاجلا غير آجل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ومع المتابعة والتفاعل الذي حدث من الجميع: الصغير والكبير والحاكم والمحكوم والغني والفقير الذي تفاعل مع هذه الحملة بما يستطيع وكيف كان الجميع متأثرا بما يحدث لاخواننا في فلسطين نصرهم الله وأعلى شأنهم، ومن هذا التفاعل الذي رأينا ورأى الجميع نخرج ببعض الدروس المفيدة والمهمة ومن هذه الدروس:
الدرس الأول:
هو الدرس الذي قدمه سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله وهو درس عظيم ومفيد جدا وثبت صدقه بالدليل، وهذا يدل على حكمة هذا الإنسان وادراكه العميق للامور وبُعد نظره، وذلك حينما قال ان دعم القضية الفلسطينية لا يتم بالمظاهرات وبالمسيرات ولا بالاقوال بل بالافعال او كما قال حفظه الله وصدق في ذلك وألجم من ينادون بالمظاهرات الحجر وهم ينادون بها لأغراض لا يعلمها الا الله، فلو نظرنا الى منهج القيادة في هذه الدولة المباركة لوجدنا أنه مستمد من الشرع الحنيف ولا يوجد في الشرع الاسلامي ما يدل على القيام بالمظاهرات والمسيرات وحمل الاعلام والصراخ، ولم يفعله السلف ونعلم انه لو كان خيراً لسبقونا اليه، ثم اننا لو نظرنا اليه بعين العقل لوجدنا انه لا طائل منه الا الفوضى والتشويش وتشويه الصورة والمصادمات والمشاكل الكثيرة كما يحدث الآن في بعض البلاد الاخرى. نسأل الله ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء، وكذلك فإن المظاهرات والمسيرات حركات دخيلة غريبة اصلها من البلاد الكافرة يفعلونها لما يجدون من ظلم لهم في مجتمعاتهم لعدم وجود تشريع يحفظ لهم حقوقهم، وقد نهانا الشرع الحنيف عن التشبه بهم وتقليدهم، فننظر الى هذه الحملة ونقول صدق سمو الأمير فالافعال هي التي تدل على التفاعل، والتأييد للقضية الفلسطينية.
الدرس الثاني: دور الاعلام في التأثير على الرأي العام ويدل على هذا ان الدعوة للتبرع للإخوة الفلسطينيين دائمة في هذه الدولة اعزها الله ومنذ عهد المؤسس رحمه الله رحمة واسعة، ولم تتوقف هذه الدولة حكومة وشعبا عن دعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين منذ ان قامت ولله الحمد، لأنها قضية اسلامية تخص ثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكننا مع هذه الحملة نجد ان الاعلام وبالأخص التلفزيون قد اثر على عواطف الناس وحرك غيرتهم الدينية أولاًً وعاطفتهم الاخوية مما جعلهم يتركون اماكنهم ويتجهون الى مواقع التبرع في أي موقع كانت، دافعين بما لديهم من تبرع دون تردد او تسويف، مع ان التلفزيون السعودي يتخذ منهجاً في عرض صور الاحداث التي تدور من قتل وجرح واضطهاد وتفنن في القتل وغيره مما يفعله الصهاينة في إخواننا الفلسطينيين وغير ذلك مما يحدث على ارض فلسطين الحبيبة.. وذلك بعدم عرض ما يؤثر على مشاعر الناس مع اننا كنا نتمنى ان يتم عرض شيء من ذلك كما نرى من صور في بعض القنوات الفضائية الاخرى مما يشحذ همم الناس للتفاعل اكثر ورؤية كل ما يحدث على ارض الواقع مما يخرج عن التصور، ويدفع الناس بالتالي الى التبرع اكثر من ذلك، ويحرك غيرة من يتثاقل عن الحركة للمشاركة في الدعم والتفاعل فيكون دور الاعلام مؤثراً في كثير من الامور التي منها ما ذكرنا آنفاً.
الدرس الثالث: أن لأهل العلم دور فعال اكثر من غيرهم في شحذ همم الناس على التفاعل مع القضايا الاسلامية في كل مكان كانت شرقاً او غرباً شمالاً او جنوباً فحينما يتحدث امام من العلماء ويذكر آيات الله الدالة على الجهاد بالنفس او المال والتعاون بين المسلمين والتواد والتعاطف او حديثاً من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يكون لذلك اثره الكبير على المستمع والمشاهد وكذلك لعلم الناس بأن هذه الفئة من الناس وهم اهل العلم الشرعي من الذين يرشدون الناس الى اين تذهب اموالهم وبالطرق الشرعية الى الطريق الصحيح، ولثقة الناس بمن هم من اهل العلم لعلمهم بأنهم بعيدون عن الشبه لخوفهم من الله تعالى ولزهدهم في هذه الدنيا ولبذلهم جهداً كبيراً لارشاد الناس الى مصارف الاموال الشرعية وعدم الوقوع في المحظور لذلك نجد في حضور اهل العلم في مثل هذه الظاهرة امر مهم وضروري فلهم منا ومن الجميع خالص الدعوات وأن ينالوا الاجر والثواب من الله.
الدرس الرابع:
نبل وكرم وطيبة هذا المجتمع الطيب في هذه الارض المباركة مما يدل على ان الخير متأصل فيهم وانهم يبحثون عنه حتى يجدوه وأن القضايا الإسلامية تعتبر من المهمات لديهم، بدءاً بالحاكم ونهاية بالفقير الذين رأينا منهم من تبرع بقوت يومه لأخيه المسلم ثم بالطفل الذي حث والده على الذهاب للتبرع تفاعلاً مع قضايا المسلمين في أي بلد كانت، وكما رأينا ان من اكثر المتبرعين هم القدوة في هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ثم نائبه ثم النائب الثاني ثم توالت التبرعات من بقية افراد الاسرة الحاكمة، أعزهم الله بالاسلام وحفظهم ورعاهم، فإذا كان هذا هو الحاكم فماذا سيكون المحكوم ومثلنا في الانفاق هو محمد صلى الله عليه وسلم.
الدرس الخامس:
هو تبرع سمو الأمير الوليد بن طلال حفظه الله ورعاه ونسأل الله ان يجعل ذلك في موازين حسناته، فسمو الامير الوليد لا يوجد مجال فيه خير الا وتجده في المقدمة، ولا نداء الى الخير الا وتجده السباق في ذلك، افعاله تدل على كرمه وطيبة أصله، رجل خير قبل ان يكون رجل اعمال، امير خير وفاعل خير وممهد طرق الخير، لا يمد يده الى شيء ما الا وتجد أن خيره قد سبق إليه، انه درس لرجال الاعمال، فالانفاق يزيد في المال ولا ينقصه. نتمنى ان يدرك ذلك الأغنياء الغائبين والشركات الكبيرة التي سجلاتها التجارية أعجزت حاسبات التجارة والبنوك الكثيرة التي تملأ شوارع بلادنا، أتمنى ان يحذوا حذو هذا الانسان النبيل، فأفعاله دروس لغيره من الناس نسأل الله الكريم ان يزيده من فضله وان يبارك له في ماله وولده.
الدرس السادس:
هذه الحملة يجب ألا نتوقف عندها، وألا تكون هي النهاية، فنتيجتها تفتح علينا أبواباً كثيرة لفعل الخير ومفتاح هذه الابواب هو التلفزيون العزيز الذي نتمنى منه تكرار مثل هذه الحملة لما له من نفوذ على الجميع والدليل تأثيره الواضح في هذه الحملة والحملات السابقة ولكن نريد حملات للتبرعات للمسجونين من الذين لا يجدون ما يسدُّون به ما عليهم من ديون وكذلك لمن لا يستطيعون الزواج وكذلك للأسر التي لا تستطيع سداد فواتير الكهرباء والماء وللكثير من الفقراء الذين هم بحاجة الى الغذاء وللجمعيات الخيرية والمستودعات وغيرها من الامور الاجتماعية التي تحتاج الى دعم ومساعدة، فتكرار مثل هذه الحملة ولمن ذكرت تفتح ابواب التكافل الاجتماعي الكثيرة وتغني الاغنياء عن عناء البحث عن الفقراء بشرط ان تكون بترتيب مسبق مع من هم اهل لتوزيعها من الجمعيات الخيرية وأهل الخير من الدعاة والعلماء، فإذا كان هذا مفتاح الخير فيجب ألا نغلقه وألا نحجر واسعاً فالخير كل الخير في فعل الخير وما يدل على طرق الخير. نسأل الله ان يتقبل من الجميع، وأختم بنماذج ممن تقدموا للتبرع فمنهم عروس تبرعت بثوب زفافها وجميع ما تملكه من ذهب الزواج. الله اكبر نسأل الله لها التوفيق في الدنيا والآخرة وان يرزقها الذرية الصالحة، وكذلك هناك من تبرع بكامل اعضائه وامرأة ام لثمانية يتامى تتبرع بمنزلها ومنزلهم لإخوتها في الاسلام وجزى الله العلماء خير الجزاء وما لوجودهم من دور ادى الى ايضاح ان ذلك لا يجوز لها ولكنها تدخل ضمن قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات، ثم من المرضى من تبرعوا راجين من الله الشفاء تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة)، اطفال يتبرعون بالريال والريالين، ويتبرعون بمصروفهم اليومي، وهناك الكثير من ذلك نسأل الله ان يجعله في موازين حسناتهم وان ينصر الاسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين انه ولي ذلك والقادر عليه.
ختاماً من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. هكذا قال صلى الله عليه وسلم، اللهم اعط منفقاً خلفاً واعط ممسكاً تلفاً والسلام عليكم.

* بريدة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved