Tuesday 16th April,200210792العددالثلاثاء 3 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في منتصف الأسبوع في منتصف الأسبوع
حتى لا تروح (الروح الرياضية)
عبدالله الضويحي

يقولون (فلان روحه رياضية).. وهو مصطلح أو قول لا يطلق في المجتمع الرياضي فقط، ولكنه تعبير معروف في كل الأوساط والمجتمعات كناية عن أن فلاناً هذا يتمتع بشخصية متسامحة تقبل النقاش، وتحترم الرأي الآخر، وهو اصطلاح يسير في الاتجاه نفسه مع (المنافسة الشريفة) التي تقوم في احد مبادئها على قبول تفوق الآخر، والاعتراف بالخطأ، والقناعة بالنتائج مهما كانت.!
اتساءل.. وأنا اطرح هذه الحقيقة المعروفة للجميع عن مدى سيادة مثل هذه المبادئ مهد انطلاقها.. وموضع ولادتها (المجتمع الرياضي)؟!
مجرد تساؤل..
وهو تساؤل له ما يبرره..
وإذا كنا نؤمن بأن مجتمعنا الرياضي ما زال بخير وأن تلك (الروح).. و(المنافسة) ما زالت موجودة وسائدة لدى الكثيرين ممن ينتمون إليه.. فإن ما يحدث مؤخرا.. وعبر وسائل الإعلام يسمح بطرح هذا التساؤل.
.. ذلك أن ما يطرح هذه الأيام.. وفي هذه المواسم الأخيرة يشير إلى شيء من هذا.. وإلى وقوف هذه المنافسة.. أو الروح الرياضية امام بوابة الخروج لدى البعض.. إن لم تكن قد خرجت بالفعل!
والذي يتابع الصحافة الرياضية المقروءة يدرك بحكم خبرته.. أو ثقافته.. أن بعضا مما يطرح فيها يفتقد للمصداقية ليس لعدم امكانية حدوثه ولكن لعدم منطقيته...
فهل من المعقول أن ينوي ناد ما التعاقد مع مدرب ناد منافس.. خلال اقل من اربع وعشرين ساعة من انهاء عقده، وهو (أي النادي) مستقر فنيا.. واداريا ويعيش فترته الذهبية..؟! حتى مجرد التفكير في موضوع كهذا. لم يوضع في القدر بعد.. ناهيك عن انه قد نضج.!! أو أن يفكر ناد ما.. بالتعاقد مع لاعب من فريق آخر.. ما زال عقده ساري المفعول.. وتبقى عليه مدة طويلة..؟!
وغيرها كثير.. لا أود الإطالة فيها.. أو طرحها بصورة مباشرة حتى لا تخرج عن إطار الهدف.!
وماذا عن الدخول إلى عالم الكيانات الخاص.. واختلاق الآراء.. والآراء المضادة أو التحوير فيها بما يزرع بذور الخلاف داخل هذا الكيان أو ذاك.. وحتى بين اللاعبين انفسهم ممن يحملون شرف تمثيل الوطن.. وهم احوج ما يكونون إلى تعميق الروابط بينهم.. والتأكيد عليها.. وإذابة الخلافات إن وجدت..!! رغم ان الواقع يؤكد هذه الحقيقة والصلة.. وروح الالفة!
أو اللاعبين الذين سبق لهم هذا الشرف وكانوا وما زالوا رموزا قدمت لهذا الوطن الكثير من العرق والجهد في سبيل رفع رايته وإرساء كيانه الرياضي.!
قبل أيام قرأت تصريحا للاعبنا الدولي ماجد عبدالله جاء في عنوانه ما معناه ان (كلام صالح النعيمة أو رأي النعيمة لا قيمة له.!!). ولأنني اعرف مثالية ماجد.. وعلاقته برفيق دربه صالح... وأستغرب صدور هذا منه قرأت الموضوع... واذا به يتركز في مجمله على زيارة قام بها ماجد إلى منتخب الناشئين وغاب صالح لظروفه وهي خطوة جيدة لها ابعادها.. وفي آخر سطر.. اجاب ماجد على سؤال حول رأيه في عتب النعيمة عليه لأنه لم يهنئه بفوزه بلقب لاعب القرن الخليجي.. قائلاً: (كل انجاز يحققه أي لاعب هو رفع لراية الوطن).
كلام رائع وجميل.. أينه من العنوان.؟!
وما الهدف من طرح مثل ذلك العنوان.؟!
وإذا كان النعيمة قد عتب فعلا.. فما الذي يضره أو يؤثر في فوزه ان كان ماجد هنأه ام لا.؟!
ونفس الوضع بالنسبة لماجد.. كما أثير انه رد على عدم تهنئة صالح له في مناسبة سابقة..
ربما لكل منهما ظروفه.. وربما انها وجهة نظر شخصية..!!
ان ثقة اللاعب بنفسه ايا كان او النادي لا يهمه ولا يؤثر في نجاحاته هذه التهنئة أو تلك..
ويجب عليه ان لا يبحث عن مثل هذه التهاني او الحضور الإعلامي.. ليقول ها انذا.!!
هذا... مثال بسيط.. من امثلة كثيرة بل ان الامر يزداد الماً عندما يتجاوز إلى التشكيك في امانة ونزاهة القائمين على الاندية.. والتشكيك في نزاهة المسابقات السعودية المحلية.. مما يعني التشكيك في القائمين عليها.. وعلى نتائجها.!
فريق كالهلال مثلاً بتاريخه.. وبطولاته.. عائد لتوه من الفوز ببطولة آسيا.. يلعب له معظم لاعبي المنتخب.. وينشد صدارة الدوري بفارق الأهداف ماذا نتوقع منه امام فريق هابط.. فاقد للأمل الانصار.. غير الفوز ب 6/1 وربما انها قليلة خاصة ان نتيجة الدور الأول مقاربة لنفس الرقم 5/2 عندما كان للانصار أمل. أو أمام الطائي المنافس على الهبوط غير الفوز ب 6/صفر وهو الفائز عليه في الدور الأول 4/صفر؟!
وإذا كانت النتائج مصدر غرابة وتساؤل فماذا عن فوز الاتحاد على الرياض 10/3 وهو الفريق الذي كان يأمل الدخول لمربع الذهب؟!
وماذا عن فوز الطائي على الانصار 7/1 في مباراة تحدد مصير الهبوط.؟!
ان التشكيك لا يمكن ان يطال الهلال او الاتحاد.. كفريقين عريقين يملكان امكانات التفوق والثقة بالنفس بقدر ما يمتد إلى الطعن في امانة ونزاهة الطائي والانصار والرياض... وغيرها..
وهنا يبرز تساؤل أكبر:
لمصلحة من اثارة مثل هذه المواضيع؟!
ومن المستفيد؟!
وأعتقد ان الصحافة الرياضية تتحمل المسئولية الأكبر في تسويقها.. وطرحها للتداول ومن ثم تأثر البعض بها.. بما ينعكس على الرياضة بصورة عامة.. والعلاقة بين اقطاب وعناصر المجتمع الرياضي بصورة خاصة.. مما يتنافى ورسالة الصحافة تجاه هذا المجتمع.. وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الأخرى.
وأعتقد ايضا.. ان المسوقين لمثل هذه الآراء والافكار التي تؤثر على علاقات المجتمع الرياضي سواء كأفراد أو كيانات.. ممن يعملون في الصحافة الرياضية ينقسمون إلى فئتين.
* * الأولى:
تعي الحقيقة.. ولكنها تبحث عن الاثارة الصحفية بهدف التسويق غير مدركة لمعنى الاثارة.. وأبعادها.. وحدودها التي يجب ان تقف عند حدود المصلحة العامة.!
أو أنها تهدف إلى تحقيق مصالح ذاتيه ترتبط بميولها تجاه اندية أو افراد معينين!
* * الثانية:
انها لا تعي ذلك.. وترى فيما تقوم به عملا صحفيا مميزاً... دون ادراك لخطورته وبعده عن العمل الصحفي الذي يراعي آداب المهنة.. وأعرافها. وتقع المسئولية هنا.. على القائمين على هذه الصحافة.. وإذا كان هؤلاء عاجزين عن القيام بدورهم.. وتحمل مسئوليتهم لسبب.. أو لآخر.. فإن المسئولية هنا تقع على الجهات المسئولة في وضع الاطر الصحيحة والسليمة وفق منهجية واضحة ومحددة بما يحفظ للرياضة مكانتها.. وقيمتها.. وأهدافها السامية وللقائمين عليها.. والمنتمين اليها كرامتهم... وحقهم المعنوي الذي يعينهم على القيام بدورهم على الوجه الأكمل.
والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved