Thursday 18th April,200210794العددالخميس 5 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ترانيم صحفية ترانيم صحفية
العنف الأسري.. أسبابه ونتائجه
نجلاء أحمد السويل

صور لا ينساها الطفل.. تحفر في ذاكرته وتدور في ميدان كيانه لتمتزج في دواخل ذاته وشخصيته وتعبِّر عن مستقبله عبر ماضٍ يأسره بالتراكمات والخبرات السيئة التي تشكل ذكراها له مصدرا مخيفا في كثير من الأحيان!!
العنف داخل الأسرة موضوع سبق وان استعرضته العديد من الدراسات وتناولت حقيقة سلبياته على الأفراد داخل الأسرة بل وعلى المجتمع بوجه عام حيث نشرت احدى الدراسات الحديثة نتائج تشير إلى أن معيشة الطفل منعزلاً مع أحد والديه لها آثار اكثر إيجابية بكثير عما لو كان يعيش في وسط والديه في جو من الاضطراب والتوتر ذلك لأن الانعزال انما هو عنصر ثابت يمكن للطفل التأقلم والتكيُّف النفسي معه مقارنة بتكرار المشاكل والعنف كعنصر متجدد متحرك داخل الكيان العائلي لا يمكن التكيُّف معه لأنه يتطلب تكيُّفاً مستمراً مع وقع كل مشكلة متجددة!!
ان العنف الأسري في الواقع له جانبان هامان الأول :العنف اللفظي أما الثاني فهو العنف الجسدي وكلاهما يؤثران سلبياً لاسيما الجانب الثاني الذي ينعكس تحطيماً واذلالاً على شخصية الطفل ان كان قد تعرض له كطرف بل وينعكس خوفاً وذعراً ان كان قد رآه ولكنه لم يتعرض له كأن يكون طرفاً فيه!! ولكن مما لاشك فيه هو أن المستوى التعليمي للزوجين يحدد بطبيعة الحال وقوع العنف أم لا فكلما ارتفع المستوى التعليمي كلما قلَّ مستوى العنف الأسري الصادر من الزوج للطرف المقابل الا في حالة وجود حالات استثنائية تمنع من ذلك مثل المرض النفسي مثلاً.. أما الترويض النفسي للشخصية بالتعليم أمر من المفترض أن يكون حاسماً في حالات العنف الأسري حيث يتعلم الفرد طرقاً جديدة لنيل هدفه من الآخر بعيدة عن تلك الطرق «الهمجية» مثل ضرب الزوج لزوجته او العكس، أضف الى ذلك عاملاً هاماً آخر مثل عمر الزوجين فالمنطقي أن تكون العلاقة طبعاً عكسية بين عمر الزوجين وبين العنف الأسري أي كلما زاد عمر الزوجين قلَّ العنف الأسري ولا ننسى ايضاً عاملاً ثالثاً مثل الثقة بالنفس حيث كلما زادت ثقة الفرد بذاته وادراكه لشخصيته قلَّ العنف الأسري لأن الفرد في هذه الحالة لا يحتاج أن يثبت ذاته عن طريق ضرب الطرف الآخر أو التعدي عليه عنفاً ولو وقفنا الى هنا لقلنا إنه بغض النظر عن العوامل التي تقف خلف العنف الأسري إلا أنه ذو تأثير مرير على الاطفال ولكننا نظل لا ندرك حقيقة هذا الأمر فقد نرى اطفالاً معقدين من الحياة الزوجية وان لم يظهر عليهم ذلك خارجياً بل وقد تُوجد لديهم انهزامية نفسية تحت مسمى الفوبيا مما قد يكوّن لديهم استعداداً منه.. فهل نشعر بعواقب سلوكياتنا داخل أسرنا.. إنها حياتنا اليومية فهل نراقبها قليلاً؟
محطة..
* قمة العاطفة هو أن يحرق كلامنا ما تشعر به قلوبنا.
* كثيراً ما ندَّعي اللطف إلا أننا كثيراً جداً ما نتجاهله.

* أستاذ علم النفس/ جامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved