Saturday 20th April,200210796العددالسبت 7 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسميات وسميات
مزرعة.. الكتاب
راشد الحمدان

في عصرنا الحاضر يسهل على الكاتب المؤهل والمثقف ثقافة متنوعة أن يقاوم مشكلة الحيرة أحياناً. والتي تجعله يحتار كيف يختار مادته الكتابية المعهودة.. هذا العصر قرب للكاتب أشياء كثيرة من أجل صياغة مادته. شيء مقروء، وشيء مسموع. وقد يقرأ له الآخرون ما يحدث من دول أخرى فينقلون له ما قرأوا.. ويستخرج منه زبدة أخرى.. يدسم بها عقول قرائه، إذ إن الكاتب الجيد هو الذي يستطيع الرؤيا بعدة عيون. ويفكر ويوازن بعدة عقول.
وقد أصبحت المخترعات الحديثة.. خاصة في مجال الإعلام دافعاً قوياً لتحصيل ما يريده الكاتب من مادة جزلة ومتنوعة وغريبة.. لذلك وجب على الكاتب أن تكون له علاقات متنوعة مع الناس. ومع الأشياء. ومع الأحداث..
فالصهاينة.. «الكتاب» يقرأون يومياً ما يحدث مثلاً في الشرق الأوسط في فلسطين.. ومع أنه إجرام واحتلال وغطرسة.. لكنهم يحولونه في صحفهم إلى حق مسترد وعدم إرهاب. ويوافقهم على ذلك الساسة الأمريكيون بغباء مفتعل. وقد يكون غباءً مطلقاً «خلقة» كما يروى عن بوش أنه دخل إحدى صالات الغناء... وكان الذي يغني.. وقتها. المغني الأمريكي الأعمى وندر. فلوح له بوش بيده.. كأن هذا الأعمى سيرى يد بوش وهي تلوح له إعجاباً.. هذه الظاهرة استغلها أحد الكتاب المعتدلين الأمريكان.. فكتب مقالة طويلة كلها شك في القدرات العقلية لرئيس أمريكا.
والمشاهد والمحسوس أن الواقع في فلسطين شيء. وما يسعى إليه بوش وحكومته شيء آخر. لذلك فهم يسمون الدفاع عن الحقوق إرهاباً. وما يفعله المعتدي الغاشم حفاظاً على الأمن.
إن الكاتب إذا خلا من ضمير منصف فإنه يفعل الأفاعيل.. ويخسر الحياء. ومتى ما خسر الكاتب الحياء أصبح مادة مخربة.. وعنواناً للشر.
الكاتب لابد وأن يختلط بالناس. ويغوص على كل الحقائق ولايدنس قلمه بالمجاملات.. ومحاربة الحقائق.. فذلك أجدى لبلده وسمعته وبني قومه أن يحققوا ما يرجون من طموح ورفعة. ومجد. لان العدل والإنصاف أساس كل نجاح. أما ما يجيء من ظلم وتعسف بالقوة. فعمره قصير وهذا ما سيحدث لمن لاينصف الحق وأهله ويمشي بغباء مفتعل في ركاب اليهود.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved