Thursday 25th April,200210801العددالخميس 12 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير سعود الفيصل في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف السعودية: الأمير سعود الفيصل في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف السعودية:
ولي العهد وبوش لا يناوران ومباحثات اليوم ستتسم بالصراحة والوضوح

* هيوستن رئيس التحرير:
قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن العلاقات السعودية الأمريكية تنطلق من صداقة قديمة وإن هذه العلاقات وعبر سنين طويلة واجهت مشكلات كثيرة أمكن التغلب عليها بالصراحة بين الأصدقاء، وأضاف سموه من المهم أن يعرف الجميع بأن القائدين سمو الأمير عبدالله وفخامة الرئيس بوش لا يناوران في سياستهما وان مباحثات اليوم التي ستجري بينهما ستتسم بالصراحة والوضوح وان مثل هذه العوامل سوف تساهم في تحقيق المصلحة للبلدين.
وأشار الأمير سعود في مؤتمر صحفي اقتصر على رؤساء تحرير الصحف السعودية وعقده في مقر اقامته بعد ظهر أمس إلى أن التركيز في المباحثات السعودية الأمريكية سوف يكون على الوضع في فلسطين المحتلة، وأن بوش وعبدالله سيسعيان إلى ايجاد تعريف مشترك للمشكلات التي أمامهما، وبنظر سمو الأمير سعود فاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وضرورة عودتها إلى طريق السلام بعد انسحابها سوف يمكنان الزعيمين من الوصول إلى تحليل صحيح للوضع على أمل الوصول إلى حل عادل يرضى عنه الجميع.
وتحدث سمو وزير الخارجية باسهاب حول حرص المملكة على ايجاد حل للقضية الفلسطينية يرضى عنه الفلسطينيون ويقبل به العرب مؤكداً أنه على مستوى العلاقات السعودية الأمريكية الثنائية لا توجد خلافات وقال:إن العرب يريدون الوصول إلى موقف مشترك مع أمريكا من انهاء الاحتلال ووضع اطار لعودة الجميع إلى طريق السلام، وان هناك فرصاً كثيرة لتحقيق ذلك، منوهاً بما قاله الرئيس الأمريكي بوش في الأمم المتحدة حول حق الشعب الفلسطيني بدولة وكذلك وزير الخارجية الأمريكي السيد باول مع ما صدر من مجلس الأمن مؤخراً من قرارات تدعم هذا التوجه، معتبراً هذه العوامل مع مبادرة السلام العربية التي تبنتها المملكة إذا ما قدر لها الاندماج فإنها تشكل اطاراً صحيحاً للسلام، واستدرك سموه قائلاً: من المهم أن نصل إلى آلية لهذا الاطار، وحتى يكون ذلك لا بد من وجود طرفين مقتنعين بذلك، مؤكداً أن العرب على قناعة تامة بذلك لكن يبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون العقبة الكأداء نحو تحقيق السلام في المنطقة، فهو الذي أوقد شرارة الوضع القائم حالياً بزيارته إلى المسجد الأقصى وهو الذي يعمل على اقناع الرأي العام الإسرائيلي بأنه لا بديل عن الحرب مع الفلسطينيين. وأعلن سمو وزير الخارجية عن أمله بأن تمارس الولايات المتحدة الأمريكية دوراً ضاغطاً على حكومة إسرائيل كي تقبل بالحلول والاتفاقات التي تضمن السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال اعطاء الشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته وعاصمتها القدس.
وأبدى الأمير سعود تشاؤمه من دور يمكن أن يلعبه شارون لتحقيق السلام في المنطقة باعتبار أنه لا يفكر إلا بالحرب باعتبارها في نظره هي الوسيلة لحل النزاع القائم بين العرب وإسرائيل بينما يرى العرب أن الحرب المنتصر فيها مهزوم ونتائجها من مقومات التنمية كبيرة جداً ولا بد أن يوقف هذا النزيف من الدماء والمال، وأن على شارون وحكومته أن يستجيبوا إلى مبادرة السلام العربية وان على المجتمع الدولي أن يمارس دوره لتحريك الأمور باتجاه السلام لأن انتفاضة القدس لن توقفها آلة الحرب الإسرائيلية.
وأجاب الأمير سعود على سؤال حول ما قاله الرئيس الأمريكي بوش من أن شارون رجل سلام بالقول إن شارون نفسه يعرف بأنه ليس رجل سلام وأن الرئيس الأمريكي صحح كلامه فيما بعد، وان المهم في هذا الموضوع هو أن يثبت شارون على الأرض إن كان كذلك.
وتحدث سموه عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مذكراً بأنه هو الرئيس المنتخب وهو رئيس فلسطين وهو الوحيد المخول من شعبه للتفاوض للوصول إلى حل عادل للمشكلة سواء راق لنا أو لم يرق، ومن المهم فك الحصار عنه حتى يقوم بالتفاوض نيابة عن شعبه ومن المهم أيضاً أن تسحب القوات الإسرائيلية من أراضي السلطة الفلسطينية وكذلك وقف بناء المستوطنات حتى تعود الثقة للفلسطينيين بإيقاف التصاعد اللولبي للعنف ومن ثم الدخول إلى إيجاد حل للقضايا العالقة وفق أولوياتها، من دون ذلك لا يمكن الوصول إلى حلول وعرفات محاصر والقوات الإسرائيلية تحتل أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال سموه وهو يتحدث عن المخرج المناسب للوضع القائم، لقد تجاوزت الأحداث الكثير من المقترحات بما فيها موضوع تنت وميتشل ولكن عندما تنسحب القوات الإسرائيلية وتوقف حكومة شارون بناء المستعمرات وتبدي استعدادها بالانتقال إلى مفاوضات الحل النهائي مستفيدة من طروحات الرئيس الأمريكي في إنشاء دولة فلسطينية وفق التصور الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكية وما تحدث به عن كيفية العمل في هذا الاطار والاعتماد على بعض الجوانب المهمة لمبادرة ميتشل وقرارات مجلس الأمن التي تنص على نواح مختلفة ومن ضمنها المبادرة العربية التي اقترحتها المملكة، فإن حل المشكلة لا يحتاج إلى أكثر من ذلك، أي إن هناك أشياء جاهزة للحل ومن ثم فلا ينبغي ابتكار أفكار جديدة، غير أن سموه قال إن سلاماً عادلاً لا يمكن تحقيقه على هذا النحو لا يمكن أن يتحقق وأنه معدوم في ظل سياسة شارون إلا إذا تغيرت عقليته واستجاب للمنطق وتجاوب مع مبادرات السلام.
وحول العمليات الاستشهادية التي نفذتها عناصر من الفلسطينيين أعلن سموه عن دعم مسؤولية العرب عن ذلك، وان المسؤولية تقع على عاتق شارون بما يقوم به من عدوان وقتل دفع بهؤلاء الى القيام بما يقومون به، ونحن نأمل كثيراً بأن تقوم الولايات المتحدة الامريكية بعمل توازن في تعاملها مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى نصل الى انهاء هذه القضية وإحلال السلام لشعوب المنطقة.
واستبعد سموه دخول العرب في حرب مع إسرائيل وان من يدعو الى حرب لم يستعد لها ولم يخطط لها لا يسعى الى مصلحة الأمة العربية بل انه يريد ان يدخلها في متاهات شبعنا منها في السابق واصابتنا بالندامة، وقال ان علينا ان نتعاون مع الدول المحبة للسلام وهذا هو خيارنا مستغرباً مبادرة شارون التي يستثنى منها سوريا ولبنان وفلسطين ما يعني انه غير جاد في انهاء الصراع في المنطقة.
وعن طبيعة المباحثات التي سيجريها سمو الأمير عبدالله مع الرئيس الأمريكي بوش صباح اليوم استبعد ان يتناول الزعيمان موضوع فرص الاستثمار بين البلدين لان هذا موضوع تتعامل المملكة بشأنه مع الشركات، وان التركيز سوف يكون على قضية فلسطين وستكون المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية والتي ايدتها الولايات المتحدة الامريكية ضمن سياق الحديث عن القضية الفلسطينية عسى ان يصل سموه مع الرئيس الى تاريخ مشترك ووضع اطر للمشكلة. وحول سؤال عن رأي سموه بما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية عن التبرعات التي تبنتها المملكة لدعم الشعب الفلسطيني قال وزير الخارجية: ان توظيف ذلك لالصاق الارهاب بالمملكة من قبل وسائل الإعلام لم يصنف هكذا على مستوى الإدارة الأمريكية ولن يكون ضمن موضوعات البحث بين الأمير عبدالله والرئيس بوش، فالإدارة الأمريكية تعلم ان مثل هذا الاتهام لا أساس له من الصحة وهناك فرق بين الإعلام والإدارة الأمريكية بل وما يقوله مجلس الشيوخ شيء وما تراه الإدارة الأمريكية شيء آخر.
واختتم الأمير سعود مؤتمره الصحفي بالقول ان اختيار الرئيس الامريكي مزرعته للمباحثات يعكس طابع الرئيس بوش الذي يفضل الأماكن التي تعطيه الفرصة للتركيز على الموضوعات التي يفضل ان تدرس بعيداً عن البروتوكول والضغوط الأخرى، ومن هنا جاء اختياره لمزرعته لاجراء المباحثات مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved