* كتب عبدالكريم الجاسر:
بالروح والعزيمة والاصرار عاد بطل الكؤوس لمنصات التتويج.. عاد نجوم الأخضر للذهب عبر منافسهم القوي فريق الاتحاد.. عاد النجوم لممارسة هوايتهم المفضلة في الامتاع والابداع فكان الفوز التاريخي الصعب وبهدفين مقابل هدف.
تفوق الاهلاويون بالأمس على كل ظروفهم الصعبة.. وصمد زملاء طلال المشعل حتى الوقت الحاسم بعد أن تقدموا بهدف في الشوط الأول رد عليه العملاق الحسن اليامي بهدف التعادل في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني..
ليتحول اللعب بعد ذلك لطوفان اتحادي كاسح من اللعب الهجومي داخل ملعب الأهلي.. لكن الفرص كانت تهدر تباعاً أمام مرمى النتيف حتى الدقيقة 44 من الشوط الثاني حين أشعل المشعل قنديل تواجده الحاسم وكسب ضربة جزاء صريحة عندما استقبل كرة المحمدي العرضية بصدره وبمهارة عالية جداً لم يجد البرازيلي لاندومارا بدءاً من اعاقته ليحصل على ضربة جزاء تقدم لها النتيف ووضعها بثقة وقوة على يمين مبروك زايد كهدف ترجيح أهلاوي منح القلعة كأس الذهب المستحق.. بقيادة المدرب الوطني الطموح يوسف عنبر..
الاتحاد بالأمس لم يكن يستحق الخسارة لكنها الكرة التي لا تعترف سوى بالأهداف.. فقدم الاتحاديون مباراة كبيرة في شوطها الثاني وحاصروا المرمى الأهلاوي طويلاً دون جدوى فقد غردت الكرة على صخره واليامي ومحمد أمين ورفضت الدخول للمرمى في أكثر من مناسبة.. في إشارة إلى اتفاقها غير المعلن مع كواسر الذهب باختتام موسمهم القوي بالكأس الرابعة هذا العام وهي الأغلى والأقوى والأهم.. فنال الكواسر كأس سمو ولي العهد مجددين عهدهم بالبطولات الكبرى في مناسبة كبيرة من مناسبات الوطن الرياضية.
فهنيئاً للأسرة الأهلاوية هذا الانجاز.. وهنيئاً للاتحاديين الأداء الكبير والمظهر المشرف ليؤكد أبناء العميد أنهم أبطال سواء نالوا الكأس أم رضوا بالمثول المشرف أمام راعي المباراة الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي توج الأبطال بالكأس والميداليات الذهبية والميداليات الفضية لنجوم العميد.
الشوط الأول
بدأ الاتحاد اللقاء بمبروك زايد في المرمى وامامه الرباعي طارق المولد، الخليوي، باسم اليامي، الصقري، وفي الوسط خميس، نور، لويس، لاندومارا.. وفي الهجوم الحسن اليامي وحمزة.. واعتمد المدرب الاتحادي اوسكار على الاداء الهجومي والاندفاع لملعب الاهلي بكامل عناصره مع تطبيق مصيدة التسلل في الدفاع.. هذا الاسلوب ساعد الاهلي في تطبيق طريقة لعبه المعتمدة على خمسة مدافعين هم العبدلي، الخزامي، الشهري، الجدوع، شلية، وفي الوسط الزهراني، الشنيف والسويد.. وفي الهجوم عبيد والقهوجي..
وظهر الفريق الاهلاوي اكثر استحواذا على الكرة والافضل اسلوبا في بناء الهجمات معتمدا على التحركات المستمرة لعبيد الدوسري على الاطراف وتبادل المراكز المستمر بين السويد والقهوجي في العودة للوسط والتقدم بجوار عبيد.
ونجح القهوجي في فتح ثغرة واضحة في الظهير الايمن الاتحادي وبالتالي تهديد مرمى الاتحاد اكثر من مرة.. كما نجح الفريق الاهلاوي في فرض رقابة منطقة صارمة في العمق والاطراف امام مرمى النتيف.. وهو ما لم يسمح للاتحاد في بناء هجمات صحيحة او يتيح للاعبيه اللعب بحرية مما سهل مهمة النتيف كثيرا في التصدي للكرات العرضية الروتينية التي لجأ اليها الاتحاديون.
الاداء وسط الميدان افتقد للتنظيم من قبل الفريقين معا مع افضلية اهلاوية وخطورة في الهجمات فيما اكثر الاتحاديون من اللعب الفردي والاجتهادات وبالتالي الاصطدام بقوة دفاعية اهلاوية دائما.
اخطر الكرات في هذا الشوط جاءت اهلاوية في الدقيقة 18 حين مرر عبيد كرة للسويد المندفع ناحية اليمين ويواجه المرمى بعيدا عن الرقابة لكنه سدد كرته ارضية ضعيفة في يد مبروك زايد، غير ان الفريق الاهلاوي عوض هذه الهجمة بهدف جميل بعد ثلاث دقائق من هذه الكرة.
«1» هدف أهلاوي
فبعد كرة خطأ لمصلحة الاهلي تنفذ لمحمد شلية ناحية اليمين ليحول كرة عرضية رائعة خلف الجميع لتجد العبدلي وحيدا دون رقابة ليضعها برأسه في الزاوية البعيدة المعاكسة للحارس داخل الشباك هدفاً اهلاويا جميلا.
رد عليه الاتحاديون بعد ثلاث دقائق ومن كرة خطأ نفذها لويس يصدها النتيف لتصطدم بحمزة وتتجه للمرمى لكنها تعود من القائم.
ليعود اللعب بعد ذلك للوسط الذي يتواجد به معظم لاعبي الفريقين.. ولم تفلح محاولات الحسن اليامي في اللعب ناحية الجناح الايسر في فتح اللعب للاتحاد كما ان محمد نور ورغم مجهوده الكبير كان يعتمد على الفردية واللعب وحيدا دون مساندة لتفقد الهجمات الاتحادية كل خطورتها.
وأمام اندفاع اللاعبين الاتحاديين تسنح فرصة ذهبية لعبيد الدوسري بعد 34 دقيقة لعب العبدلي كرة طويلة تتجاوز المولد لتجد عبيد يتسلمها ويواجه الحارس ثم يلعبها من فوق لكنها تصطدم بالقائم ويهدر هدفا مؤكدا للاهلي.. كان يمكن ان يضاعف النتيجة.. ليعود اللعب مرة اخرى للوسط دون خطورة مع اندفاع بدني للاعبي الفريقين حتى اعلن الزيد نهاية هذا الشوط بتقدم اهلاوي..
الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني اجرى اوسكار تغييرين دفعة واحدة حيث اشرك مناف ابو شقير مكان البرازيلي لويس فييرا ومحمد امين مكان الخليوي ليعود طارق المولد لقلب الدفاع ويتراجع لاندومارا للظهير الايمن تاركا الجناح الأيمن لمحمد امين.
ومع الدقيقة الاولى فاجأ الاتحاديون الاهلي بهجوم كاسح اسفر عن هدف تعادل سجله الحسن اليامي.
«د» الاولى هدف اتحادي لليامي
فقد مرر نور كرة طويلة خلف الدفاع في الجناح الايسر تسلمها الحسن داخل المنطقة ثم سدد كرته ارضية مرت من تحت الحارس تيسير النتيف الى داخل الشباك كهدف تعادل للاتحاد.
هذا الهدف منح الاتحاديين افضلية كبيرة وفتح اوسكار اللعب ناحية الاطراف محمد أمين من الجهة اليمنى وابو شفير والحسن والصقير في الجهة اليسرى.
وفشل الدفاع الاهلاوي في التصدي لهذا الضغط حيث اهتز الفريق عموما وكان يمكن للاتحاد اضافة هدف ثان وبعد دقيقتين فقط حينما حول اليامي كرة عرضية امام المرمى قابلها محمد امين وسددها بقوة مرت بجوار القائم الايمن لمرمى الاهلي.
وأمام هذا الوضع قام المدرب الاهلاوي يوسف عنبر باشراك وليد عبد ربه مكان عبد الحميد جدوع وذلك لتعديل دفاع فريقه المهزوز.. ولكن الفريق الاهلاوي سلم المباراة تماما للاتحاديين الذين عابهم التسرع والانفعال مما افقد اللاعبين التركيز وبالتالي التصرف الجيد بالكرة سواء امام المرمى او وسط الميدان.
وبعد مضي 15 دقيقة اشرك العنبر مهاجمه العائد طلال المشعل مكان القهوجي.. لكن كل هذه التعديلات لم تغير من الامر شيئا واحتاج الاهلاويون لفترة طويلة قبل العودة لاجواء المباراة.
وجاءت اخطر الكرات الاتحادية من هجمة معاكسة في الدقيقة 20 حين قاد محمد امين هجمة ناحية اليمين حولها لحمزة المندفع الذي دخل المنطقة ثم مررها رائعة لليامي لكن النتيف كان حاضرا وتدخل بقوة مبعدا الكرة من امام اليامي ومنقذا هدفا مؤكدا.
ليعود اللعب لوسط الميدان مع مبادرة اتحادية مستمرة في الهجوم وبناء الهجمات ناحية اليمين واليسار مقابل تكتل اهلاوي وتراجع تام مع انعدام لأي خطورة على مرمى الاتحاد.
ولزيادة الضغط الهجومي قام اوسكار باشراك مهاجمه سليمان الحديثي مكان لاعب الوسط المدافع خميس العويران مفرغا وسط الميدان للاهلي خصوصا وان ذلك تزامن مع اشراك العنبر للاعب الوسط النشط صالح المحمدي بدلا من السويد.. ولم يمض على دخوله سوى ست دقائق حتى صنع هدف الفوز الاهلاوي الثمين..
«د» 42 هدف الفوز الأهلاوي
حيث قاد المحمدي كرة ناحية اليمين ثم حول كرته رائعة بالمقاس لطلال المشعل الذي تسلمها بصدره وقفز عليه البرازيلي لاندومارا معيقا المشعل من الانفراد بالمرمى ليحسب الزيد ضربة جزاء صريحة تقدم لها خالد الشنيف ووضعها على يمين مبروك زايد كهدف ثان للاهلي كان كافيا لمنح الاهلي كأس البطولة واللقب الثمين امام المنافس القوي فريق الاتحاد.. حيث هاجم الاتحاديون كثيرا وسنحت فرصة ثمينة لحمزة وحين حول لاندوامارا عرضية خطيرة وتجاوزت الجميع لتجد حمزة الذي حاول اقتناصها داخل الشباك الخالية لكنها افلتت منه ليستمر اللعب هنا وهناك حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع حين تحصل حمزة ادريس على بطاقة حمراء بعد ضربه لمدافع الاهلي الشاب وليد عبد ربه بدون كرة في حركة مستغربة من النجم الخلوق.. ليعلن الزيد نهاية اللقاء الكبير بفوز اهلاوي وخسارة اتحادية اولى امام الاهلي هذا الموسم.
من المباراة
* قاد اللقاء الحكم العالمي عبدالرحمن الزيد وساعده مهنا الشبيكي ومحمد سعد بخيت وقد قاد الزيد اللقاء بشكل رائع ومنح بطاقات صفراء لكل من فوزي الشهري من الأهلي وسليمان الحديثي وطرد حمزة إدريس من الاتحاد..
* الفريقان قدما مباراة دون المستوى حيث اثرت أهمية المباراة وحساسية المنافسة في عدم ظهور اللقاء بالشكل المطلوب فنياً.
* الاتحاد بالأداء الذي قدمه في المباراة لا يستحق الخسارة لكن الكرة لا تعترف بالأداء الجيد والهجوم المتواصل.
* الأهلي استحق الفوز واللقب بتحقيقه لهدفين ونجح الفريق في اللعب بالأسلوب الذي يتوافق مع ظروفه وامكاناته.
* عبيد الدوسري قدم شوطاً أول ممتازاً مع القهوجي ثم اختفى في الثاني فيما ظهر الحسن اليامي من الاتحاد بمستوى كبير رغم اختفائه في بعض الفترات.. أما محمد نور فكان افضل لاعبي الفريقين.
* اوسكار خسر النهائي الأول له مع الاتحاد رغم محاولاته المتكررة في تدعيم الهجوم وتكثيف تواجد اللاعبين في منطقة جزاء الخصم بينما لا وجود لخطة او طريقة لعب واضحة.
* الأهلي حقق الفوز الأهم هذا الموسم على الاتحاد بعد سيطرة اتحادية مطلقة على لقاءات الفريقين مؤخراً.
* الحركة التي صدرت من حمزة إدريس جاءت مستغربة جداً من النجم الخلوق حيث تسبب في احراج فريقه بغيابه عن نهائي الدوري أمام الهلال.
|