تحلم اسرائيل بأن تختلف السعودية مع أمريكا.. وأن تحدث المقاطعة بين البلدين .. وأن تفقد الدولتان كل الحصيلة التاريخية الكبيرة من العلاقات الحسنة بينهما.
وهذا الحلم له مسبباته وله مبرراته ..
فبالرغم من كل الحماقات التي تعتري خطاب أمريكا الموجه للشرق الأوسط إلا أن هذا الخطاب سيستحيل إلى شيء آخر حين تفقد أمريكا أصدقاءها مثل السعودية ومصر والأردن ..
فالثالوث الذي يرى كثير من العرب أنه يطيل الصبر على أمريكا ويرتمي في أحضانها بينما هي تسارع إلى أحضان اسرائيل ..
هو الثالوث الذي ما يزال يمثل درعاً واقياً ضد قرارات لن تتورع أمريكا عن إصدارها لولا صداقتها الثلاثية تلك ..
** وزيارة سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز لأمريكا هي جهاد حقيقي وقرار صعب ركبه سمو الأمير من أجل قضايا وطنه العربي والإسلامي الكبير.
ففي الوقت الذي تضج فيه أمريكا وإعلامها بالتساؤلات الحادة حول واقع العلاقات السعودية الأمريكية ومساس بعض الشبان السعوديين بأمن أمريكا ، ونبض الشارع السعودي الحانق على أمريكا واستشراء عملية المقاطعة كنوع من التعبير العاطفي عن التضامن مع القضية الفلسطينية يزور الأمير عبد الله أمريكا ويلتقي بوش ليحدثه عن الإنصاف وعملية السلام والمبادرة العربية ومشاعر الوطن العربي وضرورة العدالة ومكيال الإرهاب الأمريكي المتعدد الأحجام والأنواع.
فأي عبء وأي جهاد عظيم تقدم له سمو الأمير عبد الله في تخطي كل هذه المآزق في حواره مع بوش ..
نعي ثقل المسؤولية .. ونعي أهمية إبقاء العلاقات مع الولايات المتحدة ..
فمن الذكاء ألا ننساق وراء عواطفنا ونحقق بتسرعنا ما تتوق إليه اسرائيل وما يحلم به اليهود وهو إبقاء أمريكا صديقة متفردة لإسرائيل فقط دون أن يشاركها في ذلك أي أحد وبالذات من العرب ..
وهذا ما تعيه السياسة السعودية ..
فمن العقل أن نصحح نظرة أمريكا لقضايانا لا أن نفقدها تماماً!!
| 
