يتفق الشباب والشباب فقط فيما بينهم على موعد محدد ينشرونه بمنتديات الإنترنت ورسائل الجوال على مقاطعة الجوال لمدة يوم. والسبب كما ينشرون هو التظلم الكبير من أسعار دقيقة المكالمة المرتفعة.
هكذا يقولون وتكاد تتعاطف معهم وتصدقهم حتى تمسك الريموت بيدك وتقلب في شعارات القنوات المختلفة لتجول بنظرك في جنبات البرامج الحية على الهواء ومذيعاتها الغنوجات، وتسمع بعد كل آلو دلوعة صوت شاب سعودي يسلم ويسأل عن حالها وحال من يعز عليها ويهدي ويهادي بالأغاني والأماني وينثر مديحا هنا وثناء هناك يستغرق منه وقتا طويلا، أطول من الوقت الذي استغرقه منه كتابة دعوة مقاطعة الجوال، ثم ينهي المكالمة وهو الصديق الدائم للبرامج على وعد بمداومة الاتصال.
نعترف حقا أن فاتورة الجوال ذاك الجهاز الصغير بحجم كف اليد أو أصغر، تكلف أضعاف ما يكلفه جهاز كبير مثل الثلاجة أو المكيف، ونعترف أيضا بأن الكلام لم يعد ببلاش كما كانوا يقولون لنا دائما، لكن حق علينا أن نعترف أيضا أننا لا نريد تخفيضا في أجور المكالمات يقابله انكباب أكثر وأكثر على برامج الاتصالات التي ستدفع مذيعاتها إلى دخول دورات دراسية للهجات المختلفة للسعوديين ليتم التفاهم على أساس مفهوم بين المذيعة والمتصل. ولا نريد تخفيضا يجعل تلك الجوالات في أيدي المراهقين أكثر مما هي في أيدي الكبار.
حقيقة نحن نريد تخفيضا لجهلنا في التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة بما يفيد، ونريد أيضا تخفيضا لذاك الدلال الزائد الذي تغدقه الأسر على مراهقيها بجوالات تجلب معها الدمار أكثر مما تجلب الفائدة. ونريد تخفيضا لطيش هؤلاء الشباب والكهول في إصرارهم على البقاء لساعات طويلة على الهاتف انتظار لإهداء أغنية موجودة ضمن عشر أغان مثلها في شريط كاسيت قيمته 15 ريالا.
لا يسعنا أن نقول للشباب سوى قاطعوا رولا ونانسي وليليان وغيرهن ثم تنادوا فيما بينكم بمقاطعة الجوال.
الدمام 31424 ص.ب 14404
| 
