* الرياض صالح الفالح:
بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ظهر أمس أعمال اجتماعهم التشاوري الثالث بقاعة الاجتماعات بقصر المؤتمرات بالرياض، وقد استهل رئيس الجلسة معالي السيد سعود بن إبراهيم البوسعيد وزير الداخلية بسلطنة عمان كلمة أعرب فيها عن سعادته ببدء أعمال الاجتماع التشاوري الثالث بالمملكة كما أعرب عن سعادته البالغة باللقاء لمناقشة التعاون الأمني بين دول المجلس، كما وجه شكره لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الداخلية ولجهاز وزارة الداخلية، وأعرب عن تقديره للحفاوة والتكريم وحسن الاستقبال، وتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يمن على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية بالصحة والعافية.
وأشار إلى أن هذا اللقاء ما هو إلا تأكيد للعمل الجاد للتقدم بمسيرة دول المجلس الأمنية ولتحقيق الأهداف والغايات المشتركة وتعزيز التعاون القائم فيما بينها وتجسيد لتوجيهات أصحاب الجلالة والعظمة والسمو قادة دولنا حفظهم الله، وتحقيق لتطلعات أبناء دول المجلس والسير حثيثا نحو التقدم والرخاء والاستقرار.
كما رحب بمعالي الامين العام للمجلس عبدالرحمن بن حمد العطية الذي يشارك لأول مرة في اجتماعات وزراء الداخلية، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة مؤكداً بأن جهوده وإسهاماته المخلصة ستلقى كل دعم ومساندة من قبل الجميع.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية كلمة قال فيها يسعدني في هذه اللحظة المباركة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رعاه الله ومن عليه بموفور الصحة والعافية الغائب عنا الحاضر معنا دائما بهمة واهتمام وأصالة عن نفسي، أن أحييكم بتحية المحبة والأخوة وأرحب بكم أجمل ترحيب في هذا الاجتماع التشاوري الثالث لمجلسكم الموقر، وفي بلدكم وبين اخوانكم بالمملكة العربية السعودية التي دأبت بتوجيهات كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وفقه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وبحرص شديد ومتابعة متفانية من قبل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.. على تهيئة كل ما من شأنه تعزيز جهود هذا المجلس، وتوفير أسباب النجاح لما يصدر عنه من قرارات، وما يتبناه من سياسات تخدم الأمن الخليجي وتسهم بالتالي في تعزيز الأمن العربي في إطار روح التعاون والتآخي السائدة ولله الحمد بين دول مجلس التعاون الخليجية على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية.
ورأى سموه أن ما يشهده العالم اليوم من تطورات متلاحقة، وأحداث متتابعة وما أعقبها من تباين واضح في تقويم دوافعها وتوظيف خاطئ لنتائجها مما جعل من الإرهاب مصطلحاً يفسره كل طرف وفق مرجعيته الفكرية والتاريخية.
إن كل ما يحيط بنا من أحداث ومتغيرات وما يتطلبه الحفاظ على أمن دولنا ومجتمعاتنا، أكسب هذا اللقاء التشاوري أهمية خاصة، ذلك أن التعاون بين دول مجلسنا الموقر بمختلف هيئاته ومؤسساته لم يعد أملاً نتطلع إليه وننشد تحقيقه، بل أصبح ولله الحمد واقعاً ملموساً فرضته عوامل التجانس والتآخي بين أبناء الخليج العربي، وما يسعون إلى تحقيقه من مستقبل مشرق بإذن الله تعالى، وما ينتظرهم من مصير مشترك. مؤكدا سموه استمرار عملية التشاور وعقد اللقاءات الرامية إلى تعزيز مسيرة الأمن الخليجي والحفاظ على ما تحقق من إنجازات مباركة لدول المجلس لتواصل بتوفيق الله مسيرتها الخيرة في تعزيز الأمن والاستقرار العربي والدولي، وهي رسالة ومسؤولية تتطلب مضاعفة الجهد، الأمير الذي يعكس انحرافا خطيرا في الفكر الإنساني ينذر بعواقب وخيمة لن يقتصر ضررها على دولة دون أخرى ولا مجتمع دون آخر.
وأكد سموه أن ما تقوم به إسرائيل حالياً وعلى مشهد من العالم أجمع من أعمال قتل وتشريد وتجويع وتدمير للإنسان والمكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت مبررات مكافحة الإرهاب لهو أصدق دليل على هذا الانحراف في الفكر الإنساني مما يجعل من الإرهاب وسيلة يتذرع بها كل من لا يجد مبررا لأعماله وعدوانه على الآخرين.. بدلا من أن تتحد الجهود في تحديد مفهوم الإرهاب وتجسيد مخاطره لكي يتعاون الجميع كل حسب موقعه واقتداره في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ودرء مخاطرها التي تهدد الوجود الإنساني بأجمعه في كل أرجاء المعمورة، وتسخير الامكانات، وتعميق الإحساس بحجمها وخطورة تجاهلها، وهذا شعور نلمسه بحمد الله في كل ما تم إنجازه في سبيل المحافظةعلى الوضع الأمني الفريد لدول مجلس التعاون الخليجية.
وكرر سموه في ختام كلمته ترحيبه بالمشاركين في هذا الاجتماع المبارك داعياً بالتوفيق والنجاح لتحقيق ما تصبو إليه قياداتنا ويرجوه مواطنوها وما تستدعيه المحافظة على إنجازاتنا الأمنية والتنموية من تعاون مثمر بناء على كافة الأصعدة الرسمية والشعبية حاضرا ومستقبلاً.
تلا ذلك كلمة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع لأول مرة وأضاف بقوله ولا يفوتني في هذا المقام، وبعد أن من الله على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة بالشفاء إلا أن أهنئ سموه وأهنئكم جميعا متمنياً لسموه موفور الصحة والعود الحميد ليواصل مع إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية مسيرة التعاون الأمني لدول المجلس.
وأكد أن ما تنعم به دول مجلس التعاون من أمن واستقرار هو ثمرة من ثمرات الجهود المخلصة والحرص الدؤوب الذي تبذلونه لتقوية التعاون والتنسيق الأمني بين الدول الأعضاء وتعزيز مسيرة العمل المشترك في مختلف مجالاته تنفيذا لطموحات وتوجيهات أصحاب الجلالة والعظمة والسمو قادة دول المجلس الهادفة إلى تحقيق تطلعات شعوب دول المجلس في الأمن والاستقرار والتقدم.
وأشار إلى أن الاجتماع يأتي في ظل مستجدات ومتغيرات أمنية اقليمية ودولية يواجه فيها العالم تناميا واضحا لظاهرة الإرهاب وهذه الظاهرة الخطرة التي لا تعرف وطنا ولا دينا ولا أمة بعينها وإنما استشرت كظاهرة دولية طالما نبهت دول المجلس إلى خطورتها، ونددت بالإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، وأيا كان مصدره، ودعت إلى تضافر الجهود لمكافحته، وساندت التعاون الدولي في هذا المجال.
معالي الرئيس
أصحاب السمو
إن اجتماعكم التشاوري كما أردتم له أن يكون اجتماعاً بجدول أعمال مفتوح تتبادلون فيه الرأي ووجهات النظر وتتدارسون كل ما يتعلق بالمستجدات والمتغيرات الأمنية اقليميا وعربيا ودولياً وخاصة ذات التأثير المباشر على أمن واستقرار دول المجلس واتخاذ ما ترونه من قرارات تساهم في تعزيز أواصر التعاون الأمني.
ورفع في ختام كلمته خالص شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظهما الله وحكومة المملكة العربية السعودية على احتضان المملكة لهذا الاجتماع.
بعد ذلك بدأت الجلسة المغلقة.
|