ليس بالضرورة أن ينجح طرف في إدانة طرف آخر وليس مهماً أبداً أن تصح هذه الرواية أو تدحض بالدامغ من الأدلة والبراهين. كل ما يريده الناس، العمل على عدم تكرار هذه الحوادث والكوارث ما أمكن وكذلك التأكد فعلاً من أنه يمكن تفاديها أو التقليل من أضرارها.
يقول مسؤول كبير في الدفاع المدني إن لديهم تعليمات واشتراطات بغرض السلامة تتعلق بكل شؤون الحياة الخاصة والعامة لكن جهات الاختصاص في البلدية وصندوق التنمية العقاري مثلا وغيرهما، لا يساهمون في تفعيل هذه التعليمات بالقدر الذي يضمن تطبيقها أو بعض منها ويمكن أيضاً للبلديات أو صندوق التنمية وغيرهما أن يقولا كلاماً مشابهاً يفضي إلى تحميل المسؤولية أطرافاً أخرى وهكذا والأغرب أيضاً أنه تزداد شهوتنا جميعاً لقول شيء يدين هذا الطرف أو ذاك والتهليل لرأي مسؤول أو كاتب وافق هوانا أو شهوة التشفي أو غيرها في الوقت الذي نعلم فيه يقيناً أننا مسؤولون قبل غيرنا عن حدوث أي كارثة بقدر مسؤولية هذه الأطراف وربما في بعض الأحيان أكثر، فنحن الذين نفعل الأفاعيل لنتحايل على الأنظمة والقوانين حين نرغب في بناء منشأة خاصة ونتعامل مع كل الشياطين لنفوِّت على النظام والقانون أخذ مجراه ويكبر الصغير في أعيننا لأنه كان عوناً لنا في مخالفة النظام ويصغر الكبير ويحقَّر لأنه تشدد معنا وألزمنا بالنظام وهكذا؟!إنني مع كل دعوات الاصلاح وحماية الناس والممتلكات والمقدرات لكن مع جعلها دعوة عامة تطالنا جميعاً لا أن تُحدد بجهات بعينها أو أشخاص بعينهم.
| 
