Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مات.. ولم يغب!! مات.. ولم يغب!!
عبدالله إبراهيم السقاف

* مات الحكيم «العقيلي».
* مات «القلم».. ولكنه لم يغب.. ولم ينطفئ سراج بيته.. ذلكم أن في جنباته أكثر من ثلاثين متنا تنير أرجاء الدنيا والتاريخ.
* فصل هام في تاريخ «أمتنا» المستنير بالمعلومة والحدث.
* وفصل هام في حياة كل الأجيال القادمة.
* موسوعة تنفرد «بخصوصية» لها من الحذق.. والحكمة.. والفراهة العلمية.. والجلد على التحقيق الموثَّق الذي يجسد الوجه المضيء حقا للمخلاف السليماني ورجاله ودوله.. المعقد في تضاريسه.. وجاء «القلم/ الموسوعة» ليدخل بطون أوديته وسهوله.. ويعتلي قمم جباله ليفك الرموز/ الأحجية.. ليورِّث للأمة إرثاً شموسه وكواكبه تثري التاريخ.. وتجعل له معلما.. يهتدي إليه رجال الفكر والعلم والتعليم.
***
* عاش مفكراً.. وشاعراً.. وناثراً.. ومؤرخاً.. ومبدعاً مجيداً.
* فقد كان - رحمه الله - مرتبطاً بمسقط رأسه «جازان» ارتباطا إنسانيا.. وكانت تشكل له - هذه المنطقة الحالمة/ الوادعة/ الولود- الامتداد التاريخي والجغرافي.. ولذلك أحبها عشقاً/ فناً/ حياةً وتاريخاً..
وقد كان التوأم للموروث العربي.. وكان - رحمه الله - العطاء الذي يختلف تماماً عن عطاء الآخرين.. نظراً لأنه يكتنز بالحكمة والتجربة والعمق.. مثله مثل الشجرة التي تكثر حلقات لحائها كلما كبرت..
** وكان - رحمه الله - من أولئك الذين إذا امتدت يدك إليهم.. تلقى أيديهم ما زالت دافئة.. ما زال لها نقاء وجه البدوي.. وما زالت له عباءة «حاتمية» لم تتسخ ولم تتلوث.
***
* رحم الله شيخنا العالم الجليل «حمد الجاسر» لو عايش رحيلك أيها المؤرخ الأديب الشاعر.. لنال منه الكمد والحزن أكثر مما نال منه حزنه على نفسه.. ذلكم لأنكما صنوان تشتركان في مزية واحدة لهم واحد وهو التاريخ والأمة.
* أذكره - رحمه الله - منذ عقدين ونيف في جازان.. جمعتني به صدفة أنا صنعتها، بل سعيت إليها.. ذلكم لأن العقيلي «القلم» يُسعى إليه لا كما يزعم الآخرون بهتاناً بأنه يسعى اليهم وهم الأصغر قدراً.. وإن سعى إليهم فلأنه الكبير.. وفي سعيه تواضع العالم..
* لقد كان شامخاً يسكنه الوقار.. وتسكنه الحكمة وقد كان حديثاً يليق بأحاديث الرجال.. وأنا أودعه كان يردد وهو يشد على يدي - رحمه الله -
«شباب خنَّعٌ لا خير فيهم
وبورك في الشباب الطامحينا»
* رحم الله أستاذنا ومعلمنا رحمة واسعة بإذنه تعالى.. وأدخله اللهم فسيح جناتك.. وألهمنا وأبناءه وذويه الصبر الجميل الوافر.
* اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد وأحطه بالدِّعة في مثواه.. واجعلها يا الله دِعةً يقرُّ بها ويستريح «وإنا لله وإنا إليه راجعون».

جدة - فاكس- 6520215
ص.ب 1707

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved