Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

محمد هاشم رشيد بين زخم الثقافة وإبداع الشعر محمد هاشم رشيد بين زخم الثقافة وإبداع الشعر
د. عاصم حمدان

كنت أقطع الطريق بين جدة والمدينة، أمني النفس برؤية الأرض التي تشرف ثراها، وطابت تربتها وعبقت سماؤها بأنوار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فإذا بالهاتف الجوال يرن وكان على الطرف الآخر الصديق الشاعر محمدكامل خجا وبعد تحية موجزة نعى لي وفاة الشاعر السيد محمد هاشم رشيد وقال بالحرف الواحد والواضح إن فقده خسارة للأدب وأهله.
وأضاف: لقد كنت واحداً من الذين كان الاستاذ - رشيد - ينقح لهم أشعارهم، ومضى الاستاذ الخجا إلى غايته وعادت بي الذكريات إلى حقبة الثمانينات الهجرية عندماكان جيل محمد سعيد دفتر دار، وعبدالعزيز الربيع، وعبدالرحمن رفه، وحسن الصيرفي، وماجد الحسيني، ومحمد حميدة، ومحمد العيد الخطراوي، وعبدالسلام هاشم حافظ، ومحمد الحافظ، وعبدالرحيم أبوبكر، ومحمد الخجا نفسه.
كان هذا الجيل يمثل لنا معشر - طلاب العلم - آنذاك والمشتغلين بقراءة الرافعي، والعقاد، وطه حسين، وسيد قطب، ومحمد عبدالله دراز، ومصطفى السباعي وبشيء من قراءة سيرةابن هشام وكتب الحارث المحاسبي، مثل الرعاية لحقوق الله، والتوهم ورسالة المسترشدين وبشيء من ذلك الصراع الدائر بين الربيع والعواد حول شاعرية ثريا قابل وبين عبدالقدوس الأنصاري وحمد الجاسر حول ميم جدة بين عبدالله نور ومشعل السديري حول اللامنتمي وآراء كولن ولسون في الوجود نعم: لقد كان شداة الأدب يرون في جيل الرشيد ومجايليه نبراسا لهم، ولم يكن جيلنا يتعجل الشهرة بل كان يأخذ نفسه بشيء من التروي وكثير من الترويي وكثير من الصبر يحدوه في ذلك أمل في مستقبل أدبي يرى فيه الانسان مقالته وقد احتلت مساحة حتى ولو كانت صغيرة في المدينة أو البلاد وغيرها من الصحف.
والتقيت بالاستاذ الرشيد في 1390هـ في مكتبة الشيخ عبدالمحسن الكتبي والتي كانت تقوم في باب السلام، وكان بصحبة رجل الفضل والعلم الشيخ جعفر بن ابراهيم فقيه - رحمه الله - الذي أنشأ أول مكتبة في المدينة تعنى بنشر وبيع كتب الثقافة والأدب في بلد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسألت أبا طه عن ديوان الاستاذ حسين سرحان -رحمه الله - أجنحة بلا ريش فلقد كان شعر حمزة شحاته والسرحان يمثل مصدر إغراء لأجيال سابقة وأخرى لحقت وكذلك قادمة أجاب الاستاذ الرشيد انه لايملك الديوان وأراه لو كان بحوزته لقام باعارته لي شخصياً لأقرأه. ويعد الاستاذ الرشيد مع السيد عبدالسلام حافظ وماجد الحسيني ومحمد العامر الرميح ومحمد الخطراوي والخجا من ضمن النخبة التي ساهمت في تطوير القصيدة الكلاسيكية في الجزيرة العربية مع نظراء لهم من أمثال: حسن القرشي، وطاهر زمخشري، وعبدالله بن ادريس، وانعكس ذلك التطوير على بنية القصيدة ولغتها وصورها فأصبحت أكثر التصاقاً بهموم الحياة وأقدر تعبيرا عن هموم النفس البشرية وتطلعاتها وآمالها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved