ليست لي صلة بالثقافة.. إلا صلة المتابع من بعد..
ولا تربطني علاقة بالمثقفين.. إلا علاقة القارىء بالكاتب.. وما تسمح الظروف بلقائه منهم..
إلا أنني وكواحد من أبناء هذه المدينة الطاهرة.. قد ارتبط في ذهني.. ووعيي منذ الصغر علاقة الشعر، بالشاعر محمد هاشم رشيد.. وعلاقة الحركة الأدبية بالمدينة المنورة بهذا الرجل العظيم.
وقد التقيته مرات كثيرة في حياتي في مناسبات رسمية ووطنية.
وكنت آراه شاعراً يغرد بقصائده.. في تلك الاحتفالات والمناسبات.. ويأسرك بدماثة خلقة وحسن معشره.
وقد فاجأني خبر وفاته.. لأننا نفقد بفقده تلك الذكرى العطرة التي كونتها عنه منذ أزمان وأزمان.
وفي مناسبة تنفيذنا للحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية.. وعندما قابلته مبديا الرغبة في تعاون النادي في هذه المناسبة الوطنية.. وجدت لديه الفهم العميق لجدوى العمل التوعوي.. والادراك الدقيق لدور النادي كمؤسسة ثقافية رسمية في الاشتراك بكل جهد وطني مخلص.. فيه رفع لشأن الوطن وتكامل في حمل المسؤولية.. وأداء الأمانة..
وكان ان تفضل بمباركة خطوة جادة.. تلخصت في اسهام النادي ببعض المحاضرات وطباعة التقرير النهائي لأعمال الحملة ونشاطاتها..
وتابع خطوات التنفيذ لظهور ذلك بالمظهر المشرف..
ان مثل هذا الفهم الواعي..وهذه المتابعة الصادقة لتعكس مدى تلك الروح الوثابة التي يحملها ذلك الرجل العظيم.
وان مثل تلك الشخصية التي نالت حب الناس.. واستحقت احترامهم.. وثناءهم لتبين لنا أي نوع من الرجال كان محمد هاشم رشيد..
وأي دور لعبه بكل تفان وجدارة في أن يكون لاسم المدينة المنورة تلك المكانة العليا في عالم الأدب والثقافة.
ولقد دفعني ذلك التعامل الى قراءة شعره الذي توفر لي في بعض الدواوين التي تكرم النادي باهدائها اليَّ.. فوجدت ذلك الشعور الصادق بحب المدينة المنورة.. الحاضر والماضي.. والتاريخ والمستقبل.
وإذا كان العمل الطيب.. والذكر الحسن.. هما ما يتبقى للانسان بعد موته.. فلاشك ان ذلك ما سيبقى للراحل محمد هاشم رشيد في نفس كل من قرأ له.. أو تعامل معه.. أو حتى سمع به.
أسأل الله سبحانه له الرحمة والغفران.
وان يجعله ممن يتقبلهم ربهم بقبول حسن..إنا لله وإنا اليه راجعون.
*مدير شعبة العلاقات والتوجيه بشرطة منطقة المدينة المنورة | 
