أقترح أن يجتمع جميع المختصين بالحاسب والإنترنت في المملكة مع المستخدمين في يوم محدد، ويكون هذا اليوم هو اليوم الرسمي لإعلان وفاة الإنترنت في المملكة، ويجب دعوة بعض القنوات الفضائية العالمية مثل CNN وSky وFOX وأيضا بعض القنوات العربية لعلها توفر لو بعض الوقت لمادة جدية وحقيقية مفيدة كذلك أقترح إحضار مترجمين للغات مختلفة تكون بعدد اللغات التي يعمل بها نظام تشغيل ويندوز لتغطية الحدث. وأيضا يجب توجيه دعوات للصحافة حول العالم ولكن لن يكون هناك وجبة دسمة بعد «العزا» أو قبله لذلك أقترح أن لا يتم دعوة أصحاب الأفواه الكبيرة من محبي الأطعمة الدسمة وتخصيص الدعوة «للجادين فقط».
يرحمك الله أيتها الإنترنت فكما أبدعت ونجحت في أماكن أخرى أعلنت فشلك الذريع في المملكة بالرغم من أن الجميع راهن على نجاحك وطالب بحضورك على جميع المستويات بدءاً من الأطفال وانتهاء بكبار السن.
أتتذكرون أيام ما كانت الإنترنت حلما جميلا يمر أمام عيوننا عندما نذهب للنوم؟ الكثيرون كانوا يحلمون بأنهم غدا سيجلسون أمام شاشات أجهزتهم بشكل مختلف وبعيون شاخصة كتلك العيون التي تسمرت أمام شاشات التلفاز لمشاهدة سقوط برجي مركز التجارة العالمي في الحادي عشرمن سبتمبر، البعض ذهب في ذلك الوقت لأخصائي العيون وطلب منه نظارات لا تتأثربأشعة شاشات الحاسب، كان من المفترض أن تأتي الإنترنت لكي لا تبقى أجهزة الحاسب كما كانت يعلوها الغبار من قلة الاستخدام وأيضا لتغير بعض العقول وبعض المفاهيم الخاطئة، في تلك الأيام طالب بعض الأشخاص بمنع دخول الإنترنت للملكة بحجج مختلفة بعيدة عن المنطق، ولكن بعد دخولها أصبح هولاء أكثر من يستخدم الإنترنت - على أقل تقدير نجحت النت في تغيير تفكير البعض أليس كذلك؟.
- التجار أيضا حلموا بالمال من وراء الإنترنت ولكنهم اليوم يحاولون الانسحاب من تجارتها بسبب الخسارة التي ليس لهم يد فيها، فهم أوكلوا إدارة شركاتهم الإنترنتية لأهل الاختصاص من ذوي الخبرة ولكن السوق المحلي لم يكن كما كان متوقعا فالكثيرون أعرضوا عن الإنترنت لأسباب عديدة.
الحديث عن أسباب ابتعاد المجتمع في المملكة عن الإنترنت طويل جدا فهناك أسباب مادية واجتماعية ... إلخ.
ويبرز من بينها أولها وهي المادية وهي مشتبكة بشكل مباشر مع الاجتماعية فالمعروف عن العائلات السعودية أنها كثيرة العدد فالبيت الواحد في الغالب يحتوي على أكثر من 5 أبناء، لك الآن أن تتخيل التكلفة المادية المترتبة عن هذا العدد إذا ما أراد رب الأسرة شراء جهاز حاسب لكل واحد فيهم واشتراك إنترنت خاص وبالطبع خط هاتفي لكل جهاز! وما يزيد هذاالسبب تعقيدا هو قلة الخبرة في مجتمعنا المحلي بخصوص الحاسب الآلي والشبكات فالعديدون لا يعلمون أنهم بمقدورهم ربط أي عدد من الأجهزة في مكان واحد من خلال كيابل خاصة أو شبكات لاسلكية في بعض الأحيان وعندها يصبح بمقدور جميع أصحاب تلك الأجهزة الدخول للإنترنت في وقت واحد وباشتراك واحد وهذا يؤدي بلا شك إلى تخفيف المصاريف المادية إلى المستوى الأدنى.
كل هذا شيء عظيم بالطبع ولكنه حتى الآن صعب التطبيق في المملكة والسبب هو غلاء تكلفة الإنترنت من خلال الخط الهاتفي فشركة الاتصالات تطبق تسعيرة خاصة وهي 3 ريالات لكل ساعة إنترنت فإذا كان هناك 5 أشخاص في المنزل وكل واحد منهم يمضي 3 ساعات على الإنترنت يوميا فهذا يعني 15 ساعة يوميا أي 450 ساعة شهريا أي 1350 ساعة في ثلاثة أشهر وهي الفترة التي تصدر فيها فواتير الهاتف مما يعني أن الفاتورة الهاتفية ستحمل 4050 ريالا كقيمة لساعات الإنترنت تسدد قيمتها كاملة لشركةالاتصالات وبالطبع لا تنسى قيمة الاشتراك الشهري لدى موفر خدمة الإنترنت. هذه الحسابات إذا فرضنا أن جميع هؤلاء الأشخاص يستخدمون نفس خط الهاتف بالتناوب بينهم. وأترك لخيالك إكمال باقي الحكاية ولتسمح لي لأقول مرة أخرى «رحمك الله يا الإنترنت».
Shortcut
- الجميع يطلب الإنترنت في الامتحانات لأسباب عديدة من بينها الأسئلة وأيضا المصادر التعليمية فيا ليت أيامنا كلها امتحانات لتعيش الإنترنت ولا نعلن وفاتها.
- المواقع الإسرائيلية المخترقة في ارتفاع مستمر وتبقى المواقع العربية مهددة بالاختراق في أي وقت لذلك راجعوا أنفسكم يا مديري الشبكات.
- اختراق الشركات غير المتصلة بالإنترنت والمرتبطة بشبكة خاصة بها إما عن طريق الشبكات اللاسلكية أو الاتصال عن بعد أصبح موضة هذه الأيام فمن الضحية القادمة؟.
| 
