Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حملات التوعية المرورية حملات التوعية المرورية
د. دلال بنت مخلد الحربي

أصبحت قضية المرور هاجساً وطنياً، الكل يفكر فيها ويتحدث عنها نتيجة ما ينشر في الصحف ويتداول بين الناس من حوادث مرورية مروِّعة تنتهي بالموت أو الإصابات البالغة أو الكسور والإعاقات المعطلة، ولا تخلو صحيفة من صحفنا يومياً من خبر أو إشارة إلى واحدة من تلك الحوادث التي يلاحظ من خلالها ارتفاع نسبة الحوادث وكثرة الضحايا في الحادثة الواحدة ولعل كل فرد منا شهد بأم عينه حادثة مرورية وهو يسير في شوارع وطرقات الرياض وقد يصاب بالدهشة من غرابة بعضها.
وفي جانب آخر ازدحمت الصحف ووسائل الإعلام بالمقالات والتحقيقات الخاصة بكيفية معالجة مشكلة المرور وكيفية الحد من نسبة الحوادث التي تتصاعد يوماً بعد آخر، وقد يوجه اللوم إلى المرور ويتهم بالتقصير وعدم القدرة على السيطرة على نمط الفوضى الملاحظ في شوارعنا.
ولكن من ناحية أخرى قد نلتمس الأعذار للمرور حين نعرف أن مدينة كالرياض وحدها قد توسعت في بضع سنوات توسعاً كبيراً وامتلأت بالمركبات نتيجة لتكاثر عدد سكانها وتنوّع ثقافاتهم واختلاف مستويات تعليمهم مما يجعل من الصعب على جهاز المرور ملاحقة كل مخالفة أو السيطرة على السير في هذه المدنية.ومن الحلول التي نفذتها إدارة المرور منذ سنين حملات التوعية المرورية، وهي دون شك مفيدة ونافعة ولكنها ليست حاسمة في معالجة الداء، فرغم هذه الحملات وكثرتها وتعددها وتواليها إلا أن المخالفات مستمرة، مما يعني أن هناك حاجة ماسة إلى إصدار نظام مروري واضح تغطى فيه كافة المخالفات بأشكالها المتنوِّعة، وأن توضح الغرامة المالية المفروضة على كل مخالفة، فالمعروف إلى اليوم أن المرور يفرض غرامة على قطع الإشارة أو على تجاوز السرعة، ولكن نشعر أنه لا توجد غرامات على الوقوف الخاطىء ولا على التجاوز الخاطىء ولا على المضايقات التي يرتكبها بعض السائقين ضد الآخرين، إلى غير ذلك من مخالفات كثيرة ترتكب يومياً علناً لأن مرتكبها يعرف أنه في أمان تام.إن حملات التوعية المرورية جيدة ومفيدة إلا أنها ستزداد قوة وستكون أكثر نفعاً عندما يواكبها نظام واضح للجميع منتشر بين الناس موضحة فيه أشكال المخالفات والغرامات التي تطبَّق على كل مخالف أو غير مدرك أن ما يرتكبه هو مخالفة مسيئة لآداب السير ولنظام المرور.
ومن جهة أخرى فإن المدارس والجامعات منوط بها أن تؤدي دوراً أخلاقياً في هذه الحملة وذلك بتوجيه طلابها والتركيز على نشر الوعي بينهم بضرورة الالتزام بآداب الطريق واحترام النظام، وتبيِّن أخطار ارتكاب المخالفات وكيف أنها تعد من سوء الخلق وأنها مخالفة لآداب الإسلام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved