Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حائل نجمة الشمال المتقدة 6/4 حائل نجمة الشمال المتقدة 6/4
سعود بن عبدالمحسن حول الحلم إلى حقيقة.. والمفاجآت بانتظار العروس

  استطلاعات مصورة: كتبها/ عبدالعزيز العيادة
ما بين عقدة.. وقفار.. وتوارن.. ضواحي حائل.. القريبة.. تبقى للمتعة.. بقية.. وتبقى للقصص والعجائب.. والدهشة.. أسرار أخرى.. لم تكشف. فما بين أطلال الماضي العتيق.. في قفار.. وسحر وجمال الطبيعة الفاتنة في.. عقدة.. وسخاء وكرم.. حاتم الطائي.. ومعالم قصره.. في توارن..
تمضي بنا الخطوة.. باتجاه.. أجواء الكرم.. وغرائب الحروب.. وغرائب الأمكنة.. هل تصدقون أن في حائل.. رجلا دفن حياً.. وما زالت عظامه الباقية داخل سور قفار العملاق.. شاهداً على ذلك؟! وهل تصدقون أن أغرب مكان في العالم كما قالت (الليدي ان بلنت) في حائل وفي عقدة تحديداً؟!
فالأجواء المعتدلة تجعلك منتعشاً ومتحفزاً نحو مزيد من التنقل.. بين تلك المواقع الرائعة.. بكل يسر وسهولة.. خصوصا وأن المسافة بين هذه المواقع السياحية قصيرة... مما يجعل الزائر.. لا يجد صعوبات في التنقل بينها.. والاستمتاع بأجواء حائل الرائعة وأهلها الطيبين.
هذه حائل الجمال والسحر
دفن حياً (!!)
وتبقى قصة المقولة الشهيرة: عدّوا لبن.. عدّوا طين.. عدوا.. (حدى).. الرجاجيل.
من الغرائب.. التي يحفظها.. تاريخ قفار.. وأهالي المنطقة.. فلم تفلح مكيدة الجيش الغازي من الأتراك.. في الماضي الذي كان يطمع.. في الاستيلاء على قفار.. حينما استطاع.. أهالي قفار.. بدهاء.. أن يجنبوا أبناءهم.. شر الحروب.. وخسائرها.
فحينما جاء الجيش الغازي على مشارف قفار أرسل إليها جواسيس ليأتوا.. بالمعلومات الحربية والأخبار.. ويستدلوا.. على كيفية.. القضاء على قوة قفار.. ونهب خيراتها.. واستباحة محارمها.
فما كان من أهالي قفار وهم كانوا يشيدون سور قفار العملاق إلا أن قاموا بالإمساك بأحدهم على مرأى الآخر واضعينه مكان اللبن فوق السور ومتمين عليه البناء منشدين:
عدوا.. لبن.. عدوا.. طين.. عدوا.. (حدى).. الرجاجيل.
فهرب الآخر مذعوراً مما رأى ونقل لقادة الجيش ما فعله أهالي قفار.. فولى الجيش الغازي الأدبار..
وبقيت عظام الجاسوس.. في سور قفار حتى الآن.. عنواناً لقوة ومنعة هذه المنطقة.
وعندما وصلنا هذا المكان.. وهذا السور.. وجدنا العجب العجاب.. وجدنا اجزاء السور متهدمة.. وحتى بقايا.. عظام الجاسوس.. مشاعة.. وبلا رقيب.. باختصار.. كان المكان يشير إلى إهمال واضح.. لهذا المعلم الأثري المهم.. وحتى قصر غياض.. فلا تسمع.. إلا صفير الرياح.. وأطلال هنا.. وهناك.. ومكان مخيف.. لا توجد به عوامل الحياة.. وبقيت أتساءل في نفسي والحرقة تعتصرني: لماذا هكذا؟! أليس هذا المكان مكانا يستحق التوثيق.؟!
وقلت: هل لو كان هذا في مكان آخر من العالم مثلاً ألا توضع له مقومات السياحة التراثية المتكاملة.
* هل كنا نداوم على زيارته أم لا؟
فجاوبت لا اردايا: نعم.. وسألت مرة أخرى إذن نحن متى نعي أهمية هذه الأمكنة.
في قفار أشياء كثيرة تستحق التوقف ويكفي دورها في زمن حميّر بن عيادة كما أشار الدكتور عبدالرحمن الفريح مدير إدارة المستشارين ونائب رئيس النادي الأدبي إلى ما قام به أهالي قفار لمساعدة ابن رشيد عندما زبنهم آنذاك.
وخرجنا من قفار القديمة ودخلنا قفار الحديثة ومخططاتها الجميلة وناسها الكرماء.. وكذلك بساتينها ذات النخيل الباسقات الذي تطاول إلى أعلى وكأنه يريد أن يعتلي قمم جبال «أجا» الشهيرة.
ثم مضينا إلى سحر الطبيعة.. والعذوبة.. والجبال ومياه السكر وسكر المياه..
إلى (عقدة) ذات.. النخيل.. والفواكه والحمضيات بأنواعها.. عقدة السدود.. وسد عشاقها..
نحو عدم الخروج.. من هذا العشق. وهذا التلبس بهذه الجوهرة التي زينت عروس الشمال بسحرها، فلم تخطىء القول الرحالة الشهيرة (الليدي ان بلنت) عندما قالت: إنها أغرب الأمكنة نسبة لطريقة دخول الناس إليها سابقاً.. وخروجهم منها عبر مدخلها الضيق قديماً، فعندما وصلنا ارتسمت على وجوهنا.. الدهشة من هذا المدخل.. واستعدنا الماضي.. وكيف كانت الحياة قديماً وكيف كان هذا المدخل.. وكيف كانت أهميته.
وتجددت في الروح نشوة.. ونحن نسير بين المزارع والجبال.. والنسمات باردة والجو هنا مختلف.. والروعة تكتنف المكان.. كل شيء يدعوك للانشراح.. للفرح.. والسرور.. وها هي سدود عقدة.. سد وسمي وسد القاصد.. وسد (رُميض).. وها هم أهالي عقدة.. عقدوا العزم.. على ألا يدخل أحد.. عقدة إلا.. والابتسامة تعلو.. محياه.. من كرمهم (!!).
مطالب عقدة
يقول نايف السلحوب أحد أبناء عقدة.. عقدة هي السحر والعذوبة وهي من الأماكن المتميزة في حائل ولكن ما زالت بعض المطالب المهمة التي تحتاجها لم تنفذ ومنها: برج جوال لأهميته نظراً لاحتياجها وكثرة الزوار الذين يفدون لعقدة لقربها إلى حائل وطبيعتها الجميلة..
وقال لقد ازدانت عقدة ليلاً بعد اضاءة الطريق الرئيسي ليلاً، وهذا تشكر عليه البلدية ولكن ما زال الأمل يحدونا بأن تشمل الإنارة الطرق المؤدية للمواقع السياحية المهمة فيها وقال يكفي عقدة أنها تحتوي على عين وسمي.. ونعناع وسمي المشهور الذي يبعد سبعة كيلومترات فوق الجبال وفيه الكثير من أشجار العنب والرمان المزروعة قديماً.
وقبل تغيب شمس رحلتنا وعند الغروب مضى قطارنا سريعاً باتجاه حاتم الطائي وقصره وما يسمى قبره في توارن حيث تستنشق عبير الكرم الذي لا يمكن أن يمحوه الزمن حتى ولو مات حاتم..
ذلك المكان الجبلي الذي.. حفظ اسم هذه المنطقة طويلاً.. وخلدها.. في التراث العربي الزاخر فوقفت.. في هذه اللحظة.. أمام.. قصر حاتم ومكانه وفكري استمر في سفره ولم يتوقف وسيل الأسئلة يتراءى أمامي.. لماذا لا تستغل حائل هذه الأماكن بأفضل استغلال سياحي؟! لماذا لا ينشىء في كل موقع من هذه الأمكنة السياحية القريبة مشاريع سياحية متطورة.
فإذا تم قياسها تجارياً.. فالمشروع ناجح بكل المقاييس حتى دون.. دراسة جدوى اقتصادية. وإذا كان الأمر يقاس بمقاييس أخرى فبكل قياس فإن الاهتمام بهذه المواقع جزء مهم من تطور المنطقة تحت بند قرب المسافة وغنى هذه المواقع تاريخيا وتراثيا.
فكر إداري راق
وقبل أن نصل إلى نهاية لا بد من الإشارة إلى حقيقة المستوى الفكري الإداري الراقي الذي يتصف به صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل.. والدراسات التطويرية التي شرع بها سموه.. من أول يوم وصل فيه إلى حائل والمشاريع التي كانت حلما واصبحت حقيقة.. والمشاريع الأخرى المقبلة التي تعتبر مفاجآت سارة تنتظر عروس الشمال في قادم الأيام.
والأجمل أن العملية التطويرية تسير بسرعة معقولة.. وبتوازن.. بين.. الطموح.. والتأني في حسن إنجاز العمل ودقته.. وهذه من المعادلات الصعبة رغم أن حائل ما زالت بحاجة ماسة للكثير من المشاريع ولازالت بحاجة لدعم رجال الأعمال فيها.
وإلى تطوير آليات العمل القديمة.. واستحداث طرق أخرى فالكرة الآن بملعب أهالي حائل.. بعدما قام أميرها بكل شيء وأصبحت أفعاله.. تتحدث.. وبصماته.. تتضح ولا بد.. ازاء.. هذا العمل المبارك.. أن تتعاضد جهود الجميع سواء في الإدارات الحكومية.. عبر موظفيها.. أو من خلال الشركات والمؤسسات.. ورجال الأعمال أو من خلال مثقفيها ورجال الأعمال فيها أو غيرهم.. وغيرهم.. فالكل أصبح اليوم مطالبا.. بأن يقدم.. كل ما لديه.. ويتفوق.. بعطائه على نفسه.. لصالح هذا الوطن الغالي.. لتبقى عروس الشمال.. حائل.. عروساً إلى الأبد بإذن الله..
مستميحكم العذر.. ان قصرت.. ومستأذنكم.. بالذهاب كما بدأت أول مرة.. إلى متنزه السمراء.. لأصعد.. عالياً إلى قمته.. وأستمتع بأجواء حائل.. الليلية الرائعة.. والصيفية الرائعة.. فكل شيء أمامي الآن أسفل.. واضاءت حائل وشوارعها النظيفة وهدوؤها وسحرها.. تجعلني.. لا أفيق من هذا العشق ولن أفيق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved