Sunday 26th May,200210832العددالأحد 14 ,ربيع الأول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أسبوع الأصم وقاموس الإشارة أسبوع الأصم وقاموس الإشارة
د. زيد بن عبدالله المسلط

يحتفل العالم العربي كل عام باسبوع الشخص الأصم الذي بموجبه تخصص مساحة من الوقت والمشاركة البناءة التي تسمح بإلقاء الضوء على موضوع معين تكون له الأولوية من بين الموضوعات التي تهم هذه الشريحة من المجتمع كما تهم العاملين معهم وكذلك أولياء أمورهم وذوي العلاقة بالأشخاص الصم، والمساحة المتاحة لا تقتصر على الجهات التي تعنى بهذه الفئة تعليماً وتأهيلاً وتوظيفاً وعلاجاً، بل تتخطى ذلك الى الجهات الإعلامية لتقديم التوعية العامة بشؤونهم وشجونهم.
وقد حدد الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم عنوان الاسبوع لهذا العام 1423هـ «2002م» ليكون عن «القاموس الإشاري ومكانته في التواصل الإنساني»، ذلك ان الاتحاد العربي الذي نجح في توحيد الابجدية الإشارية بكامل حروفها وحركاتها، قد نجح ايضا في توحيد الإشارة بالأرقام بأعدادها وكسورها ورموزها الحسابية، ثم اتجه الى توحيد لغة الاشارة الوصفية التي تحمل المعاني والأفكار وتعبر عن خلجات الشخص الأصم بحركات إحدى اليدين او كلتيهما، مع تعبيرات الوجه والشفاه، وقد تم تحديد الإطار العام والضوابط والشروط التي ينبغي اتباعها عند استخدام الاشارة لتكون واضحة وقادرة على اعطاء المتلقي او المستقبل لها المعنى المراد إيصاله بأقصر الطرق واقل الحركات وابرز الصفات للشيء الموصوف، وبفضل تعاون الصم أنفسهم في البلاد العربية وعدد من المختصين العاملين معهم وخاصة التربويين من معلمين ومشرفين ومديرين ومسؤولين، ثم بفضل جهود الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم الذي عمل منذ اكثر من عقد من الزمان على جمع عدد كبير من الإشارات الوصفية من كل دولة، وتعاونه مع الأمانة العامة للجامعة العربية تم إنجاز الجزء الأول من الإشارة الوصفية، الذي اشتمل على توحيد أكثر من ألف كلمة إشارية، وتكفلت جامعة الدول العربية ممثلة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مشكورة، بطباعته وتوزيعه من قبل الاتحاد العربي على الجهات المعنية والجمعيات والأندية المسجلة لديه، وما زالت الحاجة ماسة الى تكثيف الجهود لمواصلة السير في هذا السبيل، آملين ان نرى تطوراً سريعاً بحيث يتم ما يلي:
1- توفير هذا القاموس العربي الموحد في المكتبات العامة وفي المكتبات التجارية وفي الشبكة المعلوماتية «الانترنت» وعلى أقراص حاسوبية.. الخ.
2- عقد ندوات وورش عمل تدريبية لكل من يرغب تطبيق القاموس الإرشادي العربي الموحد وخاصة المعلمين والمترجمين وأولياء الأمور والمختصين وأصدقاء الصم.. الخ.
3- البدء في إعداد الجزء الثاني وتوحيد الاشارات اللازمة في ميدان التعليم والتدريب والتوظيف ومختلف العلوم العامة.
4- استثمار حماس الأشخاص الصم والمتعاونين من العاملين الذين ساهموا في إعداد الجزء الأول لمواصلة العمل على إعداد الأجزاء القادمة مع اضافة عدد آخر من مثقفي الصم، والمترجمين المتميزين في البلاد العربية.
5- الممارسة والتطبيق العلمي لتلك الاشارات في جميع الدول العربية سواءً في المدارس او المعاهد او في برامج التليفزون.
6- تكوين لجنة أو مجلس بالاتحاد العربي لمنح شهادات للمترجمين المعتمدين في مجال الاشارة والدول العربية، كما يمكن لكل دورة ان تعمل على إعداد برنامج وطني لذلك تشرح بموجبه للمتميزين في هذا المجال للحصول على شهادة الاعتماد من الاتحاد العربي للهيئات العاملة لرعاية الصم، على ان تنعقد اللجنة او المجلس مرة على الأقل كل عام وان يدفع راغب الحصول على الشهادة رسوماً يتم تحديدها بمعرفة اللجنة العلمية بالاتحاد.
هذا ويجب الاشادة بدور المملكة ودعمها لهذا المشروع وتأييده في اروقة الجامعة العربية والمساهمة في توفير المتطلبات اللازمة له، ومشاركة عدد من الصم المثقفين وعدد من المعلمين والمشرفين التربويين السعوديين في جميع مراحل المشروع، فقد كان لهم دور قيادي في ورش العمل والترجمة وغير ذلك، كما تم تبني كثير من أفكارهم واقتراحاتهم وكان لحضورهم تأثير في اختيار أنسب الاشارات المناسبة، اضافة الى ان المملكة عضو مؤسس للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، ولها عضوان في مجلس الإدارة أحدهما نائب رئيس الاتحاد، والآخر من الصم المتميزين، وتحرص المملكة على تسديد التزاماتها وخاصة الرسوم السنوية في حينها، وقد لفتت المملكة انتباه العالم العربي ببرامجها التي تطورت وتقدمت ورفعت من مستوى الأشخاص الصم تعليماً وتأهيلاً وتوظيفاً ورعاية مما جعلها محل تقدير الجميع، وفي كل عام تحرص الجهات المعنية بالدولة وفي مقدمتها وزارة المعارف على المشاركة في فعاليات الاسبوع العربي للصم حيث ان معالي وزير المعارف يقوم بتوجيه إدارات التعليم وإبلاغ الجهات المعنية من وزارات وهيئات إلى المشاركة الفاعلة، وعمل النشاطات التي تتمشى مع عنوان وموضوع الاسبوع العربي للصم.
وفي الختام ارجو ان يكون اسبوع الصم هذا العام حافلاً بنشاطات متميزة في معاهد الأمل للبنين والبنات وبرامج العوق السمعي التي تحتضنها مدارس التعليم العام، وفي مراكز السمع والكلام، ومراكز التدريب المهني، والتأهيل الطبي والجامعات ذات العلاقة وان تعمل الجامعات والكليات على تدريس لغة الاشارة ووسائل التواصل المختلفة وفتح ذراعيها لاستقبال الشباب الصم الذين يجاهدون بصمت للقبول في الجامعات، ويطمحون الى المشاركة الفعالة في عجلة التنمية التي تعيشها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله جميعاً ورعاهم وسدد على طريق الخير خطاهم-، والله الموفق.

* الأمين العام للتربية الخاصة بوزارة المعارف
نائب رئيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved