Wednesday 29th May,200210835العددالاربعاء 17 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأرقام العربية الشرقية عربية أصيلة تطورت عن أصول هندية الأرقام العربية الشرقية عربية أصيلة تطورت عن أصول هندية
د. ابراهيم محمد الحارثي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين وبعد:
يثار الجدل بين الحين والآخر حول الأرقام العربية والأرقام الأوروبية وما يكاد يخبو هذا الجدل حتى يظهر من جديد. لقد عشنا معركة الأرقام العربية والهندية والغبارية في بداية السبعينيات من هذا القرن وكانت الحجة التي يدافع بها أنصار الأرقام الأوروبية حينذاك أن الحاسوب (الحاسب الآلي) لا يفهم الأرقام العربية، وأن الأمة العربية إذا ارادت التقدم واستخدام الحاسوب فلا بد لها من نبذ الرقم العربي واستعمال الرقم الأوروبي. ولم يمض الا يسير من الوقت حتى ظهرت برامجيات الحاسوب بالرقم العربي وبالحرف العربي كذلك. فلما تهاوت تلك الحجة الواهية بحثوا عن حجة اخرى مفادها أن الأرقام الأوروبية هي أرقام عربية اصيلة وان الرقم العربي هو رقم هندي.
ولذلك آن الأوان للعودة إلى الأصالة العربية ونبذ الرقم الهندي واستخدام الرقم الأوروبي. وقد دعموا رأيهم هذا ببعض التبريرات غير المنطقية، منها ان الصفر العربي نقطة ويسهل تزويره، بينما الصفر الاوروبي دائرة يصعب تزويرها!! ومنها أن الرقم الاوروبي عربي في الأصل وانهم يسمونه في اوروبا الرقم العربي.
وقد انجرف عدد من المثقفين وبعض المؤسسات وراء هذه الدعوى، مما احدث شرخاً ثقافياً في البنية الثقافية للمجتمع لابد من معالجته قبل ان يتسع، وقبل ان يتفاقم الأمر ليصل إلى الحرف العربي، ومن ثم إلى اللغة العربية نفسها، ومن ثم الى الاستلاب الثقافي، وبتر حاضر هذه الأمة عن ماضيها، وقطع الصلة بين المجتمع العربي الاسلامي وجذوره الثقافية العريقة. مما يجعل أجيال هذه الأمة نهباً للثقافات الدخيلة، والأفكار المستوردة، وغنيمة سهلة لأعداء العروبة والاسلام.
ان الأمر ليس بهذه السهولة. ويحتاج منا الى وقفة تأمل وتفحص للموضوع من جوانبه المختلفة جميعها.
وقد توصلنا في البحث الى ما يلي:
1- لا يعترف الاوروبيون بأن أرقام ذات اصل عربي، ويرفضون تسميتها بالأرقام العربية أو حتى الأرقام العربية الهندية. بل يصرون على أنها ارقام أوروبية.
2- الأرقام العربية الشرقية هي أرقام عربية اصيلة تطورت عن أصول هندية بطريقة تلائم طبيعة الحرف العربي الانسيابية.
3- لا توجد سلسلتان من الأرقام احداهما هندية والأخرى غبارية بل توجد سلسلة أرقام عربية واحدة تطورت في بغداد في زمن أبي جعفر المنصور وهارون الرشيد والمأمون وكتبت على شكلين: رأسي وهو الشكل السائد في البلاد العربية والاسلامية المشرقية. وأفقي وهو الذي ساد في الأندلس والمغرب الأقصى ثم انتقل الى أوروبا وعنه تطور الرقم الأوروبي الحديث.
4- اطلق على الارقام العربية المطورة الارقام الهندية تارة باعتبار مصدرها، والأرقام الغبارية تارة أخرى باعتبار طريقة استعمالها. فالأرقام الغبارية هي نفسها الأرقام الهندية وهي نفسها الأرقام العربية المشرقية أو المغربية.
5- ان الدول العربية التي اخذت بالرقم الأوروبي لم تقف عنده بل أخذت الحرف الأجنبي كذلك، لأن الرقم الأوروبي لا ينسجم مع الحرف العربي. فأخذت الحرف الأجنبي لتحقق الانسجام وهي مقدمة لأخذ اللغة الأجنبية ونبذ اللغة العربية.
6- ان الدعوة الى تغيير الأرقام العربية السائدة واخذ الأرقام الأوروبية باعتبارها ذات اصل عربي دعوة مشبوهة تثير فتنة نحن في غنى عنها.
* ملحوظة مهمة:
ولقد سبق لهيئة كبار العلماء السعودية ان أفتت في هذه المسألة وابدت بقاء أرقامنا العربية المشرقية وعدم الاخذ بالارقام الاخرى.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved