لا تكاد تخلو مؤسسة أو دائرة سواء أكانت حكومية أم تجارية من إنتاج المعلومات والمساهمة في صناعتها.
وتصدر هذه المؤسسات والدوائر أعدادا هائلة من أوعية المعلومات مثل التقارير السنوية، الإحصاءات، الأدلة، والنشرات المختلفة، إضافة إلى الكتب وغيرها من أوعية المعلومات المختلفة، وأحيانا أشرطة مسموعة أو مرئية، علاوة على ذلك فقد يكون جزء من هذه المعلومات انتج بلغات غيرالعربية، ولكنها صدرت عن مؤسسات عربية، يضاف إلى ذلك أن هذه المعلومات لا يجمعها مكان واحد فقد تكون في منطقة الوسطى، وقد تكون في الغربية أو الشرقية أو أي بقعة من بقع العالم العربي، وعندما يريد باحث ما مراجعة المعلومات ذات العلاقة بموضوع بحثه فإنه يجد الصعوبات الجمة من أجل الظفر ببعض هذه المعلومات.
وقد يجد بغيته، وفي أحيانا كثيرة يرجع، كما يقال، خالي الوفاض، ومع مرور الزمن وتتابع الأيام تتراكم المعلومات ويصعب الرجوع إليها، ويصبح وجودها كعدمها؛ وبهذا تفقد المعلومة أو تقل إن لم تعدم الإفادة منها على الرغم من أنه تم إنتاجها من قبل، ونشرها وبثها آليا أو ورقيا.
وبسبب عدم التبويب والتنظيم صعب الوصول إلي تلك المعلومات عند الحاجة إليها، ولن يكون هناك كبير فائدة من هذه المعلومات ما لم تضبط وترصد وتنظم تنظيما دقيقا يكفل سهولة حفظها واسترجاعها عند طلبها، إن هذا الهدر المعلوماتي الناتج عن قلة الضبط الوراقي له أضرار اقتصادية كبيرة على مستوى الأفراد والجماعات، فالضرر مشترك من قبل منتج هذه المعلومة، ومن قبل المستفيد منها، والتي نظرالغياب رصدها وتسهيل سبل الإفادة منها قد تنتج من قبل آخرين ليسوا على علم بوجودها، وهذا هدر للمال والوقت وتكرار لما سبق عمله، وهذا الأمر يعرفه من له أدنى صلة بالمعلومات وسبل الإفادة منها.
وزاد من تعقد المعلومات وتدفقها ظهور الإنترنت وكثرة انتشارها، والذي صعب معه التحكم بهذه المعلومات، على الرغم من المحاولات الجادة والعلمية والعملية بهذا الخصوص.
إن المتابع لما ينشر في هذه الشبكة يلحظ نموا مطردا وسيلا جارفا من المعلومات يتم إنتاجه وإتاحته كل يوم عبر هذه الشبكة العالمية،
إن الحاجة جد ماسة لتنظيم هذه المعلومات وتبويبها وتصنيفها من أجل أن تكون مثمرة وفاعلة، هذا التبويب والتنظيم يجعل المعلومة طيعة وفي متناول اليد حينما يحتاج إليها من أجل توظيفها التوظيف الأمثل، واستثمارها الاستثمار الصحيح،
ومن أجل هذا كله اهتمت المؤسسات المعنية من مكتبات ومراكز معلومات وغيرها بالمحافظة على المعلومات ومحاولة رصدها وتنظيمها، وحاولت مؤسسات عدة المساهمة في ضبط المعلومات ومحاولة السيطرة عليها وعلى تدفقها، ولا تزال الجهود تبذل، وهذا لا يعني أننا لسنا بحاجة لمزيد من وسائل ضبط وتدفق المعلومات، بل الحاجة جد ماسة، ونحتاج لجهود وطنية ومؤسسية من أجل التكاتف في هذا المجال، خصوصا ونحن في بداية طريق ضبط المعلومات ومحاولة السيطرة عليها في هذا العصرالذي تنامى فيه نشر وبث المعلومات عبر وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت وغيرها بشكل لم يحصل له مثيل في تاريخ الإنسانية المديد،
mstayyar@hotmail،com |