|
|
|
«الله يعدي هذه الليلة على خير»، قالها وهو يشرب فنجان القهوة العربية الرابع والخمسين، عدها فنجانا فنجانا، تركض في جوفه المغلي واخذ يحدث نفسه، بعد هذا وجب التوقف، اصلا هو يعشق السهر بقهوة عربية او غيرها، لماذا ينام اصلا؟! ولو رأى الناس ما رأيت من حلم ليلة البارحة ما كان يأتيهم النوم ولا رف لهم جفن، دبابات مكتملة الحواس وصواريخ ذكية ترى وتدرك وتحس ومروحيات اخطبوطية تلتف حول الجهات الست ورصاص دموي يغطي الكون، لم يفكر فيها مسلم ابدا ابدا ابدا، تخترق الجدران تدك البيوت الواحد تلو الآخر كحبات «دومينو» تهاوت في جنون، والنساء ثلكى، المعوقون والمسنون يستنجدون، يا عررررب تتحشرج اصواتهم ينزفون بين الجدران المطبقة، يستجدون ذرة اكسجين، ورصاص «دم دم» ينخر اجساد اطفال غضة، وسحب حمراء تغطي الكون الغافي، ورجل منكفئ على ابنه، يصحي «الولد بيموت يا اخوان، الولد بيموت يا عالم» ونصائح تأتي من قمر يتبختر وسط الكون «هذي مدخلات رجل السلام.. شالوم عليكم وعليكم شاروم» اتى صوت متهكما: «هو نفسه لا يصدق ذلك»، شفت حفيد سيدي اسماعيل ركضت عليه دبابة «شالوم شاروم» اكثر من اربع وخمسين مرة، المتسربل بدمه صاحي والصاحي نايم، يا ويلي الدور جاييني عدل، اخذت اقرأ «آيات وآيات..» طأطأت رأسي جثوت على ركبتي، جادت المآقي بآخر ما عندها، تعطنت لحيتي على صدري، ظل الفأس فوق الرأس.. يا الهي.. اصحي يا مدن يا قرى يا سهول يا بحار يا حجر يا أممممم .. طرق مسمعه اذان الفجر، تعوذ، ردد مع المؤذن، تحرك، ترك فنجان القهوة فارغا. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |