Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أنا..وبعضهم..والحقيقة..!!.. أنا..وبعضهم..والحقيقة..!!..

يقول في مرافئه..
بهيٌّ ان تنسجم العاطفة والعقل في شراع واحد..
هنا..
تكون الرؤية اكثر تألقا.. والرأي اوفر إحكاماً..؟..
* * *
كلمات تلامس فيني بياض الجرح..
أقرأها فينثال المي وألوم نفسي انا الحالمة التي تسير فيني العاطفة جبروت العقل..!!
منذ وعيت جنون الكتابة وانا اسيرة حبري.. ما ان انكفىء على درس من دروسي او طارىء من مشاغلي حتى ينازعني القلم شجوني فينتزعني طائعة مستسلمة .. تغيب لذة البوح في اعماقي صوت العقل وانسى الدرس والناس إكراساً للورق..!!
كثيرا ما اعتزلت المناسبات لأنادم الحرف.. واغلقت الكتاب لاسطر خاطرة.. واحتملت العلقات الساخنة من معلمتي لانني اهملت الواجب انشغالا ببلورة رأي او فكره..!!..
كنت اضيق بالخطوط الحمراء التي يفرضها الواقع واجنح دوما للخيال.. احب ان اكون شعلة من نشاط دون قيد او التزام.. لذا اذكر اني في الصف الخامس استلمت ورقة امتحان الانشاء فلم يرق لخيالي موضوعها.. فتآمرت وقلمي على استغفال الجميع..!!
بدأت من حيث ارادوا وانتهيت حيث اردت.. وكانت النتيجة درجة متدنية اثارت ضجة واسعة في محيط عائلتي...!.
منذ ذلك اليوم نسيت امر الاستغفال ولم أنس التمرد.. اصبحت اهرب من كل شيء الى اوراقي اتجاهل الحاح والدي ووالدتي واوكل امر الدراسة الى ذكائي المطمئن فاكتفي بنجاح باهت دون استذكار..!!..
كان هوس استنطاق الاسطر عندي لا يضاهيه هوس وبرغم يقيني ان الكتابة حين تدير رؤوسنا عن الاهم تصبح داء علاجه كسر القلم واعتقال الحرف.. الا انني زهوت بدائي..
المرة الاولى التي غيَّب فيها صوت العقل اغراء العاطفة .. كان في اولى عتبات الجامعة يوم اخترت التخصص العلمي رغم انف الكتابة.. وليتني ما فعلت.
يومها استأسد عقلي ليضعني بين فكي قسم لا يجدي فيه الذكاء دون متابعة واهتمام وقلم لا يثنيه عن شغبه توسل مستقبل ولا صحوة ضمير فكنت الجانية المجني عليها..
اتجاوز مرحلة واتعثر اخرى..
واظل كلما فتح الرفاق مذكرات الدرس انكفىء على قصة او رواية حتى يحاصرني الوقت فاذا فتحت مذكراتي ملأتها شعرا وذيلت اوراقها بخواطري.
وما زلت حتى اليوم.. كلما صحوت على عثرة رميت قلمي الى المدى الابعد عازمة على التحرر من غواتيه والتطلع للامام.
فاذا غمرني الحنين.. غافلت عزمي وعدت اليه والى اوراقي اجمعها وارتبها واتأمل سطورها باكبار كما يتأمل الصائغ قطع الماس.. فينسحب عقلي من هذه المهزلة العاطفية ويعود الى مكمنه تاركا لي جنوناً اكبر..
في زماننا الموبوء هذا اختلف مفهوم القرابة عند البعض اقول البعض لا عدمت الطيبين من احبابي..
اصبح القريب يحاسبك على الدعوة قبل ان يهنئك بمناسبتها.. ويسأل عنك فضولاً اكثر مما يسألك حرصا ومحبة.. ويصلك اذاه اسرع من نفعه.
الغريب..
انه لا يدعو لك الا اذا الم بتفاصيل تفاصيل مصيبتك بينما يقاطعك دون هوادة ولا تروٍ قبل ان يلم بتفاصيل عذرك..
والاغرب..
انه يتواصل من خلفك اكثر مما يتواصل معك.. فلا تعجب ان علمت انه سأل عنك هذا وهاتف ذاك وزار تلك سعيا وراء اخبار لا يجهلها لكنه يطمع بمعرفة المزيد عنها والالمام بأكبر قدر منها.
وبرغم ان في نفسك من شيم الكرام ما يمنعك من مجاراته في الركض وراء اخباره التي تفوح رائحتها في كل مكان.. الا انه لا يخجل من تطفله .. ولا يكرم فيك احترامك لخصوصياته..
فان فاض بك الكيل واردت ان تثبت له كيف ان الخوض فيما لا يعنيه ضرب من الدناءة فسألته عن بعض ما يخصه.
ستضحك طويلا في سرك حين ترى امامك صنما شده التفكير.. لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم..
حقا بعض البشر كالشرر لا جمرٌ فتطفئه .. ولا رماد فتسلم منه..
فاصلة:
احيانا تكون الكتابة فيض بوح او ترجمة خاطر.. واحيانا تكون سلاح المحترمين في زمن اللا احترام..
للكاتب حمد القاضي في زاويته مرافىء

غادة المديهش / الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved