(1)
نشأت في بيئة ريفية.. ملابسها رثة.. لا تملك حتى مشطا لشعرها لا تعرف أي شيء في حياتها ولم تسمع ذات يوم عن المدينة.. اهلها بسطاء وهي وحيدتهم من بين خمسة اخوة..
صباح جديد.. تفز من فراشها.. اسراب الحمام تملأ سطح غرفتها.. تنطلق مسرعة تحمل زادها وقربة الماء.. وتسير.. لا يوجد برفقتها سوى قطيع من الأغنام والأبقار.. ساعة .. ساعتان.. حرارة الشمس ترتفع.. يزداد لهيبها .. وجهها الطفولي يحترق.
(2)
كبرت.. عمرها وصل للخامسة عشرة.. ازدادت جمالا.. حلمها الكبير لا يزال يكبر في داخلها.. الزواج.. الاطفال ولكن من الذي سيرضى بامرأة لا تعرف اي شيء سوى رعي الاغنام.. لم تيئس.. ومضت تفكر في حلمها.
(3)
صدفة غريبة.. لم تصدق بأنها سترحل للمدينة .. رحلت ... وصلت.. هناك شهقت شهقة طويلة من هول ما رأت.. لم تكن تعلم بأن هذه هي المدينة لم تشاهد البنايات سوى مرة واحدة فقط.. في حلمها لا تزال فاطمة في دهشة.
(4)
حياة جديدة بدأت.. انقضت سنتان.. واخيرا تقدم شاب لخطبتها لم تمانع .. بل وافقت على الفور.. قالت في نفسها: هل هذا معقول واخيرا سأتزوج.. الحمد لك يا رب.
مرت الأيام سريعة.. اليوم الموعود.. فاطمة في اجمل حلتها.. تقدمت بخطى حذرة.. صعدت للمسرح وجلست.. اقترب منها فارس احلامها وامسك بيدها.. ألبسها الشبكة.. فجأة انطلقت رصاصة غادرة من بين الحضور واستقرت في جسدها النحيل.. الدماء تنزف.. رحلت بهدوء وحلمها لم يكتمل بعد..
|