Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رياض الفكر رياض الفكر
وسائل الدعوة .. في معرضها الثالث
سلمان بن محمد العُمري

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً علياً رضي الله عنه: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم»، والدعوة في الإسلام هي روحه وجوهره، وقد عرف المسلمون منذ البدء أهمية الدعوة الى طريق الحق والصراط المستقيم، يقول جل من قائل:{وّمّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى پلَّهٌ وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ پًمٍسًلٌمٌينّ} [فصلت: 33]
لقد تعددت وسائل الدعوة بمرور الأيام وتعاقب الأزمان واختلاف البقاع وتنوع البلدان، ولكن الجوهر بطبيعة الحال واحد، والهدف النبيل لم يتغير بإذن الله، ولكن ما يتغير عادة هو الوسائل والطرق آخذة على الدوام بجديد الحضارة وحديث التكنولوجيا وما شابه ذلك، ولهذا لا عجب إن رأينا التطور المستمر على وسائل الدعوة، والتي على الدعاة لله أن يواكبوها، كي لا يسبقهم العصر، وكي يكونوا على الدوام في الطليعة، تلك الطليعة التي تدعو الى الخير وطريق السعادة في الدارين.
إننا نشاهد تطورات لم يسبق لها مثيل على صعيد العالم، وهذا التقدم الذي تمثله تلك التطورات من السرعة بمكان بحيث لا مجال إلا للعمل الجاد الدؤوب بعيداً عن الغفلة والسكون، فبادئ ذي بدء يجب إعداد الداعية حسب الأصول الشرعية المتعارف عليها بحيث يكون متمكناً من عمله الشرعي حافظاً لكتاب الله تعالى عارفاً بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. سالكاً منهج سلف الأمة سائراً على سننهم، وتتوافر فيه صفات الداعية الأخرى الثقافية والاجتماعية واللغوية والشخصية والسلوكية، ومن ثم يتم تثقيفه بعلوم الدنيا الضرورية لنجاحه وذلك حسب المجال الذي سيعمل فيه، وحسب المكان، وحسب الأشخاص الذين سيتوجه إليهم، وبعد ذلك يتم تسليحه بوسائل العصر التي تساعده على الإيصال والتواصل من علوم ومعارف ووسائل إعلام وكمبيوتر وإنترنت وما شابه ذلك.
إن اجتماع ما سبق مع توافر العزيمة والنية الصادقة يؤديان بإذن الله لنجاح الداعية الى الله.
أقول ذلك بمناسبة إقامة المعرض الثالث لوسائل الدعوة الى الله في الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول الجاري في مدينة الرياض، عاصمة المحبة والنور، العاصمة التي لم تكن يوماً إلا للإسلام والمسلمين، ولم تكن إلا صورة عن التطبيق الناصع للشرع في أرض الله.
يأتي المعرض ضمن سلسلة المعارض التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في جميع مناطق المملكة وبشكل دوري بهدف تعريف زوار المعرض من مختلف فئات وشرائح المجتمع سواء المواطنين أو الضيوف بوسائل الدعوة التي تساعدهم على أن يكونوا دعاة الى الله على بصيرة، وإبراز الجهود التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال الدعوة الى الله.
إن من أهداف المعرض تعريف الناس بتلك الوسائل وحديثها وجديدها، والتشجيع على الاستفادة منها وبيان كيفية ذلك مع إبراز جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيق الفائدة القصوى من تلك الوسائل، وكذا التعريف بمختلف الوسائل المتاحة وطرق استخدامها بما يتناسب مع الظرف المقصود.
يعتبر هذا المعرض الثالث بعد المعرض الأول الذي أقيم في المنطقة الشرقية على ضفاف مدينة الدمام، والثاني في الساحل الغربي في عروس البحر الأحمر جدة.
إن هذه المعارض الدعوية المباركة تأتي أهميتها من الحاجة الفعلية الى التجديد في وسائل الدعوة مع استخدام التقنيات وكل ما تصل اليه اليد والفكر والعقل من طرائق سليمة للوصول لقلوب وعقول الآخرين، إنه لمن الأهمية بمكان أن يبادر الدعاة أنفسهم الى الإفادة من تلك الوسائل الحضارية الحديثة.
إنها فرصة للتأكيد على ضرورة مشاركة وحضور الدعاة والوعاظ وكل المهتمين من طلبة العلم بالدعوة ووسائلها، وذلك للإفادة من الجديد الذي سيجدونه بإذن الله في كل معرض من هذه المعارض الطيبة.
لقد قطعت المملكة ولله الحمد خطوات كبيرة في نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة النقية التي تعتمد على الوسطية البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف، ولا بد من ترسيخ هذا المفهوم لدى الناشئة والشباب وتوظيف الوسائل الدعوية بأقصى إمكانياتها لتحقيق هذا الهدف الأغلى.
ومما لا شك فيه أن المملكة وفرت ولله الحمد كافة الإمكانات المادية والبشرية في داخل البلاد وخارجها من أجل نشر الدعوة وتأهيل الدعاة وإيصال كلمة الحق لكل أصقاع المعمورة ومختلف الأرجاء بعدت أم قربت.لا بد لنا في سياق حديثنا عن الدعوة ومعارضها ومكانتها التي لا تخفى على أحد أن نؤكد على دور هو الأساس في هذا المجال وهو أن كل واحد منا راع وكل راع مسؤول عن رعيته، وسلوك الفرد الصالح هو بحد ذاته دعوة، ومن هنا ينبغي التأكيد على دور كل منا كأفراد وعلى دور كل أسرة، وحتى المرأة والطفل في هذا المجال الذي يفيض خيراً، وما توفيقي إلا بالله.

وزير الشؤون الدينية الجزائري لـ الجزيرة
توسعة الحرمين ستبقى شاهداً على الحكمة والرشاد للملك فهدوالرغبة في خدمة الإسلام والمسلمين

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved