Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عالم الأسنان عالم الأسنان
قفزات تنموية في عهد الوفاء

بادىء ذي بدء نسأل الله العلي القدير ان يديم عز هذه البلاد وكافة بلاد المسلمين وأن يحفظ لنا ولاة الأمر وأن يكفيهم ربنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأسأل الله أن يوحِّد كلمتهم على الوجه الذي يرضيه انه على كل شيء قدير.
إنها لفرصة ليتحدث الانسان بها عن نعم الله وان يشكر فضله من خلال الاشارة الى بعض المنجزات التنموية التي كان وراءها دعم متواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه. ومن باب التخصص فيطيب لي ان أعرج دون اسهاب وألمح دون تفصيل عن القفزات الهائلة في مجال صحة الفم والأسنان بالمملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين. ولنبدأ جولتنا هذه بذكر توليه ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم في العام 1402هـ والتي كانت قريبة من تخريج أول دفعة من أطباء الأسنان السعوديين من جامعة الملك سعود وكانت إذ ذاك كلية طب الأسنان الوحيدة بالسعودية، ولاحساس المسؤولين بحاجة هذا البلد الطيب الى توفير عدد أكبر من خريجي أطباء الأسنان وبتوجيهات من خادم الحرمين تم افتتاح كلية طب الأسنان أخرى وكانت بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة في العام 1407هـ ولحقها كذلك افتتاح هذا التخصص بجامعة الملك فيصل ولتكمل ثالثة الأثافي في منظومة كليات طب الأسنان بالمملكة.
ولما كانت هناك حاجة لوجود الكوادر الفنية المساعدة لأطباء وطبيبات الأسنان فقد تم افتتاح أقسام تابعة للمعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة ولتبدأ بتفريخ أعداد من فنيي وفنيات صحة الفم والأسنان والمعامل المتخصصة لهذا المجال. ثم جاءت النظرة التطويرية لتوفير كوادر فنية بتأهيل علمي راق وليصدر القرار بتحويل المعاهد الصحية الى كليات صحية لقبول الطلاب من الحاصلين الى شهادات المرحلة الثانوية فقط وكان ذلك في العام 1415/1416هـ.
ولم تقف تلك القفزات خلال تلك الفترة الوجيزة على مرحلة البكالوريوس أو ما دونها، بل تعدتها الى تأهيل أطباء الأسنان الى مستويات علمية عليا وليتم تنظيم برنامج الماجستير في كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود وليضم في برامجه المختلفة أطباء وطبيبات أسنان وليخرج لنا نخبة من المتخصصين في هذا المجال، ولم يكن ذلك آخر المطاف، بل جاءت بعدها قاصمة ظهر الحاسدين وقرة عين المخلصين وليرى النور حديثا برنامج الزمالة «البورد السعودي» في طب الأسنان ليضم في طياته الآمال لبزوغ فجر جديد في عالم الأسنان السعودي، وليعد هذا البرنامج المنظمين فيه ليصبحوا بقدرات علمية وفنية مؤهلة للحصول على مرتبة الطبيب الاستشاري.
وتعبيرا عن النظرة الشمولية ولرغبة ولاة الأمر في إيصال الخدمة الصحية الراقية الى شريحة مجتمعية أكبر ولمساندة برامج الكليات الأكاديمية فقد جاءت التوجيهات لتثمر عن انشاء معهد الأمير عبدالرحمن للدراسات العليا في طب الأسنان في العام 1419هـ تحت اشراف الادارة العامة للخدمات الطبية بالقوات المسلحة لتدريب أطباء وطبيبات الأسنان في مجال طب الأسنان العام المتقدم.
وبعد تلك السطور عن التعليم والتدريب في هذاالمجال وقفزاته في عهد خادم الحرمين الشريفين، دعونا نبحر قليلا في الحقول التطبيقية لهذا التخصص، ولنقول انه من المعروف ان معيار الرقي في الرعاية السنية يتضمن الجزأين العلاجي، والوقائي فكما ان معدل انخفاض مستوى تسوس الأسنان والتهابات اللثة وغيرها يعتبر مؤشر نجاح العنصر الوقائي، فإن معدل الاستفادة من الخدمات العلاجية وعلاج المشاكل الصحية للأسنان مؤشر لوجود وتوفر خدمات علاجية جيدة، كما أنها مؤشر لعنصر الوعي لدى المجتمع المنبثق عادة من جهود المتخصصين والواقع يشهد الأعداد المتنامية من عيادات وأقسام الأسنان المفتتحة في شتى القطاعات الحكومية وفي مختلف أرجاء مملكتنا واسعة الأطراف سواء كانت التابعة لوزارة الصحة الحامل الرئيسي لبرامج تقديم العناية الصحية أو تلك العيادات والمراكز الصحية التابعة للقطاعات الصحية المختلفة سواء التابعة لوزارة الدفاع أو الحرس الوطني أو الجهات التعليمية أو وزارة الداخلية غير المستشفيات الجامعية. ومن باب الرعاية الوقائية في هذا العهد نشير الى تلك الحملات الوقائية المكثفة في مجال صحة الفم والأسنان التي بدأت بتسييرها وزارة الصحة بالتعاون مع ادارات الصحة المدرسية بالجهات التعليمية والتي انصب تركيزها على أهم شريحة ألا وهم طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية كفئة مستهدفة رئيسية دون نسيان للفئات العمرية الأخرى، ولعل ذلك كان بدءا من عام 1407هـ، ثم تم تفعيل البرنامج بشكل أكبر في العام 1415/1416هـ وليأتي بحملات أكثر تركيزا وأكثر شمولا وليعم كافة فئات المجتمع عموما مع التركيز مرة أخرى على طلاب وطالبات المدارس خصوصا. وتم فيها اقامة العديد من المهرجانات والكرنفالات الصحية ذات الطابع الاجتماعي الجذاب والتي استخدمت لبث رسائل التوعية الصحية السنية للعناية بالأسنان كما تم فيها ولأول مرة التطبيقات لمادة الفلورايد الوقائية على أسنان الطلاب ولتشارك فيه جميع الجهات الصحية دون استثناء سواء من القطاع العام أو الخاص. وكوّن لمتابعة هذه الفعاليات المتميزة اللجان الصحية الوقائية في مختلف المناطق موصولة باللجنة الرئيسية تحت اشراف قسم الأسنان بوزارة الصحة وبمسمى «لجنة طب الأسنان الوقائي» والتي ضمت ممثلين من مختلف القطاعات الصحية. ولوجود الرغبة في ان تكون تلك الحملات ذات أهداف منظمة وسير عمل موحد ولتصبح خطواتها مستمرة ان شاء الله فقد نبعت فكرة الأسابيع الصحية السنوية لرعاية الأسنان التي بدأت منذ عام 1420هـ وخلالها تشارك القطاعات الصحية المختلفة في صب جام رسائل الوعي الصحي بأشكاله المختلفة من محاضرات ومسابقات وندوات ومهرجانات متكاملة.
هذه لمحة سريعة عن هذا المجال وتطوراته المتلاحقة خلال عشرين عاماً من الدعم والتشجيع والحرص على تقديم الخدمات الصحية المثلى لأفراد هذا البلد المعطاء ولتسطر هذه المسيرة وعلى مرأى التاريخ قفزات متتالية وفي حقبة زمنية قياسية وليكون ذلك من المسؤولين عنوان الوفاء في عهد الوفاء.

د. ماجد بن عبدالله المنيف
أخصائي طب أسنان المجتمع /تعليم البنات

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved