الإجازة على الأبواب.. فماذا أعددنا للشباب

في نهاية شهر ربيع الأول 1423هـ تقريباً تنتهي الاختبارات العامة في التعليم العام والجامعات ويحصد الطلبة والطالبات ثمار جهودهم طيلة عام دراسي مضى إيجاباً وسلباً. وتستريح البيوت من متاعب الصباح والمساء في تجهيز الأولاد وايصالهم الى مدراسهم واعادتهم منها. وتهدأ تقريباً حركة السير في المدن الكبرى ويستقبل الطلبة والطالبات الاجازة الصيفية التي تستمر قرابة ثلاثة شهور .. فماذا اعددنا لهم لتكون اجازتهم سعيدة ومفيدة مليئة بالايجابيات التي تعود عليهم وعلى اسرهم ومجتمعهم بالخير العميم بعيدة كل البعد عن السلبيات الضارة التي تعج بها المجتمعات وتروجها القنوات والفضائيات التي عبرت الحدود ودخلت اسوار البيوت بلا استئذان.. تتلقفهم وتستهدفهم صباح مساء تعرض عليهم نماذج عفنة مما يجري في الشرق اوالغرب من الفساد الخلقي تستدرجهم بالمغريات الكاذبة والصور الخليعة التي تكتظ بها أماكن الفسق والدعارة فيعكفون أمامها ويقضون جل وقتهم معها ويهجرون منازلهم ليلاً ونهاراً بل يهجرون مساجدهم واماكن عبادتهم للوقوف امام أصنام البشر ومغريات المادة الزائفة فلا تنتهي الاجازة الا وقد فقدنا اعداداً كبيرة من شبابنا اختاروا درب اللهو والانحراف ضاربين بعاداتهم الحميدة وقيمهم الرشيدة عرض الحائط.
ان واجبنا عظيم ومسؤوليتنا كبيرة للوقوف بحزم أمام هذه الهجمة الاعلامية الشرسة التي تستهدف الدين والخلق وهما ثمرة رأس المال للانسان.
إن الشباب بحاجة الى شغل أوقات هذه الاجازة فيما يفيد ولن يتم ذلك الا بتضافر الجهود واستشعار الجميع للمسؤولية تجاه ابنائهم جماعات وأفرادا وعلى المستويين الرسمي والشعبي.
فعلى الجهات الحكومية تقع المسؤولية الأولى في اتاحة الفرص للشباب والطلاب للعمل خلال هذه الاجازة وفي ايجاد المراكز الصيفية في المدن والقرى الكبيرة وفي التجمعات السكانية المختلفة وفتح المراكز التربوية ومراكز الاحياء وتكثيف الرحلات والزيارات الطلابية داخل المدن وفيما بينها والى الاماكن المقدسة وعقد الندوات والمحاضرات وتنفيذ البرامج الرياضية والتثقيفية والاجتماعية الهادفة التي تستهدف الشباب وتركز على الجوانب الأخلاقية والتربوية.