مونديال القرن الجديد جاء وليس هناك جديد على خارطة الدول المشاركة.. الجديد الذي يضيف ويؤثر إذ لا زالت دول من أمريكا اللاتينية وأوروبا هي المسيطرة على منافسات هذه الكأس فيما جاء الانفراج في مكان اقامتها حيث حظيت القارة الصفراء بشرف الاستضافة وهي املاءات اقتصادية لا علاقة لها بتطور الكرة في هذه القارة وان كان توسع انتشارها ظاهراً بوضوح.
ومنتخبات القارة الآسيوية منذ مشاركة كوريا الشمالية 54م وحتى مشاركات 98م لمنتخبنا ونظيره الكوري الجنوبي لم تبرهن على استحقاق ما يثار حولها من حديث يصل أحياناً حد الضجيج كل ما اقتربت تصفيات المونديال أو جاء ما يستدعي الحديث عما يجب ان تحصل عليه كل قارة من مقاعد فالكرة الآسيوية لا زالت متخلفة جدا عما تقدمه منتخبات أوروبا وأمريكا اللاتينية وبتأرجح ميزان التفوق بينها ومنتخبات أفريقيا.
وهذا التخلف الكروي الآسيوي يرجع بعضه لأسباب اقتصادية وتقنية واجتماعية لا دخل للموهبة ولا حتى لبرامج التطوير أو الرغبة في تحسين المستوى.
وبعضه الآخر لعوامل الخبرة التراكمية المتوفرة في الجسم الكروي لهذه القارات الذي يفرز كل مقومات استمراره وتطوره تكاملياً وتوفر البيئة الاجتماعية الخاصة المناسبة.
إننا لا يمكن ان نسلخ الرياضة ولا المنشغلين بها من موهوبين واداريين ومخططين وتقنيين واكاديميين من واقعهم ككل لمجرد أنهم صاروا من بين النخبة الكروية العالمية لأنهم وببساطة وصلوا الى ذلك من خلال تفوقهم على خصوم يعيشون نفس الحالة ولا يزيدون كثيرا من امكاناتهم عنهم شيئاً، فمثلاً فإن رئاسة دولة مثل كوبا لمجلس الأمن في دورة رئاسية اعتيادية لا يعني أنها تماثل الولايات المتحدة أو حتى الصين إذا ما ترأست احداهما المجلس بذات النظام ومن هنا فإن علينا معرفة ان المشاركة في المونديال هو حد أعلى لمعرفة امكاناتنا قياساً بالقارة التي تأهلنا عنها.
وإذا كان ذلك لا يعني ألا نسعى لتقديم صورة طيبة فإن ذلك يجب أن يكون مفهوماً على الأقل في بادىء الأمر لمن يعنيهم ذلك مباشرة وهم اتحاد اللعبة واللاعبون والإعلام وبالتالي فإن الجماهير لابد ان تستوعب ذلك.
saadalmahdi@hotmail | 
