|
|
تقول التقارير الاخبارية المحلية، بأن السياحة إلى اليابان لحضور مباريات المنتخب السعودي في كأس العالم السابعة عشرة لكرة القدم، محدودة نسبياً، بسبب ارتفاع تكاليف الاقامة والتنقل هناك، وهو استنتاج منطقي يشترك معه ربما تزامن المناسبة مع موسم الاختبارات، على اعتبار ان غالبية جمهور المستديرة من شريحة الشباب، وهم بطبيعة الحال مشغولون بهمومهم الدراسية حتى نهاية الأسبوع الحالي، ما يعني زيادة اعداد المسافرين لحضور المونديال، بمجرد انقشاع غمة الامتحانات وبدء الاجازة الصيفية، ولو بطريق الاستدانة فالأمور سيان عند مجانين الكرة، متى ما راعينا وجود اشخاص لا يشعرون بالمتعة الحقيقية، الا اذا عايشوا فعلياً اجواء المباريات وراقبوها عن كثب.. وباستثناء التواجد الجماهيري يلاحظ اهتمام محلي غير عادي لاستقبال الحدث الرياضي، بين اوساط المثقفين وانصاف المثقفين وفئات المجتمع الاخرى على اختلاف انتماءاتها وتباين افكارها، وليس الأمر مدعاة للغرابة أو الاستهجان، فمنذ العصر الفكتوري الذي انطلقت خلاله الممارسة الأولى للعبة في شوارع انجلترا وازقتها الخلفية، مروراً بتطورها واخذها الشكل الرسمي المتعارف عليه، وكرة القدم تكسب جمهوراً اضافياً تتزايد اعداده يوماً بعد يوم، ما شكل اعجاباً ملفتاً بالفاعلية الكروية، يتخطى حدود الجنس والعقيدة والدين والثقافة، ليرسم صورة اخاذة يتفق امامها المجتمع الدولي بكل تناقضاته واسقاطاته وميوله السياسية، لدرجة خلقت تناصاً ملموساً ما بين السياسة والرياضة، كان من بين الأدلة المشيرة إليه، المباراة الودية للفريق الافغاني وقوات حفظ السلام الدولية، في اشارة لاستقرار الاوضاع وعودة الحياة الطبيعية لافغانستان، ومباراة فريق اريحا والمنتخب الفرنسي بقيادة ميشيل بلاتيني في الاراضي الفلسطينية عام 1993م بعد الاعتراف بالمنظمة، والتي انتهت بفوز اريحا1/صفر، وقد اسهمت الكرة العجيبة كذلك باحلال البهجة محل الحرب وويلاتها لدى اللبنانين والبوسنيين فيما مضى، وهي تمارس كطقس ديني يحرمه رهبان البرازيل، وكوسيلة لابعاد اطفال بوليفيا عن تعاطي المخدرات، بضمهم إلى اكاديمية متخصصة بشؤون الكرة تسمي «تاهوتشي»، أو «الطيور الصغيرة»، ومنها تخرج غالبية لاعبي المنتخب الوطني البوليفي الأول، ولعلها ايضا تستثمر كوسيلة لتعريف بابتكارات حديثة، سخرت لأجلها اساليب دعائية جذابة روعي فيها لفت انتباه الدول المشاركة، مثلما تفعل اليابان حالياً، اذ صرح مسؤول أمني لديهم، باستخدام وسيلة جديدة لقمع حالات شغب الملاعب، وهي مسدس يطلق كبسولة تتحول في الجو إى شبكة تهبط فوق مثيري الشغل وتشل حركتهم، اضافة لدروع شفافة خاصة بقوات مكافحة الشغب لها قدرة عالية تتحمل اشد انواع الصدمات، وجهاز خطير يكشف المتفجرات والمواد البلاستيكية المتفجرة المخبئة في الامتعة خلال عشرين ثانية، وروبوت معد لمواجهة الحرائق المحتملة والسيطرة عليها بدل الإنسان وغيرها كثير.. باختصار يكفي القول بأن شخصاً واحداً مقابل كل اربعة اتشخاص حول العالم يشاهد المستديرة بانتظام، لتعرف أهمية اللعبة كوسيلة تأثير مضمونة وذات مفعول سريع وشعبية ساحقة.. وبتفكيك الانعكاسات الداخلية للمونديال، يسجل المديرون وارباب العمل خوفهم الكبير مما ستسفر عنه الرغبة المتزايدة لمتابعة المباريات، فقد تؤدي التوقيتات غير المتوافقة لعرضها إلى غياب الموظفين واختلاق اعذار مصنوعة لا اساس لها، تشل حركة العمل وتعطل عجلة الانتاج، ويؤكدون بصورة ما اقرار آليات رقابية للحساب والمعاقبة استفادت بتجارب التلاعب السابقة؟! |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |