Wednesday 5th June,200210842العددالاربعاء 24 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

البقاء للأقوى البقاء للأقوى
أميمة عبدالعزيز زاهد

طوال حياتي الماضية وأنا أسمع من البعض بأن البقاء للأقوى وكنت أرفض هذه المقولة ومؤمنة مع البقية الباقية بأن البقاء للأصلح وأصر بأن مصطلح البقاء للأقوى يطبق في مجتمع الغاب، أي خاص بالوحوش وفي الوقت الراهن وبعد معاصرتي وصراعاتي في هذه الحياة ومن خلال ما شاهدته وسمعته وعشته أيقنت وتأكدت بالفعل بأن البقاء للأقوى وأضفت الى تلك المقولة مقولة أخرى (إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب).
ودعونا نستعرض برنامج حياتنا من جميع الجوانب لنعرف من المنتصر أو من هو الذي يحقق ما يريده ويلبي أمنيات المقربين منه أو من له معهم مصالح مشتركة.. ومن هو الذي يصل الى تحقيق طموحاته العلمية والعملية والاجتماعية والمادية.. وتفتح أمامه الأبواب المغلقة ويسخر بأفعاله الصغير والكبير فيسهل الصعب ويتجاوز المسموح به، إما خوفا أو احتراما، فهو يسير على منهج الهجوم أفضل وسيلة للدفاع تدعمه قوته وجبروته وسلطته.. أما الشخص المسالم الذي يهوى الهدوء ويعشق الراحة ويمقت العنف والمشاحنات والمهاترات ويتمنى تحقيق أموره بالود والانتظار الممل دون كلل والذي تهضم حقوقه وهو ينتظر من الزمن ان يرد له مظلمته؟ والذي يقبل أن تداس كرامته من أجل مبررات لا أصل لها من الصحة إلا في أعماقه الطيبة فهذا عيب وهذا لا يجوز ومرة يقول هونها تهون.. المسالم الذي يشق طريقه بصبره وكفاحه ويجد هنا وهناك من يزرعون الشوك في طريقه ومن أمامه وخلفه وأيضا يتركهم لضمائرهم لعلهم يرتدعون وعلى أثر ذلك يسير خطوة للأمام ويرجع عشرة لا يهم، المهم أن يعلمهم درساً ولو بعد فوات الأوان بعدم رد الإساءة إلا بالحسنة ويقتل بالعسل كل من يغتاله بالسم، ويظن أنه إذا أحسن إليهم استعبد قلوبهم ويفوت الأوان وأوان الأوان دون يقظة منهم فلا هو حقق ما يريد ولاهم ارتدعوا.. المسالم الذي ينتظر قضيته لتحل وديا دون منازعات لان الصلح خير.. تجده يعيش سنوات وسنوات بانتظار الحلول الودية ويطول انتظاره دون طائل.. في حين انه صاحب حق ويمكن أن يأخذ مطلبه بمنتهى السهولة وعن طريق القوة إذا لزم الأمر، أو عن طريق داوها بالتي كانت هي الداء، ولكن وبما أنه مسالم فهو لا يحب الدخول في متاهات قد يكسب بعدها حقه ويخسر فيها علاقته مع علمه بأن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ولكنه يرد على نفسه بقول الحكيم العليم.
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved