Friday 7th June,200210844العددالجمعة 26 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أسبابه نفسية وجسمية أسبابه نفسية وجسمية
سرعة القذف مشكلة تؤرق الرجال المتزوجين!!

تمثِّل عملية القذف الجنسي ظاهرة عصبية ارتكاسية ذات طبيعة نفسية - جسدية والقذف عند الرجل يمر بخطوات عديدة هي افراز المني ثم تجمعه وأخيرا خروجه من القضيب. وهذه الخطوات تترافق مع تجربة انفعالية من خلال عمل جنسي مؤد لبلوغ النشوة.
وعملية القذف هي إذاً اخراج المني من العضو التناسلي بعد مجموعة من الإثارات ذات الطبيعة الغلمية. ففي مرحلة أولى تؤدي هذه الإثارات إلى تحريك الموثة والامبولات وهما المسؤولتان عن انتاج المني في فترة مابين عمليتي قذف. وتتجمع هذه الافرازات في الإحليل الموثي «قسم من المحلب يمر بالموثة ويبلغ طوله 3سم راجع الموثة» بانتظار حدوث زيادة ضغط المني في الإحليل الناجم عن الإثارة الجنسية كعلامة على حدوث ارتكاس عصبي مؤد للقذف.
إن الثلاثة أو الأربعة انقباضات الارتعاشية التي تطال المنطقة البولية التناسلية تؤدي إلى قذف كمية من المني تتراوح بين 2 و 5 مليليتر وتتم عملية القذف إلى الخارج بسبب تآزر جهة الضغط والارتكاس العصبي المؤدي إلى اغلاق المنعطف مثانة - محلب المتكون من عضلات ملساء وأي عطل في هذا الارتكاس يؤدي إلى قذف المني في المثانة وهذا ما أسميناه بالقذف الرجعي. والتجربة النشوية ترتكز على إحساسين يتطابقان في بعض الأحيان، أولهما الإحساس باستحالة تجنب أو منع القذف وثانيهما الإحساس بخروج المني. وهذان الإحساسان يرافقان عملية القذف منذ بدايتها لغاية انتهائها ويحل مكانهما بعد القذف شعور بالإشباع الجنسي.
ويمكننا تقسيم اضطرابات القذف إلى:
1- القذف السريع.
2- عدم القذف.
3- السلس البولي.
4- القذف المؤجل.
وسنتطرق في هذه الحلقة إلى المشكلة الأكثر انتشاراً وهي سرعة القذف.
سرعة القذف
يوصف القذف بالسريع من قبل المريض عندما يكون حدوثه عاجلاً بحيث يؤثر على العملية الجنسية. وهذا التقدير الذاتي يختلف من مريض لآخر تبعا لتجاربه، وصورته عن ذاته وموقف الشريكة من العملية الجنسية. والواقع ان المراهق يختبر عتبة بلوغ الذروة عن طريق الاستمناء إلا اننا نلاحظ ان هذه العتبة (الحد الأدنى للإثارة المؤدية للقذف) تنخفض عندما يختبر هذا المراهق عملية الجماع. ومرد هذا الانخفاض إنما يعود إلى الملامسات الجسدية والانفعالات والاثارات العصبية الحركية المرافقة لعملية الجماع. على انه ومع تكيفه مع الجماع يستعيد المراهق عتبته السابقة فيتمكن تدريجيا من العودة إلى إطالة وقت القذف ليساوي وقت القذف عند الاستمناء وفي المدل فإن الرجل يتوصل إلى التحكم في القذف لمدة خمس دقائق من ادخال العضو في المهبل.
هذا علما بأن مايقارب 30% من الرجال الذين يزورون العيادة الجنسية إنما يفعلون ذلك بسبب سرعة القذف وغالبيتهم ممن يقذفون بعد أقل من أربع حركات جماعية. وغالبا ما تترافق سرعة القذف مع زيادة مفرطة في حساسية العضو للاحتكاك المهبلي. وهذا الافراط يقطع الطريق أمام محاولات الرجل في التحكم بالقذف عن طريق الأوامر العصبية الداخلية هذه الطريق التي تشكل قاعدة التحكم في عملية القذف.
ولابد من الإشارة إلى دور المرأة في التسبب بسرعة القذف لدى زوجها إذ ان النساء اللواتي يرفضن استخدام وسائل منع الحمل (لأسباب يمكن مراجعتها في فصل الجنس والحمل والولادة) أو اللواتي يعانين من البرودة الجنسية فهن يعمدن للمحاولة من تقصير فترة الجماع.
* الأشكال العيادية:
إن الحالات العيادية التقليدية للقذف السريع هي حالات تتمحور حول الشكل الأولي لهذا الاضطراب (أي دون وجود مرض أو سبب عضوي مؤد لسرعة القذف) وإذا ما رجعنا إلى تفاصيل الحياة الجنسية لهذا الرجل فإننا نجد فيها عدم الاستقرار الجنسي (خاصة في بداية حياته الجنسية) أو عدم خبرة الشريكة أو برودتها كما نلاحظ ان تطور سرعة القذف تم على مدى الشهور وأحياناً السنوات مع تناقض تدريجي في وقت القذف.
على انه وإن نادرا فإن هنالك بعض الحالات الثانوية المتأتية نتيجة للارهاق وللشدة النفسيين وفي هذه الحالة تتطور سرعة القذف نحو تعقيدات اكثر خطورة مؤدية إلى اضطراب الشهوة وانخفاض الميل للجنس والضعف الجنسي الثانوي، وعدم تمكن الشريكة من الاستمتاع بالممارسة وأخيراً الخلاف الزوجي، حيث يهدد الزواج بالتحول إلى زواج صورة (بدون ممارسات جنسية).
* عناصر التشخيص:
يعتمد التشخيص على أقوال المريض وشريكته ولكنه يعمل أيضا على استبعاد الأسباب العضوية التي يمكن لها التسبب في هذا الاضطراب وهذه الأسباب توزع على النحو التالي:
- مرض طفيف (غالبا فيزيولوجي) في الجهاز البولي ومنها قصر فرامل القلفة وآثار التهاب المحالب الخلفية..الخ.
- تشخيص خاطئ يتعلق بغياب نشوة الشريكة مما يؤدي إلى وصف عقاقير وتمارين ذات تأثير سلبي على عملية القذف.
* موقف المعالج:
يمتاز علاج الحالات الأولية للقذف السريع ببساطته فهو يتلخص في وصف صادات ألفا وهذه العقاقير تعطي نتائج علاجية باهرة إذ تؤثر على الجهاز العصبي الودي المتحكم بالقذف وذلك خلال بضعة أسابيع.
ومن الضروري ان يترافق هذا العلاج الدوائي ببحث تفصيلي في طريقة التعايش الزوجي والمشاكل التي تفرض هذا التعايش (غيرة، خيانة، مشاعر الندم، برودة (جنسية...الخ) كما لابد لنا من الإشارة إلى ان العلاج بصادات ألفا لاينجح إلا في 65% من الحالات وهذا يعني انه لايؤثر في حوالي ثلث المرضى المعالجين به وفي مثل هذه الحالات لابد للمعالج من مقابلة الزوجين والاطلاع منهما على الشوائب التي تشوب حياتهما الجنسية إذ ان هذه الحالات غالبا ما تكون تجسيداً (تظاهر جسدي) لبعض حالات القلق الشدة، الانهيار، الوساوس..الخ.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved