Sunday 9th June,200210846العددالأحد 28 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثم ماذا ثم ماذا
السياحة السعودية بمواصفات عالمية؟
بدر بن سعود

5, 3 ملايين مسافر يغادرون السعودية كل صيف لقضاء الإجازة في الخارج، حسب احصاءات منظمة السياحة العالمية، وهو رقم ضخم جدا قياسا إلى التعداد السكاني الذي لا يتجاوز 22 مليون نسمة طبقا لآخر احصائية محلية، فعلى ما يبدو حسابات السفر والمسافرين تحكمها معادلات من نوع خاص، قد لا تأخذ بالقياس البشري التقليدي للأنفاس الحية على الورق، ولست خبيرا أو مستثمرا سياحيا حتى أفتي في هذا الأمر.. وهؤلاء المسافرون يتوجهون غالبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعواصم الأوروبية والعربية وبعض دول شرق آسيا، ليضخوا بذلك 60 مليار ريال سعودي أو 42 مليارا كما تقول تقديرات اقتصادية أو 14 مليارا استنادا لتصريح محلي مسؤول، وهم بذلك يشكلون أكبر الزبائن المستهدفين عالميا، ويخدمون اقتصاديات الدول السياحية بصورة فعالة وواضحة.. أما بالنسبة لمقاصد السواح السعوديين، فتتراوح ما بين الاصطياف للنزهة والتسلية ليلا أو نهارا، السفر للعلاج بالمستشفيات الغريبة، دراسة اللغة الانجليزية خلال الهامش الصيفي غير المستغل بشكل مدروس داخل السعودية، باستثناء المعسكرات الصيفية ذات الطبيعة الاجتهادية المفتقرة للتشويق والمتعة والخدمات المناسبة، وكذا ارتياد المقاهي والاستراحات بالمدن وخارجها، إضافة لتنظيم برامج اصطياف صغيرة لزيارة شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي في جدة والمنطقة الشرقية، يقابلها تدفق للسياح الأجانب قليل الجدوى الاقتصادية.. إذ لايتعدى مردود السياحة الأجنبية للمملكة بخلاف السياحة الدينية خلال موسمي الحج والعمرة، حاجز الملياري دولار أمريكي، وهو محكوم بخطط تعدها مؤسسات خاصة وحكومية، لاعداد تتراوح فيما سبق مابين 15 و35 سائحاً، وقد سجل اليابانيون رقما قياسيا يصعب تكراره، عندما وصلت اعدادهم إلى 385 سائحاً، قاموا بزيارة للمواقع السياحية في ابريل 2001، ضمن برنامج نظمته الخطوط السعودية حمل عنوان «اكتشف المملكة»، وجدير بالذكر ان معظم المصطافين المشار اليهم، يابانيون وغيرهم، زاروا منطقة عسير وتمتعوا بأجوائها، وفق ضوابط تلزم نساء السواح بارتداء الحجاب وتنبه بضرورة تحاشي تعاطي المشروبات الروحية، كي لا يقع السائح في مخالفة صريحة للقوانين السعودية تعرضه للعقاب الشرعي، ومن المهم أيضاً القول بوجود مجموعة ضئيلة نسبيا للعاملين السعوديين بقطاع السياحة الوطنية تقف نسبتها وفق مصدر سعودي مسؤول، عند 7% فقط مقارنة بإجمالي العاملين؟!، فأين خطط التوظيف أثناء الإجازات المعمول بها لدى دول الجذب السياحي حول العالم؟، أو لعل الترتيب المتأخر للمملكة سياحيا أسهم بدور سلبي هنا، أو ربما الفترة السياحية المفضلة لزيارة المملكة وهي محصورة ما بين يونيو وابريل في كل عام لاعتدال مناخ أماكن الاصطياف لا تتفق ومواسم الإجازات المدرسية؟، رغم تراكم اعداد الطلبة المجازين! وكذلك العاطلين، الذين يواصلون بحثهم المستمر عن مصدر رزق بسيط ولو كان مؤقتا، قد تتيحه دورات تأهيلية خفيفة على العمل السياحي.. مع الإشارة الى ان الاحصاءات والأرقام السابقة كانت قبل أحداث أيلول الأسود، ما يقيم احتمالا قويا بتغيير الخارطة السياحية للعام الحالي، وهو ما يتوقعه أصحاب الاختصاص، فهناك توقع قد يستمر لموسمين قادمين، ويشير لتراجع سواح أمريكا السعوديين للاغراض المختلفة، وبنسبة 90% عن العام الماضي «60 ألف مصطاف»، بحيث لم تفلح معها حتى الآن حملات الاغراء وتخفيض 50% من أجور الإقامة بالفنادق الكبرى والتسهيلات المتعددة الأخرى، وهم يسعون لايجاد أماكن بديلة، قد يكون بينها دول شرق آسيا، ومحطات جديدة لم تكتشف سعوديا كاستراليا وجزر المالديف وسيشل وجنوب أفريقيا، مضافاً إليها الدول العربية ك «المغرب 33 ألفا بعد أيلول الأسود» ولبنان «45ألفا»، مع بقاء البحرين ومصر وسوريا دائماً وأبداً مقصداً رئيسيا لذوي الإمكانات المادية الضعيفة، وهم السواد الأعظم بطبيعة الحال.. ولا ننسى حفلات الزواج كسياحة محلية حرة للسيدات، تقترب إلى حد ما وبدون اختلاط طبعاً، من سياحة الكروازيت والشانزلزيه الفرنسية ورصيف بحيرة جنيف السويسرية وشارع أجول رود اللندني.. والصيف الحالي سيشهد مثلما هو العام الماضي وجميع الأعوام السابقة حالات السرقة للجوالات والشنط الدبلوماسية والمحافظ «الابواك باللهجة الدارجة» وهروب الخادمات، إلى جانب شيء مميز افرزته أحداث سبتمبر وهو الاعتداءات بالجملة والمفرق، وانصح بالتفكير كثيرا قبل زيارة فرنسا وايطاليا تحديدا، فقد صدر كتاب حديث لديهم باللغتين الايطالية والفرنسية وقريبا الانجليزية، صاغته صحافية ايطالية مخضرمة اسمها «أوروبا فالاتشي» مقيمة في نيويورك منذ ثماني سنوات تفاعلا مع أحداث البرجين، ووصفت العرب فيه بصفات لا تسمح ظروف النشر واحترام القاري بذكرها لأنها جارحة وعنصرية بدرجة سادية، والغضب الشعبي هناك سيتفاقم جرائها، وكأننا لم نكتف بتأييد 42 ولاية أمريكية من أصل 50 في حرب اسرائيل ضد الإرهاب الفلسطيني كما وصفوه.. إلا ان السؤال الأدعى للطرح يدور حول: لماذا نحن شعب عاشق للسياحة الخارجية تشاركنا أموالنا نفس الشعور، فوفق دراسة لمجموعة «ميربل لينش عام 2000» يوجد ما يقارب اربعمائة وواحد وعشرين مليار دولار مستثمرة على شكل إيداعات وتوظيفات مصرفية مالية بدول أوروبا وأمريكا؟!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved