في مقاله «الإرباك الفكري وعدم الرؤية» الذي نشرته صحيفة «الوطن» الأسبوع الماضي، دحض سمو الأمير خالد الفيصل بالحجة والمنطق دعاوى الصهيونية العالمية التي تروجها في دوائر الغرب -خاصة- ضد المملكة العربية السعودية باعتبارها إحدى أهم العوائق المانعة لأحلام المشروع التوسعي الصهيوني في المنطقة العربية.
استعرض سموه ظروف نشأة الدولة السعودية المعاصرة وسط أحداث القرن الماضي عربياً وعالمياً، وكيف انفردت بتطبيق الشريعة الإسلامية دستوراً وحيداً للبلاد، وكيف أن القيادة اتخذت موقعها الطبيعي دائماً في مقدمة الصفوف نحو حركة التحديث والتطوير دونما تفريط في ثوابت المجتمع وقيمه الإيجابية الأصلية، فوقعت حركة ارتقاء الأمة طبقاً للنظرية السعودية في الموازنة بين الأصالة والمعاصرة، وبلغ نجاح المشروع السعودي حد التفوق حتى على نفسه حين أنجز التلاحم الحميم بين المواطن والمسؤول النقلة الحضارية الفائقة في زمن قياسي، وانتقلت البلاد من حالة الجهل والضعف والشتات إلى حالة الأمن والرخاء في الداخل وأحرزت في الخارج موقعاً من الاحترام لدى الدوائر العالمية، تقديراً لدورها الريادي في حركة المجتمع العربي والإسلامي ومشاركاتها الإيجابية فيما يدور على الساحة الدولية.
وفي الليلة التالية لنشر المقال كان صاحبه ضيفاً على برنامج «لقاء المساء» الذي بثته القناة الأولى على الهواء، وعلى مدى أكثر من الساعة دار الحديث في «الاستوديو» ومن خلال المداخلات الهاتفية والفاكسية «الإنترنت» حول مشروع مؤسسة الفكر العربي التي أطلق فكرتها الأمير وتبنى مع نخبة من المفكرين والموسرين العرب تأسيسها إحياء للدور الأهلي العربي المؤازر للحركة الرسمية في تنمية المجتمعات وهو المبدأ الذي قامت على أساسه الحضارات على مدى التاريخ.
ومن خلال الحوار المكثف الذي ناء الوقت بمداخلاته الهاتفية والفاكسية وعلى الإنترنت، نجح البرنامج في نقل الصورة الحقيقية وفي أن يجيب على كثير من التساؤلات في الصدور، لأن المشروع يأتي في وقت عصيب، وعليه تعول الجماهير آمالاً كباراً، في برنامج يقوم أساساً على تكتل الفكر العربي وتكامله ورفع الضغوط عنه وفك أغلاله، وعلى أساس أن نجاح الخطوة الأولى يمكن أن يضع الأمة على بداية الطريق الصحيح، لتحقيق انطلاقتها بكامل طاقاتها مجمعة للمصلحة العربية العليا.
| 
