Monday 10th June,200210847العددالأثنين 29 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عذاريب عذاريب
الزبدة؟!
عبدالله العجلان

أتذكر جيداً ما قيل بعد مونديال 1998 وأننا لابد أن نبدأ من ذلك الوقت في التخطيط لمونديال 2002 لكي نتحاشى الأخطاء والاشكاليات الواقعة على المنتخب في فرنسا.. وعلى الرغم من ان الآراء والاطروحات آنذاك لم تبلغ بحجمها وحدتها مقدار ما نقرأه ونسمعه اليوم إلا انها في النهاية تصب في نفس الاتجاه وتحمل ذات المضامين المتداولة هذه الايام حول ضرورة التفكير والعمل منذ الآن من اجل مونديال 2006..
جميل جداً ان تتعدد الآراء وتتزايد وجهات النظر ما دامت تسعى الى تحقيق مصلحة الكرة السعودية وتبحث عن الارتقاء بمقدراتها والمحافظة على مكتسباتها وان كانت غير معنية بالتنفيذ على اعتبار انه من مسؤوليات الجهات ذات العلاقة.. فهي بما تقوله تتولى دورها في التعبير وابداء الرأي.. لكن هذا لا يكفي ولا يبرر استمرار العزلة والتباعد بين ما يطرح في وسائل الاعلام والاطراف المقصودة والمسؤولة عما يدور..!!
على سبيل المثال.. هناك اجماع على قضايا هامة تؤثر سلباً على مستوى ومستقبل الكرة السعودية وفي مقدمتها قضية المربع الذهبي.. مشاكل الاحتراف.. كثافة المسابقات ومبارياتها.. الاوضاع المالية للأندية.. الانفلات الكلامي وغوغائية التصريحات وملاسناتها المخجلة.. هذه وغيرها ظلت قائمة ومتكررة ومتفقاً على خطورتها وكثر الحديث عنها وعن حقيقة وقوة تأثيرها فما الذي حدث؟! عبارة عن كلام يتطاير في الهواء..!!
صحيح ان هنالك آراء ومقترحات مغلوطة ومعروفة اهدافها وصحيح ان كل ما يكتب ويقال ليس بالضروري ان يجد طريقه للتنفيذ.. لكن الأصح هو العمل بجد واجتهاد لدراسة القضايا العالقة والتعامل معها باقتناع وادراك وايضاً حسن نية لسبب بسيط وهو ان الهدف واحد والمصلحة عامة ومشتركة تبدأ وتنتهي عند شيء غال اسمه الوطن..!!
مشاعر مضروبة!
بالمناسبة.. وبالقدر الذي افرزت فيه «انتكاسة» الأخضر امام المانيا الكثير من المشاعر الرائعة تجاه حب الوطن لدى مختلف فئات وتصنيفات المجتمع السعودي الكبير.. إلا أنها للأسف الشديد اظهرت في المقابل عدداً غير قليل من المشاعر العكسية المقلوبة وغير المفهومة حين ابدت سعادتها وعبرت عن فرحها بما اصاب منتخب الوطن وكأنه مجرد ناد خسر على يد ناد آخر..!!
الأكيد انك لا تستطيع التحكم بعواطف وأمزجة ورغبات الآخرين.. بيد ان المسألة تتعلق بسمعة وكيان ومكانة وطن الجميع بغض النظر عن اية اعتبارات او حتى اختلافات داخلية محدودة من المفترض الاّ تتدخل او تتفاقهم الى هكذا انطباعات مشوشة وخطيرة تزيد امورنا تعقيداً..!!
على أية حال.. في مثل هذه الظروف الحرجة وتحسباً لما هو آت من الضروري ان نفهم الاسباب والدوافع على حقيقتها.. ان نجيب على كل الأسئلة.. لماذا الانتماء للنادي لايوازيه وينافسه اي انتماء آخر..؟! متى يأتي الوقت الذي تختفي فيه الوان الاندية ليبقى لون الوطن؟! ما سر هذه الظاهرة وكيف يمكن التخلص منها؟! ولماذا نحن فقط نظل نعاني دائماً وابداً من شرورها وانعكاساتها وغرائبها..؟!!
صح النوم
الى جانب الروح القتالية العالية والاصرار على مسح او لنقل تحسين الصورة الهزيلة امام المانيا.. لم يتطور او يتغير اداء منتخبنا في لقاء الكاميرون بسبب التعديل الذي طرأ على القائمة الأساسية كما يردده ويراه الكثيرون وانما نتيجة لاختيار طريقة اللعب المناسبة والمعقولة التي ساعدت على توظيف اللاعبين وبالتالي احلال التوازن بين الخطوط الثلاثة على العكس تماماً مما حدث من تخبط وضياع في لقاء المانيا..
امام الكاميرون كان بإمكان الأخضر ان يحرز فوزاً مثيراً ومستحقاً يتجاوز به أزمته.. وأن يعيد الأمور الى وضعها الطبيعي ويثبت للجميع قوته وأصالة معدنه.. وقد فعل ذلك الى حد كبير رغم خسارته بهدف.. لكنها التحضيرات السيئة والتدابير الخاطئة التي خذلت واحبطت اجتهادات لاعبيه وبالذات فيما يتعلق باللياقة البدنية المتدنية وغياب استقراره وانسجامه فنياً وعناصرياً..
حينما لا تأتي الافاقة ولا يكون اكتشاف الذات ومراجعة الحسابات إلا بعد ان نتلقى صدمة عنيفة على غرار الكارثة الألمانية.. وحينما تؤجل عمليات التغيير والتعديل والاستنفار لتبدأ متأخرة ومتعثرة اثناء المونديال وليس قبله فهذا يعني اساساً ان هنالك قصوراً واضحاً في مستوى التفكير ونوعية القرارات والتصرفات الادارية.. اي ان «فاقد الشيء لا يعطيه» والعبرة هنا فيمن يجيد قراءة واقعه ويستشعر مستقبله في الوقت المناسب وقبل ان يفوت الأوان وتطير الطيور بأرزاقها..!!
غرغرة
** في مونديال 2002 أخطاء تحكيمية أبشع وأشنع مما لدينا.. ومع هذا لا إيقافات ولا اتهامات ولا تصريحات مثل اللي عندنا..!!
** غيرنا استعد للمونديال.. اما نحن فتفرغنا لمناقشة من يمثلنا خارجياً..!!
** لو انتهى الدوري بمجرد انتهاء المرحلة التمهيدية وعلى طريقة الدوري الاعتيادي لما حدث لمنتخبنا ما حدث..!!
** افتقد الأخضر في لقاء الكاميرون لخدمات ودهاء وقيادة سامي الجابر..
** قدم نواف التمياط نفسه كلاعب عالمي من طراز نادر.. في حين اثبت حسين عبدالغني انه غير مؤهل بدنياً وفنياً للمشاركة في المونديال وكان نقطة الضعف الوحيدة امام الكاميرون..!!
** الله خلقنا هكذا.. فلماذا نسخر ونستغرب ونطالب بأن تكون اجسام لاعبينا على مزاجنا..!!
** المنتخب في اليابان.. والاشاعات تطبخ هنا على نار «الغيرة»..!!
** دققوا النظر بالأجهزة الادارية والفنية لتتأكدوا من ان «الطاسة ضائعة»..!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved