Tuesday 11th June,200210848العددالثلاثاء 30 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأفغان بدأوا يفقدون صبرهم بسبب الكذب الأمريكي الأفغان بدأوا يفقدون صبرهم بسبب الكذب الأمريكي
ضحايا القصف يطالبون بالتعويضات عن فقد ذويهم وتخريب قراهم

* كابول خدمة الجزيرة الصحفية :
بعد سبعة أشهر من بدء العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان وسقوط آلاف القنابل على كل شبر من أفغانستان تقريبا يبدو أنه قد آن الأوان للتوقف ومراجعة ما حدث ويحدث هناك الآن.
الأمر الذي لا يقبل الشك أن المدنيين الأفغان دفعوا ثمنا باهظا للتخلص من حركة طالبان ولكن على يد القوات الأمريكية التي يكاد يجمع الأفغان أنها لم تكن تميز بين المدنيين ومقاتلي طالبان والقاعدة عند القصف.
ويقول الأفغان أن القوات الأمريكية كانت وما زالت تستخدم استراتيجية إلقاء القنابل والفرار دون أن تتوقف لمعرفة أين سقطت قنابلهم ولا على من سقطت هذه القنابل وأخيرا وهو الأهم دون أن تفكر القوات الأمريكية في الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة للقنابل الأمريكية الذكية وغير الذكية بعد رحيل الطائرات الأمريكية التي قصفت قرية ميودوه الأفغانية حاول الناجون من سكان القرية جمع جثث قتلاهم لدفنها.
ولكن كانت هناك مشكلات عديدة، أغلب الرجال والأولاد الذين نجوا من قصف يوم 30 نوفمبر الماضي كانوا مصابين بشكل أو بآخر كما أن مقبرة القرية لم تكن بالاتساع الذي يتيح استيعاب كل القتلى كما أن الأشلاء كانت متناثرة.
يقول جنات خان عمدة القرية: إنه قام بجمع أجزاء جثث 15 قرويا ثم وضعها في حقائب بلاستيكية ودفنها في مقبرة واحدة.
وفي المقبرة الجديدة للقرية دفنت القرية بقايا أكثر من 150رجلا وامرأة وطفل قتلوا في القصف الجوي الأمريكي أثناء المعارك مع حركة طالبان.
وما حدث في قرية «ميودوه» تكرر في أكثر من مكان.
ويؤكد السكان الأفغان أن الطائرات الأمريكية قتلت وأصابت العشرات من المدنيين الأفغان بسبب معلومات مخابراتية غير دقيقة أو قصف أهداف وهمية.
ويؤكد القرويون أنهم بالفعل سعداء للتخلص من حكم حركة طالبان ولكنهم يشعرون بالغضب الشديد تجاه الولايات المتحدة بسبب رفضها تقديم تعويضات أو اعتذار لهم عن قصفها لهم بطريق الخطأ، فمنذ أن بدأ القصف الجوي الأمريكي لأفغانستان قبل سبعة أشهر والضحايا يتساقطون في القرى الأفغانية على امتداد البلاد.
ففي قرية شوكار كاريز بالقرب من مدينة قندهار قتلت القنابل الأمريكية 54رجلا وطفلا وامرأة وشردت الباقين بعد تدمير منازلهم في الثاني والعشرين من أكتوبر وفقاً لتقديرات المسؤولين الأفغان الموالين للولايات المتحدة.
ويطالب ضحايا هذه الضربات الأمريكية بالتعويضات عن فقد ذويهم وتخريب قراهم.
وقد انضم عدد من القادة الذين يحاربون إلى جوار القوات الأمريكية إلى المطالبين بهذه التعويضات.
يقول أحد الأفغان غاضبا إن الأمريكيين لم يعتذروا حتى عن قتل الأبرياء ولن يفعلوا ذلك.
وبالفعل لن يفعلوا، فليس هناك رأي عام في أمريكا ولا ضغوط من جانب الكونجرس الأمريكي على إدارة بوش لكي تعتذر أو تقدم تعويضات لضحايا الضربات الجوية ضد أفغانستان.
وكان وفد الكونجرس الأمريكي الذي زار أفغانستان في مارس الماضي قد أكد أنه سيتم بحث مسألة التعويضات كما أكدت نفس المعنى السفارة الأمريكية في كابول، ولكن يبدو أن الأفغان بدأوا يفقدون صبرهم بسبب الكذب الأمريكي.
يقول جول أمير خان قائد إحدى المجموعات الأفغانية التي قاتلت إلى جانب الأمريكيين أثناء معارك تورا بورا إن أغلب القرويين لم يحصلوا من الأمريكيين على أكثرمن بعض الأطعمة، ولكن الأمريكيين لم يعتذروا.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد اعترفت بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء في أفغانستان رغم قولها إن العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان هي من أكثر العمليات الجوية دقة في التاريخ.
كانت القوات الأمريكية قد ألقت أكثر من 21 ألف قنبلة على أفغانستان 60% منها قنابل ذكية يتم توجيهها بالأقمار الصناعية في حين لم تكن القنابل الذكية تمثل أكثر من 10% فقط مما استخدم في حرب تحرير الكويت عام 1991.
ورغم ذلك إن 25% من هذه القنابل الذكية لم تصب أهدافها وضلت طريقها إلى أهداف مدنية.
ورغم أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تحدد عدد الضحايا المدنيين للقصف الأمريكي فإن التقارير تشير إلى أن هؤلاء الضحايا يتراوح عددهم بين ألف وألفي قتيل.
ويؤكد الأفغان أن أغلب هذه الإصابات لم تكن نتيجة عدم دقة الأسلحة الأمريكية ولكن نتيجة قيام القوات الأمريكية بقصف أهداف ومناطق نتيجة الحصول على معلومات مخابراتية غير صحيحة، فالطيارون يقصفون الأهداف المحددة لهم ولكنهم يقتلون الأبرياء.
يقول أحد سكان قرية ميودوه الذي فقد زوجته وسبعة من أطفاله في القصف الأمريكي إنهم قتلونا ثم خرجوا يقولون إننا من طالبان.
ويقول سكان هذه القرية ان القوات الأمريكية قصفت قريتهم لأن بعض المقاتلين الأفغان الذين لهم عداوات شخصية مع بعض سكان القرية أبلغوا القوات الأمريكية بأن هناك مقاتلين للقاعدة وطالبان في القرية على غير الحقيقة.
ويقول عمدة القرية كان ينبغي على الأمريكيين إرسال جواسيسهم أولا إلى القرية للتأكد من صدق هذه المعلومات قبل أن تقوم الطائرات الأمريكية بدك القرية.
كان هذا العمدة قد فقد 15 فردا من أفراد أسرته في هذا القصف، وقد فقدت هذه القرية البائسة 150 شخصا من بين عدد سكانها البالغ عددهم 250 فقط.
ويقول أيا جول أحد سكان القرية إن قريتنا قد دمرت بالفعل وأقل ما يمكن للأمريكيين عمله هو إعادة بناء هذه القرية.
أما بيارا جول الذي فقد كل أفراد أسرته فيقول إنه يبتهل إلى الله أن يصيب الأمريكيين بمثل ما أصابوه وأن يعيشوا نفس المأساة التي يعيش فيها.
ويؤكد الأفغان الأمريكيين لم يفعلوا شيئا طوال الحرب في أفغانستان سوى انتظاراتصال هاتفي من أحد المقاتلين الموالين لهم ليقول إن هناك مقاتلين من القاعدة وطالبان في هذه المنطقة أو تلك فيرسلون طائراتهم لدك هذه المناطق دون أن يلتفتوا لما يصيب الأبرياء ودون التأكد حتى من صحة المعلومات سواء قبل القصف أو بعده.
ويعترف أحد القادة الأمريكيين أنه لا يمكن للقوات الأمريكية أن تنتظر حتى تتأكد من صحة المعلومات لأن مرور الوقت قد يؤدي إلى تغيير الأوضاع في المناطق المستهدفة أو المبلغ عنها لذلك فالقصف هو أول رد فعل لأي معلومة تصل للقوات الأمريكية بشأن احتمالات وجود مقاتلين من القاعدة أو طالبان في أي مكان.
يقول أحد الأفغان إن ما يقوم به الأمريكيون في أفغانستان يعتبر جرائم حرب حيث تقصف الطائرات المدنيين لأسباب وهمية.
ويضيف أفغاني آخر أن منازلهم انهارت ومواشيهم قتلت ولم يعد لديهم سوى خرق بالية يسترون بها أنفسهم ويجب على جهة ما ان تأتي لمساعدتهم.
أما الحاج محمد زمان قائد إحدى الجماعات المسلحة الأفغانية الموالية للأمريكيين فيقول إنه لم يحصل حتى الآن على رد من الأمريكيين عما ستقدمه أمريكا للضحايا المدنيين في هذا القتال.
ويقول محمد زمان انه طلب من الأمريكيين أكثر من مرة مساعدة الأسر الأفغانية في إعادة بناء قراهم على الأقل ولكن يبدو أن الأمريكيين غير مهتمين بالأمر كله من الأساس.
ولكن يبدو أن الأمر لن يتوقف عند مجرد التعويضات التي يطالب بها الأفغان الذين تعرضوا لخسائر كبيرة وإنما أيضا يطالبون بالعدل.
يطالب عدد من الأفغان بمعاقبة الجواسيس الأفغان الذين كانوا يقدمون معلومات وهمية للقوات الأفغانية وهي المعلومات التي كانت تؤدي إلى قيام القوات الأمريكية بقصف الأبرياء.
ويقول أحد الأفغان إن قائمة القتلى والمصابين ما زالت تتزايد مع استمرار انفجار القنابل والقذائف التي ألقتها القوات الأمريكية فوق المناطق المأهولة بالسكان ولم تنفجر عند سقوطها لكنها تواصل انفجارها الآن لتضيف المزيد من القتلى والمصابين إلى قوائم الضحايا الأبرياء.
ويقول أحد الأفغان إذا أردت أن تعرف عدد المدنيين الأفغان الذين سقطوا ضحايا للقصف الأمريكي فقد لا نتمكن من تحديد رقم بصورة مؤكدة ولكن المؤكد هو أن هناك المزيد من الضحايا في الطريق.
يقول منسق الأمم المتحدة في منطقة قندهار إن الطائرات الأمريكية قصفت العديد والعديد من الأهداف المدنية وبخاصة السيارات التي لا تعرف القوات الأمريكية إن كانت محملة بمقاتلي القاعدة أو بمزارعين أفغان يبحثون عما يسد رمق أطفالهم.
ويضيف ان الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الأهداف في أفغانستان هي كارثة من وجهة النظر الإنسانية لأنها تقوم على أساس القتل أولا ثم تحديد هوية القتيل بعد ذلك إن كان مدنيا أو عسكريا.
يشعر الأفغان بغضب شديد بسبب إصرار الأمريكيين على أن قنابلهم لا تخطئ.
يقول أحد القادة الأفغان ان الأمريكيين لا يعترفون بالخطأ أبدا وإنما دائما يقولون ان كل الموجودين في أي مكان يقومون بقصفه هم من القاعدة أو طالبان رغم أن الكثيرين من ضحايا الضربات الأمريكية مدنيين أبرياء.

*«لوس أنجلوس تايمز»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved