Tuesday 11th June,200210848العددالثلاثاء 30 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
«ط» الطنطاوي:
د. محمد شوقي مكي

يعرف الشيخ علي الطنطاوي، كما وصفه حفيده مجاهد ديرانية، بأديب الفقهاء وفقيه الأدباء، وهو حقاً كذلك، ويشهد على ذلك إنتاجه العلمي الغزير ومقالاته وندواته التلفزيونية وحواراته التي تبرز رجلاً لن يتكرر في العالم الإسلامي. لقد ولد ونشأ وترعرع الشيخ علي الطنطاوي في بلاد الشام، وتحمل المسؤولية وهو ابن السادسة عشرة سنة فتحمل أعباء أسرته بعد وفاة والده في سنة 1825م. وتلقى الشيخ تعليمه في بلاد الشام وفي مصر، ونال منهما الشهادات وعمل في مجالات عديدة في التعليم والصحافة والقضاء والفتوى والتأليف والتحقيق في التاريخ والدين والأماكن وغير ذلك، مثله مثل الشيخ حمد الجاسر -رحمهما الله رحمة واسعة-. وقد برز الشيخ الطنطاوي في كل هذه المجالات، ونشرت الصحف له عشرات المقالات، كما أخرجت دور الطباعة العديد من الكتب والمصنفات وبعضها طبع عدة طبعات، والتي كان لها أكثر الأثر في نفوس طلابه ومريديه.
وتبرز فكرة اليوم لما للشيخ الطنطاوي من علاقة وطيدة بالمملكة حيث قدم لها في سنة 1963، ومكث بها حتى وفاته في سنة 1420هـ «1999م»، أي نحو 35 سنة من عمره الذي تجاوز التسعين عاماً، وعمل الشيخ في المملكة في مجالات عدة أهمها التعليم والتوعية الإسلامية. ولعل معظمنا يتذكر برامجه الإذاعية والتلفزيونية التي كان المستمع والمشاهد يتلهف لعدم فواتها عليه. ولعل من أهم هذه البرامج «مسائل ومشكلات»، و«نور وهداية»، و«على مائدة الإفطار». وقد كان لهذا البرنامج الأخير شعبية كبيرة ومستمعين كثر خلال شهر رمضان المبارك، مما دعا القائمين على التلفزيون تكرار بعض حلقاته الذي استمر لسنوات عديدة، وذلك بعد أن ضعف الشيخ وأصبح غير قادر على الحركة الحرة للذهاب لتسجيل برامجه في الإذاعة او التلفزيون. لقد تزايد عدد محبي ومستمعي الشيخ لأسلوبه الخاص في الدمج بين النصيحة والدعوة والتجارب الإنسانية.
إن من حق هذا الشيخ الجليل وأقرانه علينا أن نكرمهم في حياتهم وبعد وفاتهم، والآن وبعد ن انتقل الطنطاوي الى جوار ربه فما أحرانا أن نتبع ما تم مع غيره من إبراز أعمال هذا الرجل وتكريمه بأي صورة ترسخ مكانته وجهاده بالكلمة والحوار في نفوس الأجيال الحاضرة والقادمة. إن المملكة العربية السعودية بمكانتها المميزة التي تحتل بها مركز القلب من العالم الإسلامي لجديرة بأن تهتم بالمفكرين البارزين في العالم الإسلامي، وتكون القدوة في العناية بمثل الشيخ الطنطاوي في حياتهم وبعد مماتهم وتخليد ذكراهم. لقد تناولت بعض الصحف مثل صحيفتي الرياض والمدينة المنورة في مقالات فردية الإشادة بأعمال وذكريات الشيخ، ولكن هذه جهود متناثرة غير كافية لمكانة هذا الرجل الذي كان يستحق منا ومن مؤسساتنا الشيء الكثير خاصة تلك التي عمل بها لسنوات عديدة مثل كلية التربية بمكة المكرمة، وفق الله الجميع لما فيه الخير والتقوى، وأثاب الله بالخير الجزيل من عمل أو سيعمل في هذا الاتجاه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved