Tuesday 11th June,200210848العددالثلاثاء 30 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نحن والمونديال نحن والمونديال
صحافتنا الأفقر!
سعد المهدي

أجد في ما يكتبه غير المحسوبين على الصحافة الرياضية عن قضايا وهموم رياضية من كتّاب صحفيين أو مثقفين أو أدباء ومفكرين وأكاديميين بمختلف التخصصات الكثير مما يستهويني لقراءته والاحتفاء به مهما يكن وعلى أي نحو إنه يؤكد لي أنهم أحياء يرزقون يعيشون حياتهم كبقية البشر فالرياضة ومنافساتها، متعتها وصخبها وتشنجاتها طاغية على سواها من الأمور وبتداخلها في نسيج المجتمع لا يمكن غض الطرف عنها وتجاهلها.
وفي كل صحف الدنيا تطالع في مناسبات رياضية كبيرة مشاركات جادة وهامة أو حتى شكلية لكتّاب عرفوا من خلال تخصصات وشؤون لا علاقة لها بالمنافسات الرياضية لكن حضورهم هذا يجد صدى وتأثيرا ربما يطغى على نظرائهم أهل الاختصاص إما لأسباب جوهرية كأن يبرع أحد هؤلاء الكتّاب بتحليل وعرض للحدث من زوايا غير منظورة للقريب منها أو لإعطائها بعداً يعزز من قيمتها أكثر أو يجد القبول كونه محايدا في نظر الآخرين وهكذا ولأسباب قد لا تكون معروفة يسرق النجومية ويحظى بالاهتمام.
وأجد أن صحافتنا المحلية أفقر صحف العالم في هذا الاتجاه فكتّابنا غير الرياضيين ينأون بأنفسهم عن الخوض في هذا الشأن حتى في مناسبة كالمونديال بل وترى البعض الآخر منهم يتفاخر بجهله في الرياضة ومنافساتها وكأنه بذلك يعتقد أن هذا سيجعل الآخرين يذهبون إلى الظن بأنه يفهم في عدا ذلك.
الكاتب عبدالعزيز السماري وفي مقاله بعنوان «حكاية اسمها.. كرة القدم» ونشرت الثلاثاء الماضي في الجزيرة، وكذلك الكاتب حماد السالمي وفي نفس اليوم بعنوان «التطرف في لعبة «الكجة» السعودية» كسرا القاعدة ليس ذلك فقط لكن السماري غزل السياسة والاقتصاد والاجتماع والنفس بخيط الرياضة من خلال إبرة المونديال فطرز مقالة تحليلية توثيقية معلوماتية استشرافية لا يستطيع كثير من كتّاب الصحافة الرياضية استنساخها ولا يستطيع الذين يتفاخرون أنهم لا يفهمون في الرياضة الاقتراب منها فهي مقالة أشبه بكرة اللهب.
ومما قاله السماري في هذه المقالة إنه «عبر السنين ربط البعض انتصارات كرة القدم بالانجازات السياسية والاقتصادية واعتبرت انجازاتها دلالة على التطور الحضاري والرخاء والرفاهية ولكن صحة هذه الفرضية أسقطتها معجزة اليابان الاقتصادية وهزتها أزمة الأرجنتين الاقتصادية» إلى قوله: «كان سقوط جدار برلين إيذاناً بالخروج من ركود سنين الحرب الباردة وإعلاناً عن دخول كرة القدم إلى عالم الرأسمالية والمبالغ الخيالية» ثم إلى «أن غزت شركات العالم الكبرى أسواق كرة القدم واستثمرت المبالغ الطائلة في مسابقاتها ودخلت سوق الاحتكار من أوسع أبوابه وأصبحت الشركات العملاقة تسيطر على حقوق النقل وتسعى إلى بناء ثروات خيالية من التشفير والنقل الحصري» إلى أن أنهى المقالة بالنهاية المأساوية لليهودي الألماني امبراطور التشفير الرياضي العالمي ليوكيرش الذي أعلن إفلاس شركته «كيرش ميديا» قبل ثلاثة أسابيع من هذا المونديال، وكان قد بدأ المقالة بأن هناك من لا يزال يؤمن أن لعبة كرة القدم مؤامرة ماسونية أو امبريالية تؤدي إلى تخدير ألم الوعي بمصائب الزمن.. مرحى للسماري ولكل الأحياء المتفاعلين مع الناس.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved