Monday 17th June,200210854العددالأثنين 6 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
(ر) الرحلات الجوية الصيفية:
د. محمد شوقي مكي

بعد انتهاء الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثاني من عام دراسي مضى وبداية الإجازة الصيفية، تستنفر طاقة الكثير من الأسر السعودية في الإعداد للإجازة الصيفية التي قد تكون داخلية أو خارجية. ومع أننا نجد بعض الأسر التي تتطلبها الخطة السفر جواً. ومثل هذه الأسر تتبع الأسلوب التخطيطي المنظم الذي يجعل أفراد الأسرة يتمتعون بإجازة سعيدة إلا ما قد يحدث من منغصات خارجة عن إرادتهم لا سمح الله. وهناك من يترك الأمر للحظة الأخيرة، ودافع ذلك عند البعض التأكد من نجاح الأبناء لأن لكل حالة ظروفها الخاصة، ومثل هذه الأسر تعاني كثيرا في تحديد حجوزات السكن والسفر، مما يضطرها إلى قبول السكن المرتفع التكلفة، والانضمام إلى قافلة حجوزات الانتظار على الخطوط الجوية، وقد يوفق البعض وهم قلة في تأكيد حجزه، وبذلك يتم مخطط إجازته بسلام، ولكن الأكثرية تتحول من رحلة انتظار إلى أخرى مما يضع جميع أفراد الأسرة في مواقف متعصبة ومتأزمة قد تنعكس على العلاقات الأسرية.
والغريب في الأمر أنه على الرغم من الأوضاع المتأزمة للعلاقات العالمية وتوجه كثير من السياح العرب ومنهم السعوديون إلى التغيير في سلوكيات اتجاهات رحلات قضاء إجازتهم السنوية، خاصة الخارجية، وتشجيع هذه التوجهات من قبل أصحاب القرار والعلماء، وذلك بالنصح بالاتجاه إلى قضاء الإجازات في داخل الوطن أو في الدول العربية والإسلامية والحد من السفر إلى الخارج خاصة إلى الدول الغربية التي تعادي الإسلام والمسلمين، إلا أننا نجد الناقل الجوي الوحيد في المملكة يفخر بتخفيضات منافسة عالمياً للرحلات إلى الدول الأوروبية. وفي المقابل هناك زيادة في أسعار تذاكر الرحلات الصيفية إلى بعض المدن العربية والإسلامية.
والسؤال الذي يبرز هنا هو هل الخطوط السعودية تعمل في عالم آخر، وهل النزعة المادية طغت على النزعة الإنسانية والمجتمعية؟، لأنه ليس هناك معنى لهذه التخفيضات الكبيرة إلى دول تجاهر بعداء المسلمين وتقف ضد قضاياهم إلا العمل ضد توجهات المجتمع ومصالحه وثوابته. والسؤال الآخر المهم: ألم يكن من الأفضل توجيه الجهود إلى زيادة عدد الرحلات الأسبوعية واليومية إلى الدول العربية والإسلامية رغم أنها زادت إلى بعض المدن العربية للقضاء على قوائم الانتظار التي لا تزال تواجه راغبي السفر إلى المدن الرئيسية في الوطن العربي مثل القاهرة ودمشق والرباط. فهل يتصور أنه نتيجة هذه الضغوط تنقسم العائلة في سفرها على عدة رحلات نظراً لعدم وجود العدد الكافي من المقاعد؟، وهل يجوز أن تتخذ الخطوط الجوية قرارات استبدادية تؤدي إلى انقسام العائلة الواحدة في سفرها؟. وأسوق للقارئ الكريم هذا المثال: راكب لديه تذكرة حكومية على الدرجة الأولى على رحلات دولية وداخلية إلى دولة ما. ولرغبة هذا الراكب في اصطحاب أسرته طلب من مكتب الحجز تغيير تذكرته من الدرجة الأولى إلى درجة الضيافة ليكون بصحبة أسرته، فكان الرد المفاجئ والمعارض لأي منطق بأن التحويل يتطلب أن تكون جميع حجوزاته على الخطوط صاحبة التذكرة، بمعنى أنه سيفقد كوبونات التذكرة المخصصة لخطوط أخرى داخل الدولة المسافر إليها. ولما ألغى فكرة تغيير التذكرة وطلب الحجز لنفسه على الدرجة الأولى ولأسرته على درجة الضيافة جاء الرد الآخر الماحق بأنه لا يمكن توفير العدد الكافي من المقاعد وأن عليه السفر على رحلة وأسرته على رحلة أخرى، أو الانتظار لأكثر من أسبوعين للحجز على رحلة واحدة.
إن مثل هذه القرارات التي لا تأخذ في الحسبان مصلحة المستخدم وإنما تعطي الأولوية لمصلحة ممول الخدمة فقط تخلق شعوراً بالغبن والحنق على مؤسسة أصبحت مهمة جداً في حياة الإنسان، وتدفع إلى إلقاء التهم لمثل هذه المؤسسة أو غيرها من المؤسسات التي تحتكر خدمات حساسة دون تلبية الاحتياجات بطريقة مرضية.
وأمام منغصات حجوزات الانتظار لا يسع المرء إلا نصح المسافرين بالتخطيط المبكر لتحديد وجهات سفرهم ومدتها ووسيلة السفر المرغوب استخدامها واحتياجاتها، فالتخطيط أصبح عملية ملازمة لمعظم أمور الإنسان في عصرنا الحاضر، ولابد أن يكون لدى كل أسرة مؤشرات معينة تتعلق بهذه العناصر وبأوضاع أفراد الأسرة طلاباً وموظفين والتي لابد أن تؤخذ في الاعتبار عند وضع مثل هذه الخطط.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved