Tuesday 18th June,200210855العددالثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رحلة نغم رحلة نغم
مستشرقو الأغنية.. والسقوط
عبدالرحمن الناصر

من المستحسن دائما لدى العرب حين سماعهم للمطرب أن يكون حسن وجميل الصوت وبديع الأداء.. ولأن العرب يتميزون عن غيرهم في السماع والتطريب فلذا يجبر المؤدي أن يكون كذلك وإلا نفر منه الجميع.. وهذه المدرسة الغنائية طويلة التاريخ منذ العصر الجاهلي حتى والدولة الأموية وتطور في الدولة العباسية ونضج وتبلور لنا كموشحات وقدود وطقاطيق وغيرها من المواويل.. وكان «زرياب» أحد المحدثين للموسيقى العربية في الدولة العباسية.. ومنذ ذلك الوقت الى فترة قريبة جدا لم يحدث شيء من تحديث ما فعله السابقون سوى بعض الجمل اللحنية وما فعله الرحابنة..
وما شدني لهذا هو التطوير غير المنطقي للأغنية «المستشرقة» التي يبحث عنها المفلسون.. فكم من عمل موسيقي سمعناه في السنوات الأخيرة أصله غير عربي وهذا ما جعل المهتمين بالثقافة التركية يستنجدون لوقف هذه الأعمال وقبلها كان للهند دور بذلك والآن أصبح الاتجاه للأغنية الفارسية «ايران».
وعندي بعض أسماء الفنانين الذين أصدروا أعمال غيرهم «واستشرقوا» أعمالاً غربية «كموسيقى» وبكلام معرب.. وعزائي ان لدينا قاعدة متينة وطويلة الأمد والتاريخ فهي ستقف بصرامة وعنف لكل هؤلاء العابثين بهذا التاريخ الغنائي.
موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب حينما أضاف بعض الآلات الغربية كالقيثار والأورج وغيرها.. لم يكن لدى البعض من زملائه المعرفة التامة لدمج هذه الآلات مع آلات العزف الشرقية فلذا ثار البعض وشنوا حملة اعلامية كبيرة ضده ومع ذلك أشادوا بفكرته بعد سماع أغنية «أنت عمري» لأم كثلوم.. والاضافة كانت لرفع الأغنية من خلال الصولو وكان منطقيا نوعا ما.. والآن وفي الفترة الأخيرة نسمع الأعمال الخليجية غالبها «الدرامز» وهذه من ضمن الآلات الغربية القاتلة للايقاع لدينا.. فمن خلال هذا المحور كنت أتحدث مع الموزع الموسيقي أمير عبدالمجيد قبل حوالي السنتين فقال لي: الايقاع الخليجي له نكهة عجيبة ورونق خاص من خلال التراكيب والتوزيع بينهما.. فهو لوحده يعتبر «أوركسترا» ايقاعية ودخول هذه الآلة يمحو كل ما بني بالسابق من خلال الحفاظ على التراث ما بين الأنامل والجلديات كالسامري والخبيّتي والمجرور والعارضي.. ومن هذا المنطلق أطالب الجميع من فنانين بالتفكير قليلا قبل تركيب هذه الآلة التي تصيبنا بعدم التركيز لسماع الأغنية.
شركات إنتاج.. تدار في المجالس
* نعم هناك مؤسسات فنية تقبع تحت أسقف المجالس.. وليس لديها مؤسسة فعلية «تدير بها أعمالها».. فلذا أين وزارة الاعلام عن هذا.. والغريب في الأمر ان المنتمين لهذه المؤسسة يتواجدون يوميا لبحث ما يدور بالساحة الشعبية وسماع الأغاني الجديدة والقديمة وبلورتها من جديد لتنفذ باحدى أصوات هؤلاء المستطربين. انه تخبط مثير للجدل والبحث.. مثل هذه الفئة أفقدت بعض الشركات الكبرى توازنها وذلك لتوزيع أعمال مطربيها حسب الجدول المتفق عليه.. والمطربون النشاز تجدهم من انتاج تلك المؤسسات.. فعلا «حشفاً وسوء كيل».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved